أمريكا … شعارات براقة و واقع قبيح
مناصرة الشعوب وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساعدة الإنسانية وبناء السلام والتنمية وتقديم المعونات العسكرية والأمنية والتقنية ، هذه بعض الشعارات البراقة والقيم النبيلة والغايات السامية التي تسوقها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لتسويغ نفوذها الاستعماري وحماية مصالحها النفعية وتعزيز هيمنتها الدولية وتسلطها الإقليمي واستغلالها القطري، ولتحقيق أغراض سياساتها الخارجية بأبعادها المختلفة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
وحقيقة تلك العناوين والقيم والشعارات يترجمها الواقع ويجسدها السلوك ويكشفها الفعل الغاشم للنظام الأمريكي من غزو العالم واحتلال الدول وقتل الشعوب وانتهاك الحقوق ونهب الثروات وتدويل الشؤون الوطنية وعولمت القيم الفكرية والأنظمة الأمريكية ونشر الإرهاب و تهديد الأمن الدولي وتقويض الاستقرار الإقليمي وزعزعة أمن البلدان وتمزيق المجتمعات وتقسيم الأوطان ونشر الفوضى العارمة واستباحة الأعراض الإنسانية وهتك الحرمات المقدسة ومساندة الأنظمة العميلة وحصار الشعوب الحرة، وقائمة طويلة من الجرائم المقززة والانتهاكات الصارخة والتدخلات السافرة والاعتداءات اللاأخلاقية التي قد يجف حبر اقلام الكتاب دون حصرها.
وقد تفننت الولايات المتحدة الأمريكية في ترويج واستغلال واستعمال أساليب ووسائل وقيم متعددة جعلت منها عناويناً منمقة وأدواتً ناعمة من خلالها يتحقق الهدف الصهيوني ويسود النظام الأمريكي بأنساقه المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وحين تسعى الإدارة الأمريكية الى تغيير الأنظمة المقاومة والمناوئة لسياستها المتغطرسة، تستدعي قيماً وعناويناً عريضة كحماية الشعب وإسقاط الدكتاتورية ومكافحة الإرهاب وزعزعة الاستقرار وتطوير أسلحة الدمار الشامل وغيرها من الفبركات على غرار الأكاذيب الأمريكية في العراق وافغانستان وليبيا وسوريا وايران وغيرها من البلدان، وحين تسعى لمساندة ودعم الأنظمة العميلة تستدعى قيماً مزيفة كمناصرة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والشرعية الدولية وغيرها من المعايير والقيم المتلونة بلون المصالح الأمريكية، وتسارع في توصيف من يقاوم نهجها الهمجي أو يعارض سياستها المقيتة بالإرهاب والتمرد والدكتاتورية وقتل الشعب وارتكاب الجرائم وزعزعة الاستقرار الإقليمي وغيرها من الأوصاف الأمريكية المبتذلة والرخيصة .
وأكثر من ذلك اختلاق وفبركة الأكاذيب و ارتكاب الجرائم البشعة مباشرة أو عبر ادواتها الإرهابية كما حصل في خان شيخون في سوريا لمساندة قوى الإرهاب و تبرير انتهاك السيادة السورية بذريعة استخدام اسلحة كيميائية دبرتها الأيادي الأثمة للإدارة الأمريكية المجرمة. بينما تبرر الإجرام المشهود عالمياً للكيان الصهيوني في قتله لشعب فلسطين الأعزل وارتكاب ابشع الجرائم في حقه ومحاصرته، بل وتسعى جاهدةً الى منع مجرد صدور قرار او بيان من مجلس الأمن يدين إسرائيل، ناهيك عن محاسبتها على ما ارتكبته من جرائم دولية ومخالفات قانونية وفظاعات إنسانية في حق الشعب الفلسطيني على مدار سعبين عاماً من الاحتلال والإجرام الصهيوني الأمريكي.
لم تعد تنطلي تلك الشعارات المزيفة والمبادئ المبتذلة والأدوات الإجرامية للسياسة الخارجية الأمريكية على الشعوب الحرة والإرادات الوطنية المقاومة والأنظمة السياسية المناوئة لغطرسة وهمجية ووحشية النظام الأمريكي الغاشم، الحامي والداعم للكيان الصهيوني المجرم. وستنتصر قيم الحق والعدالة على قيم الإجرام والعمالة والإرهاب الأمريكي الصهيوني الخليجي، وغداً لناظره قريب.