صحيفةٌ بريطانية: حصار مدينة الحديدة من السعودية والإمارات حوّلها إلى «مدينة أشباح»
ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية أن مدينة الحديدة المحاصَرة من قِبل السعودية والإمارات أصبحت «مدينة أشباح»؛ حيث يواصل السكان الفرار بالآلاف، مستخدمين الهدوء الحالي في الأعمال العدائية لبيع ما تبقّى من ممتلكاتهم والهروب، وسط مخاوف من انهيار المفاوضات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة.
ونقلت الصحيفة، في تقرير لها، عن عمّال إغاثة قولهم إنه «على الرغم من أن الأمور تبدو سلمية مع استمرار المحادثات الدبلوماسية بين الأطراف المتحاربة، فإن المدارس والمؤسسات التجارية لا تزال مغلقة، وأي شخص لديه أي موارد للخروج يقوم بذلك الآن».
وقال إسحاق أوكو، مدير منطقة في الحديدة في مجلس اللاجئين النرويجي (NRC): «يعيش الناس في ظروف مثيرة للشفقة لا تناسب البشر، وغير محتملة تماماً بالنسبة لأولئك الذين هم الأكثر عُرضة للخطر». مشيراً إلى أن ما قد يبدو للعالم بأنه توقّف للأعمال العدائية لا يبدو كذلك لمن يشاهد ما يعانيه الناس هناك.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من 35 ألف أسرة نزحت من محافظة الحديدة منذ يونيو، عندما بدأ تحالف العدوان الذي تقوده السعودية هجوماً عسكرياً لانتزاع السيطرة على مدينة الميناء المطل على البحر الأحمر من الحوثيين.
وقد عادت الإمدادات إلى البلد الذي ضربته المجاعة؛ حيث يحتاج 22 مليون شخص (80 % من إجمالي السكان) إلى مساعدات إنسانية؛ لكن عمال الإغاثة يحذّرون من انخفاض الإمدادات؛ حيث تصل مخزونات الغذاء الحالية إلى 40 % فقط، وتستهلك 16 % فقط من احتياجات شهر يوليو.
وأشار التقرير إلى أن الضربات الجوية شمال مدينة صعدة الشمالية، مقترنة بالقوات البرية المتجهة نحو الحديدة، أدت إلى تدفق مستمر من الناس بحثاً عن الأمان في محافظة حجة؛ حيث تزعم فرق الإغاثة أن المدنيين يصلون تحت درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية للحصول على المياه.