ستراتفور: السعودية مجبرة على قبول فشلها العسكري في اليمن وبقاؤها سيكون أكثر تكلفة
قال مركز ستراتفور للدراسات إن نافذة السعودية للخروج من الصراع في اليمن دون تعريض جميع مكاسبها للخطر تنغلق بسرعة ، حيث تنتقل الولايات المتحدة إلى حكومة أقل صداقة للرياض.
وأشار المركز الأمريكي في تحليل كتبه ريان بُل إلى أن السعودية عرضت على الحوثيين منطقة عازلة على طول الحدود السعودية اليمنية مقابل سحب قواتها في البلاد، معتبرا هذا العرض انخفاضًا كبيرًا في الأهداف السعودية الأصلية في البلاد ، فضلاً عن اعتراف ضمني بطول الأمد لمحتمل للوجود السياسي والعسكري للحوثيين في اليمن.
وبحسب التحليل فإن السعودية مجبرة على قبول فشل تدخلها العسكري لمدة خمس سنوات، مشيرا إلى أن الرياض فشلت في الإطاحة بحركة الحوثي من العاصمة صنعاء وإعادة هادي إلى السلطة، كما تكبدت خسائر كبيرة في الجنود والمعدات العسكرية في إطار جهودها للقيام بذلك. كما أثار تدخل المملكة غضب المشرعين الأمريكيين في الكونجرس ، الذي صوت عدة مرات لإنهاء الدعم الأمريكي للتدخل، إضافة إلى أن الدعم الإقليمي للسعودية تراجع، حيث انسحب عدد من حلفائها الإقليميين من الحرب، على رأسهم أبو ظبي.
وقال التحليل، إن تقدم التحالف كان محدودا في خطوط المواجهة الرئيسية بالقرب من تعز ومأرب والحديدة لمدة سنوات، في حين أكد التقدم الأخير للحوثيين صعوبة سيطرة التحالف على المنطقة.
وأوضح التقرير أن اعتماد السعودية الكبير كان على الضربات الجوية وعمليات الحصار في اليمن على حساب الخسائر في صفوف المدنيين وانقطاع إمدادات الغذاء والوقود التي تشتد الحاجة إليها للسكان اليمنيين الذين يعانون من الفقر .
بحسب التقرير ستصبح علاقة السعودية بالولايات المتحدة أكثر خصومة بمجرد أن يتولى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن منصبه في يناير ويزيد من تعرض الرياض للضغوط السياسية الأمريكية ، مما يعمق انعدام الثقة بين الحليفين. ومقارنةً بترامب ، من غير المرجح أن يعرقل بايدن محاولات الكونغرس لإنهاء الدعم الأمريكي للتدخل السعودي في اليمن ، وهو ما أدانه بايدن أيضًا.
وقال : في الواقع ، بعد تنصيبها في 20 كانون الثاني (يناير) ، قد تقرر إدارة بايدن التقليل بسرعة من مشاركتها في الصراع ، تاركة السعودية بدون الدعم اللوجستي والاستخباراتي الذي استخدمته في الضربات الجوية والعمليات في اليمن. قد ترى الرياض مثل هذا القرار على أنه بداية لحملة ضغط دبلوماسي أمريكي أكبر لتقليص تدخلها في اليمن بعد سنوات من الدعم القوي لإدارة ترامب ، مما يدفع المملكة إلى زيادة تنويع علاقاتها بعيدًا عن واشنطن.
وأكد التقرير أن السعوديين قلقون بالفعل بشأن نهج إدارة بايدن تجاه إيران وسجل السعودية في مجال حقوق الإنسان ، خاصة بعد أن هدد بايدن بتحويل السعودية إلى دولة “منبوذة” لاغتيالها جمال خاشقجي في عام 2018.
وبين التقرير أن العلاقات الدفاعية والعلاقات الاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة جوهرية. لكن تراجع الحاجة إلى النفط السعودي بسبب انخفاض أسعار الطاقة العالمية وزيادة عمليات التكسير الهيدروليكي في الولايات المتحدة ساعد واشنطن على التفكير في علاقة أبسط مع المملكة.
وفقا للتقرير فإن سحب قوات التحالف السعودي ، إلى جانب القتال المتزايد بين المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي وحكومة هادي ، سيزيد من جرأة مقاتلي الحوثيين الذين يعتقدون أنهم يواجهون عدوًا ضعيفًا على طول الخطوط الأمامية وسيسعى الحوثيون للحصول على تنازلات أكبر مع السعودية ، بما في ذلك المزيد من السيطرة على الأراضي وتأثير أكبر في المفاوضات السياسية مع حكومة هادي، زادت احتمالية أن الضغط الأمريكي لإنهاء الحرب سيجبر الرياض على منح تلك التنازلات، في حين أن الولايات المتحدة المحتمل للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية سيؤدي إلى تعقيد قدرة الرياض على التوصل إلى تسوية سياسية معهم، وقد يطالبون بإلغاء التصنيف كشرط مسبق للمفاوضات.