وكالات: مستجدات عن “كورونا” تربك العالم
رغم ظهور كورونا باعتباره جائحة غزت كل دول العالم، قبل ستة اشهر، إلا أن كبريات دول العالم لا تزال متخبطة بشأن تشخيص الوباء وسبل العلاج والوقاية منه.
فقد أعلنت الحكومتان الفرنسية والبلجيكية، اليوم الأربعاء، منع استخدام عقار (هيدروكسي كلوروكوين) في معالجة الإصابة بفيروس كورونا المستجد كما علقت السلطات الإيطالية أيضا استخدام هذا العقار ضد الفيروس.
وذكرت وكالة “فرانس برس” أن الحكومة الفرنسية ألغت التدابير الاستثنائية التي كانت تجيز استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين في علاج المصابين بوباء كورونا في المستشفى خارج إطار التجارب السريرية وذلك تجاوبا مع رأي أدلى به المجلس الأعلى للصحة العامة.
من جانبها قالت وكالة الأدوية الإيطالية إن الأدلة السريرية الجديدة المتعلقة باستخدام هيدروكسي كلوروكوين للأشخاص المصابين بفيروس كورونا تشير إلى زيادة خطر التفاعلات الضارة مع فائدة ضئيلة أو معدومة.
وعلّقت منظمة الصحة العالمية، في وقت سابق، التجارب السريرية للعقار الذي روّج له دونالد ترامب لمحاربة فيروس كورونا المستجدّ، ما أجّج المخاوف حول تعامل الرئيس الأمريكي مع الوباء الذي أودى بحياةعشرات الآلاف من الأمريكيين.
وقاد ترامب حملة الترويج لعقار هيدروكسي كلوروكين كلقاح أو علاج محتمل للفيروس الذي أصاب أكثر من 5,5 مليون شخص وأودى بحياة أكثر من 352 ألف شخص في العالم، قائلاً إنه يتناول هذا الدواء على سبيل الوقاية.
كما روّج الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو أيضاً للعقار نفسه في حين تفشى الفيروس بشكل واسع في بلاده التي أصبحت هذا الأسبوع ثاني دولة من حيث عدد الإصابات بعد الولايات المتحدة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية الاثنين أنها علقت “موقتا” التجارب السريرية للعقار بعدما شككت دراسات في مدى سلامة استخدامه لمحاربة كوفيد-19، وإحدى هذه الدراسات نُشرت الجمعة وأظهرت أن مركبات العقار تزيد من خطر الوفاة.
بروتوكول علاجي جديد
من ناحية أخرى كشف الدكتور محمود عبدالقوي، مدرس الحالات الحرجة بكلية الطب جامعة المنوفية، والطبيب المعالج بمستشفى العزل لمصابي كورونا في الباجور بمحافظة المنوفية شمال مصر.
ويقول الطبيب المصري إنه ومن خلال تجربته في علاج مصابي كورونا، فقد اكتشف الطاقم الطبي أن الفيروس لا يدمر خلايا الرئة، كما كان معروفا سابقا، لكن مكامن خطورته الحقيقية في الأوعية الدموية في كافة أجزاء وأعضاء الجسم، ومنها الأوعية الدموية في الرئة، لكون الأخيرة تحتوي على أكبر كمية من الأوعية الدموية لإمدادها الدم باللازم للقيام بعمليات تبادل الغازات وهي الأكسجين وثاني أوكسيد الكربون، فضلا عن إفرازات الفيروس التي تدمر بعض الخلايا.
بالتفصيل أكثر، يقول الدكتور محمود إن الفيروس يبدأ وعقب دخوله الجسم في تهييج الجهاز المناعي الذي يستنفر بشكل مرعب وخطير، وتبدأ الخلايا المناعية في مهاجمة المناطق التي ينتشر فيها الفيروس ويضربها بعمق فيدمر خلاياها، ومنها مثلا الشرايين الكلوية، و الأوعية الدموية في الرئة، وبعض خلايا الأعضاء الأخرى، مسببا جلطات قاتلة هي التي تؤدي للوفاة.
ويكشف الطبيب المصري أنه نتيجة عمل الفيروس وضربه للأوعية الدموية، فضلا عن تهييج الجهاز المناعي، ينجم عن ذلك إفرازات تسبب التهابات حادة.
ويضيف أنه بناء على ذلك تم إضافة بروتوكول علاجي جديد يعتمد على تثبيط المناعة، وزيادة السيولة، وتخفيف الالتهابات، و الأضرار التي يسببها الفيروس، مشيرا إلى أنه يتم منح المرضى دواءين جديدين إضافة للأدوية المقررة سابقا في بروتوكول وزارة الصحة، وهما دواء “أكتيمرا” ودواء “سولوميدرول”.
وقال إن دواء “سولوميدرول” يمنع إفراز المواد المسببة للالتهاب في الجسم عن طريق السيطرة على معدل بناء البروتينات، وتقليل هجرة كرات الدم البيضاء، أما دواء اكتيمرا فيعمل كمثبط للمناعة، وتقليل حدة هياجها، مضيفا أن الأدوية الأخرى المقررة في البروتوكول، مثل المضادات الحيوية والفيروسية، والفيتامينات، و”تامفيلو” و”كليسكان” والأخير للسيولة والكورتيزون خاصة في الحالات الخطرة والشديدة، فضلا عن “هيدروكسي كلوروكين” و”بلاكنويل” يتم منحها للمرضى أيضا.
وأضاف أن استخدام هذا البرتوكول ساهم كثيرا في زيادة حالات الشفاء، وتقليل الوفيات، مؤكدا أن الحالات الحرجة هي التي تقل فيها نسبة الأكسجين في الجسم عن 90% وينتج ذلك كما ذكرنا سابقا، نتيجة تجلط الأوعية الدموية في الرئة، وزيادة الإفرازات الخاصة بنتائج المعركة بين الجهاز المناعي والفيروس، مما يؤثر على الأوعية الدموية التي تساعد خلايا الرئة على عملية تبادل الغازات وتزويد الجسم بالأكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون وبالتالي قلة الأوكسجين في الدم والخلايا.
وقال إنه يتم منح المريض الذي يعاني من نقص الأكسجين ماسك تنفسي لتزويده به، وفي الحالات الشديدة، يتم منحه الأكسجين عبر أجهزة التنفس الصناعي، حتى يتم القضاء على مضاعفات الفيروس، ويتخلص الجسم منه نهائيا، مؤكدا أن كورونا هو مجرد نزلة برد عادية ولا يجب التخوف منه، طالما سيتم علاجه بشكل أمثل، ويلتزم المريض بكافة الإجراءات الوقائية، والحرص على تناول السوائل والخضراوات والفاكهة الطازجة.