أخبار عربي ودوليالكل

إسرائيل تسعى للسيطرة على البحر الأحمر ومن مصلحتها تقدم تحالف العدوان في اليمن

لا تكاد لا تمرّ مناسبة سياسية لدى حركة “أنصار الله” لا تُذكر فيها فلسطين والاحتلال الإسرائيلي. وإن كان العداء اليمني لإسرائيل تاريخياً وينبع من أدبيات وأخلاقيات، والانتماء العربي، فإن الحقائق تتكشف منذ عقود عن مصلحة إسرائيلية مباشرة في وجود حليف لها عند ساحل البحر الأحمر.

في ذات السياق وضع معهد الأمن القومي في تل أبيب مؤخراً تقريراً بحثياً أوصى فيه بتحديد المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر ودراسة “ما إذا كانت سياستها الحالية تخدم هذه المصالح”، داعية إلى “تحديد الأطراف التي لها مصلحة في التعاون”.

وتنصح الدراسة المؤسسة السياسية في تل أبيب بالاستعانة بعلاقات الولايات المتحدة ونفوذها في القارة الأفريقية، ودول المنطقة لتسهيل الاتصالات مع إسرائيل على الرغم من إشارتها إلى أن “المواجهة الأميركية مع الصين وروسيا تقلل اهتمام الإدارة الأميركية بالقارة الأفريقية”.

وتستهل الدراسة صفحاتها بتعداد الأطراف والدول المعنية بالحرب في اليمن، مع الإشارة إلى أنه “حتى الآن لم يحدث أي تعطيل في مسارات الشحن والطيران الإسرائيلي، التي تربط إسرائيل بالمحيط الهندي والشرق الأقصى وأفريقيا”.

هذه الإشارة تستدعي دعوة صريحة للتفكير ما “إذا كان يجب استثمار الموارد العسكرية والسياسية لمنع تحقيق التهديدات المحتملة ضد إسرائيل في هذه المنطقة، وخاصة من جانب إيران ووكلائها”.

وتحقيقاً لهذه الغاية، “ينبغي على إسرائيل أن تحدد الأطراف التي لها مصلحة في التعاون معها من بين بلدان البحر الأحمر، وينبغي النظر في آليات للتعاون، بما في ذلك منع تهريب الأسلحة، واقتراحها بشكل مباشر وغير مباشر للجهات الفاعلة ذات الصلة”.

وفي آليات التعاون المنشود، يعتبر معهد الأمن القومي أن “إشراك اللاعبين غير الإقليميين يخلق تضارباً في المصالح بينهم وبين البلدان الواقعة على طول ساحل البحر الأحمر، ما ينتج بدوره أرضاً خصبة للتعاون الأمني والاقتصادي والسياسي الرسمي وغير الرسمي مع إسرائيل”.

وبطبيعة الحال، يركز التقرير الإسرائيلي على النفوذ الإيراني في البحر الأحمر بعد أن قامت طهران في السنوات الماضية بتعزيز دورها في مكافحة القرصنة البحرية وتعزيز علاقاتها مع السودان وجيبوتي واريتريا، “حيث تمكنت من الحفاظ على وجود عسكري نشط في البحر الأحمر، مع خيار استخدامها لاتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، بما في ذلك عن طريق تهريب الأسلحة إلى العناصر الفلسطينية”.

و على الرغم من أن التهديد الذي يشكله القراصنة في مضيق باب المندب قد تراجع في السنوات الأخيرة نتيجة الجهود الدولية، فإن التقرير الإسرائيلي يتحدث عن ” تهديد جديد لحرية الملاحة بسبب الحرب في اليمن”، حيث “قام أنصار الله الحوثيون بنزع الألغام على طول سواحل اليمن، واستخدموا القوارب المتفجرة والصواريخ المضادة للسفن لمهاجمة السفن البحرية الأميركية والسعودية في المقام الأول”.

ويعترف تقرير المعهد الأمن القومي صراحة أن (لإسرائيل) “مصلحة واضحة في ضمان أن يكون لتحالف الحرب على اليمن اليد العليا” لأن “حركة أنصار الله تشكل تهديداً للمصالح (الإسرائيلية)، ويمكن أن يشكلا تهديداً لحركة الملاحة البحرية من وإلى (إسرائيل)”. “كما يمكن أن يحول اليمن إلى موقف وسيط للتهريب إلى حماس، والجهاد الإسلامي في قطاع غزة بدلاً من السودان”.

ويخوض التقرير الإسرائيلي بعمق في الانتشار العسكري لدول الشرق الأوسط والدول الغربية على سواحل البحر الأحمر، لكنه يقف بشكل لافت عند تهديد الحوثيين باستهداف المنشآت الإسرائيلية المطلة في تلك المنطقة، خاصة تلك الموجودة في اريتريا.

كما يشكل البعد الاقتصادي مجالاً حيوياً بحسب التقرير، إذ أن موقع البحر الأحمر يشكل أهمية اقتصادية كبرى لإسرائيل التي تسعى للاستفادة من مشاريع السعودية ومصر في هذه المنطقة من العالم “حتى وإن لم يكن ذلك بشكل علني”.

المصدر : الميادين 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى