رسالة صنعاء للعالم: البحر الأحمر وأرض الصومال خط أحمر أمام إسرائيل

رسالة صنعاء للعالم: البحر الأحمر وأرض الصومال خط أحمر أمام إسرائيل
الاثنين 29 ديسمبر 2025-
اعتبرت حكومة التغيير والبناء، إعلان العدو الصهيوني المجرم اعترافه بإقليم أرض الصومال كيان منفصل، عملًا عدوانيًا في غاية الخطورة يستهدف العالم العربي والإسلامي ككل وجمهورية الصومال بشكل خاص والدول المشاطئة للبحر الأحمر بما في ذلك اليمن.
وأكدت حكومة التغيير والبناء في بيان صادر عنها، بشأن التطورات في جمهورية الصومال الشقيق، تضامن الحكومة والشعب اليمني مع جمهورية الصومال الشقيقة إزاء الانتهاك الصهيوني الخطير لسيادتها.
وجددّت التأكيد على دعم وحدة الصومال وسلامة أراضيه ومساندته بكل السبل الممكنة للحفاظ على ذلك، مبينًا أن الكيان الصهيوني منزوع الشرعية ويمثل الجهة الأكثر كراهية في العالم، واعترافه بأي كيان لا يغير من معطيات الواقع شيء، ففاقد الشيء لا يعطيه.
وقال البيان “إن الجمهورية اليمنية تؤكد بأنها لن تسمح بأي نشاط للعدو الصهيوني في إقليم أرض الصومال وستتخذ كافة الإجراءات اللازمة للدفاع عن جمهورية الصومال وعن الجمهورية اليمنية وأمن وسلامة المنطقة ككل بما في ذلك الخيارات العسكرية إن استدعت الحاجة إلى ذلك”.
ودعت حكومة التغيير والبناء، الدول العربية والإسلامية وعلى رأسها الدول المشاطئة للبحر الأحمر إلى الخروج من حالة البيانات العصماء والانتقال إلى مستوى التحرك الجاد والعملي لمنع تلك التوجهات الخطيرة التي تستهدف كل المنطقة.
وأشارت إلى أنه من المهم بذل جهود حقيقية وصادقة وملموسة من قبل دول وحكومات المنطقة لمواجهة وردع التوغل والصلف الصهيوني المدعوم أمريكياً ضمن المشروع المعلن لهم “الشرق الأوسط الجديد”.
وأوضح البيان أن التخاذل والتهاون والتواطؤ والصمت العربي، هو الذخيرة التي يعتمد عليها العدو الصهيوني في توسيع نطاق جرائمه والتوغل في استهداف سيادة وكرامة دول المنطقة وتقتضي مصلحة الجميع اليوم ردع هذا العدوان في مهده قبل أن يتطور إلى أقطار أخرى.
وحذرت الحكومة، الجهات الخائنة والعميلة والمتواطئة مع الكيان الصهيوني سواء في إقليم أرض الصومال أو في دول عربية أخرى من مغبة التعاون مع الكيان المجرم، مؤكدة أن هذا التعاون سيتحول إلى نار تلتهم من تورط فيه ولا أحد لديه حصانة من استهداف الكيان الصهيوني وداعميه في واشنطن حتى أشد العملاء والخونة إخلاصاً لهم وولاءً والتجارب في هذا السياق كثيرة.
وباركت حكومة التغيير والبناء، كافة البنود الواردة في بيان قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي والمجلس السياسي الأعلى، مؤكدة القيام بكل ما يلزم لتحقيق ما ورد فيها.
إلى ذلك أعلنت العديد من القبائل اليمنية، اليوم الاثنين، وكذلك الأحزاب والمكونات السياسية تأييدها لقرار قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بشأن استهداف أي تواجد صهيوني في الصومال.

وأكدت كبرى قبائل محافظات صنعاء وصعدة والمحويت وحجة، خلال لقاءات وحشود واسعة، وقوفها مع إعلان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بشأن الصومال، مشيرةً إلى جهوزيتها في دعم قوات صنعاء في استعداداتها العسكرية لمواجهة أي تصعيد أمريكي إسرائيلي جديد.
وكان قائد الثورة، قد أكد، مساء أمس الأحد، بأن صنعاء ستعتبر أي تواجد إسرائيلي في الصومال هدفاً عسكرياً للقوات المسلحة اليمنية، وذلك بعد إعلان الكيان الصهيوني اعترافه بأرض الصومال.
هذا وقد جاء إعلان إسرائيل اعترافها بإقليم أرض الصومال ككيان منفصل، في خضم التطورات الأخيرة التي شهدتها منطقة القرن الإفريقي، ليشكّل صدمة سياسية في المنطقة، ويثير مخاوف واسعة من تداعياته على الأمن الإقليمي.
وبينما اكتفت معظم الدول العربية ببيانات إدانة وتحذير، جاء الموقف اليمني – قويا ممثلًا في خطاب قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي – ليأخذ منحى أكثر حدّة وتصعيدًا، ويضع نفسه في موقع متقدم مقارنة ببقية المواقف العربية.
وكرسالة قوية لمن يحلمون بانفصال جنوب الوطن عن شماله.
اليمن، الذي يرى البحر الأحمر وخليج عدن جزءًا من أمنه القومي المباشر، قرأ الخطوة الإسرائيلية باعتبارها محاولة لإيجاد موطئ قدم في منطقة حساسة، لا تستهدف الصومال وحده، بل تمتد لتشمل اليمن والبلدان المطلة على البحر الأحمر. ومن هنا جاء الخطاب اليمني مشبعًا بروح الانتماء العربي والإسلامي، داعيًا الأمة إلى موقف جماعي حازم، ومؤكدًا أن أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال سيُعتبر هدفًا عسكريًا مباشرًا. هذه اللغة التصعيدية لم تظهر في مواقف الدول العربية الأخرى، التي بقيت في إطار القانون الدولي والدبلوماسية، وهو ما جعل الموقف اليمني أكثر تقدمًا وصدامية.
في المقابل، تنظر الحكومة الفيدرالية في مقديشو إلى هذه التطورات بعين القلق، فهي ترفض أصلًا أي اعتراف بانفصال أرض الصومال، وتعتبره تهديدًا لوحدة الدولة. ومن هنا، فإنها تجد في الموقف اليمني دعمًا سياسيًا مهمًا، يعزز موقفها الدولي الرافض.
وبتقاطع المواقف بين صنعاء ومقديشو يفتح الباب أمام نوع من التعاون غير المعلن، يقوم على رفض الاعتراف الإسرائيلي والتأكيد على وحدة الصومال، دون أن يصل إلى مستوى التحالف العسكري المباشر.
هذا الموقف اليمني يعكس بوضوح شعورًا بالانتماء العربي والإسلامي، إذ يربط بين القضية الفلسطينية وما يحدث في الصومال، ويؤكد أن إسرائيل ليست خصم سياسي، بل عدو وجودي يسعى إلى تفتيت الدول العربية والإسلامية الوحدة تلو الأخرى، وإيجاد موطئ قدم في مناطق استراتيجية.
ويرى متابعون إن الخطاب اليمني لا ينطلق من حسابات محلية فقط، بل من رؤية أشمل تعتبر أن أي تخاذل في مواجهة إسرائيل في فلسطين أو الصومال يفتح الباب أمام تمددها في أماكن أخرى.
ويؤكدون إن الموقف اليمني من الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال هو الأكثر تقدمًا بين المواقف العربية، لأنه تجاوز حدود الإدانة السياسية إلى التهديد العسكري المباشر. هذا الموقف يضع اليمن في موقع متقدم ضمن خطاب “المقاومة”، ويعكس إدراكًا استراتيجيًا بخطورة إسرائيل على أمن البحر الأحمر والقرن الإفريقي، في وقت تبقى فيه بقية الدول العربية متمسكة بالمسار الدبلوماسي والقانوني.
