أمانة الدعوة والفكر تقيم ندوة بعنوان ( شروط النهضة في كتاب ملك بن نبي ) ضمن برنامج ( قراءة في كتاب )
أقامت أمانة الدعوة والفكر ضمن برنامج ( قراءة في كتاب ) ندوة عن كتاب ( شروط النهضة ) للمؤلف والمفكر الكبير مالك بن نبي .
وفي بداية اللقاء رحب الدكتور أحمد النهمي رئيس الأمانة المصغرة بالحاضرين وأشاد بالمعدين والمنظمين لمثل هذه اللقاءات التي تجمع الاتحاديين على مائدة الفكر والثقافة والوعي وعلى رأسهم أمانة الدعوة والفكر والشؤون الإدارية في المكتب الرئيسي للاتحاد وهيئة تحرير موقع صوت الشورى أون لاين .
وقال النهمي لقد اخترنا أن يكون محور حديثنا في هذه الندوة كتاب شروط النهضة لمالك بن نبي لأنه يعتبر أحد الروافد الفكرية الأصيلة التي يستمد منها حزب اتحاد القوى الشعبية اليمنية أفكاره وعلاقته بالأستاذ إبراهيم بن علي الوزير – رحمة الله تغشاه – وإخوانه زيد وقاسم علاقة فكرية انعكست على المؤلفات التي طرحت في فكر اتحاد القوى الشعبية. وأضاف النهمي أن مالك بن نبي أحد أهم رواد الفكر الإسلامي في القرن العشرين .
وأشار النهمي إلى أن أهمية طرح مالك بن نبي هو أنه لم يكتب ما كتبه عن ترف فكري ولكن عن حاجة ومعاناة لينتقل بالأمة الإسلامية من طور التخلف إلى طور التقدم والالتحاق بركب الحضارة الإسلامية .
وقال إن مالك بن نبي ركز في كتابه على بناء الإنسان و استيراد الحضارة والثلاثية : الإنسان والتراب والزمن التي تعتبر مفاتيح للنهضة.
كما رحب رئيس أمانة الدعوة والفكر الأستاذ لطف قشاشه بالحاضرين في الندوة الفكرية الشهرية الداخلية، قائلا : نحاول في ندواتنا الفكرية أن نقرأ الموروث الكبير للمفكرين الإسلاميين الذي يعتمد اتحاد القوى الشعبية في قواعده الفكرية وانطلاقاته السياسية والتنظيمية على هذه المدارس ،كتقليد شهري ليشمل جميع المحافظات حتى نتمكن من تعميم الفكر الإنساني والإسلامي الراقي على جميع الاتحاديين في المحافظات .
وأضاف قشاشة : الكتاب الذي أمامنا واضح من عنوانه ،مالك بن نبي عاش في مجتمع مسلوب للإرادة وقابل للاستعمار ومتكيف معه في بعض ملامح الشكليات التي أدت بالمجتمع المسلم أن يكون متخلفا عن مواكبة الحضارة أو عن الرجوع عن الحضارة الإسلامية التي أخرجت المجتمع الجاهلي في الجزيرة العربية إلى أن يكون شعاعا ونور للعالم .
وأشار قشاشة إلى إن مالك بن نبي عاش ظروفا صعبة جدا في ظل الاستعمار الفرنسي الذي جثم على الوطن العربي وخاصة دولة الجزائر الذي أثر وما زال مؤثرا إلى يومنا هذا لان الاستعمار ترك بصمته على الحاكمين والسلطات المتعاقبة حيث أثرت في قراراتها على استمرار النهج التغريبي للمجتمع الجزائري.
وقال قشاشة :نحن اليوم بحاجة لمعرفة شروط النهضة للخروج من التخلف الذي نحن فيه كقابلية الاستعمار في المجتمعات الإسلامية وحاكمية المستبدين و عندما نتخلص منها ونعود إلى حضارتنا وثقافتنا القرآنية والإسلامية العظيمة نستطيع أن نقول أننا استعدنا حضارتنا .
وفي ذات السياق قال رئيس الأمانة السياسية الأستاذ شايف النعيمي إن مالك بن نبي في كتابه رأى أن الاستعمار يعطل الانسان وبذلك ينسحب على تعطيل كل مناحي الحياة وربط ذلك بما يحدث اليوم في واقعنا اليمني من احتلال وعدوان أدى الى تدمير الانسان و تدمير كل مناحي الحياة وهذا في صلب ما تكلم به مالك بن نبي في كتابه شروط النهضة.
بدوره قال الأستاذ محمد سلطان رئيس الأمانة التنظيمية إن المفكر مالك بن نبي من النوابغ الفكرية التي وضعت بصمات خاصة من خلال كتابه شروط النهضة .
وأضاف أن كل فكر ينظر الى المستقبل ويحرر العقل من الكثير من القيود نجد أن هناك من يكون ضده وأن مالك بن نبي في فترته وحتى الآن حارب الأفكار الضالة التي كانت موجودة وان المفكرين الذين ينظرون الى التغيير في العالم العربي والإسلامي رأوا في فكره الكثير من التطور الذي ينظر الى المستقبل .
وكان الأستاذ إبراهيم الحمزي المدير الإداري بالمكتب الرئيسي قد استعرض في بداية اللقاء ملخصا لكتاب شروط النهضة وما يحتويه من أفكار وذكر نبذة عن محتوى الكتاب والأفكار التي انطلق من خلالها مالك بن نبي لتأليف هذا الكتاب والركائز الأساسية لشروط النهضة التي أشار إليها مؤلف الكتاب.
بدوره أعد الأستاذ الأديب والشاعر محمد الشميري نبذة مختصرة مسجلة عن مالك بن نبي وعن كتابه شروط النهضة في برنامج عباقرة الفكر والأدب .
وفي كلمة الشميري التي شارك بها في الندوة قال إن شروط النهضة في كتاب مالك بن نبي تمحورت حول ثلاثة جوانب هي بناء الإنسان بما يواكب عصره والمحافظة على المكان وإعطاء قيمة للزمن .
وأضاف الشميري أن القابلية للاستعمار في كتاب مالك بن نبي هي في النهاية قضية تتعلق بالأفكار في مرحلة الشلل الفكري الذي يعبر عنه واقع الجزائر التي هي نموذج للعالم الإسلامي.
وقال إن مالك بن نبي تطرق في كتابه لصورة الاستعمار في الجزائر كمعطل لكل ارتباط بين الإنسان الجزائري والبيئة من حوله لذا لابد للولادة أن تنطلق من جديد خارج الدائرة التي رسمها الاستعمار أي خارج مفهوم القابلية للاستعمار.
وقال إن من شروط النهضة في كتاب مالك بن نبي محاربة الاستعمار كعامل أساسي في بناء نهضة أي مجتمع ونشوء الدولة الحضارية يرتبط صعودا وهبوطا بالفرد الذي يمثل فكرة الإسلام باعتباره سندها المحسوس . بمعنى أن محور الحضارة هو الإنسان المسلم