التنافس السعودي الإماراتي يمتد من اليمن إلى القرن الأفريقي

التنافس السعودي الإماراتي يمتد من اليمن إلى القرن الأفريقي
الأحد 28 ديسمبر 2025-
في تقرير مطوّل، كشفت مجلة فورين بوليسي عن تحولات جذرية في العلاقات بين السعودية والإمارات، حيث انتقل التحالف التقليدي بين القوتين الخليجيتين إلى مرحلة تنافس حاد على النفوذ السياسي والجيو‑استراتيجي، ما انعكس مباشرة على ملفات اليمن والخليج والقرن الأفريقي.
وقال التقرير الذي نقله عرب جورنال، بعد أن شكّل التحالف السعودي–الإماراتي ركيزة أساسية للسياسات الخليجية المشتركة، برزت اختلافات جوهرية في الرؤى والأهداف؛ إذ تركز الرياض على حماية حدودها الجنوبية واستقرار اليمن، بينما تسعى أبوظبي لترسيخ نفوذها في المحافظات الجنوبية والشرقية والممرات البحرية الحيوية.
هذا التباين، وفق تحليلات دولية، ليس طارئًا بل يمتد إلى جذور سياسية واقتصادية عميقة، ما يجعل العلاقة بين الطرفين أقرب إلى منافسة طويلة الأمد.
وقال التقرير، اليمن تحوّل إلى ساحة مركزية لهذا التنافس، خاصة في حضرموت والمهرة، حيث يدعم كل طرف كيانات محلية وفق استراتيجيته الخاصة.
ولم يقتصر الصراع على اليمن، بل امتد إلى القرن الأفريقي والبحر الأحمر والسودان، حيث تتبنى السعودية نهجًا تكامليًا عبر الحكومات الرسمية، فيما تركز الإمارات على بناء قواعد وشبكات نفوذ غير رسمية.
كما برزت المنافسة في الممرات البحرية الاستراتيجية، ولا سيما البحر الأحمر وباب المندب، إضافة إلى سباق اقتصادي داخل مجلس التعاون الخليجي ومنظمة أوبك، حيث تسعى الرياض إلى جذب استثمارات كبرى ضمن رؤيتها التنموية، بينما تراهن أبوظبي على شبكتها التجارية واللوجستية العالمية.
هذه التحولات، بحسب تقارير دولية، تمثل أحد أبرز التحديات أمام استقرار النظام الإقليمي الخليجي، وتؤكد أن التنافس السعودي–الإماراتي بات واقعًا جيو‑استراتيجيًا يتجاوز حدود اليمن ليعيد رسم موازين القوى في الشرق الأوسط وأفريقيا.
اقرأ أيضا: إيران وقطر يؤكدان على وحدة وسلامة الأراضي اليمنية
