أخبار عربي ودولياخبار محلية

رفض إقليمي لاعتراف إسرائيل بأرض الصومال… وصنعاء تحذر من مشاريع تمزيق المنطقة

 رفض إقليمي لاعتراف إسرائيل بأرض الصومال… وصنعاء تحذر من مشاريع تمزيق المنطقة

السبت 27 ديسمبر 2025-

قالت مصر أمس الجمعة إن وزراء خارجية الصومال ومصر وتركيا وجيبوتي ينددون باعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة ذات سيادة.

ويرى خبراء ودبلوماسيون تحدثوا لـRT عربية، أن هذه الخطوة تحمل تهديدا خطيرا للأمن القومي المصري، ولدول البحر الأحمر كافة بشكل عام، لما تحمله من طموحات عسكرية إسرائيلية في جنوب البحر الأحمر، وهي المساعي التي سبق واعتبرتها القاهرة “خط أحمر”.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، من عبد السلام عبدي علي وزير خارجية جمهورية الصومال، وهاكان فيدان وزير خارجية تركيا، وعبد القادر حسين عمر وزير خارجية جمهورية جيبوتي.

وقال بيان للخارجية المصرية إن الاتصالات تناولت تطورات الأوضاع الخطيرة الأخيرة في منطقة القرن الإفريقي حيث «أكد الوزراء على الرفض التام وإدانة اعتراف إسرائيل باقليم أرض الصومال، وشددوا على الدعم الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية، والرفض الكامل لأي إجراءات أحادية من شأنها المساس بالسيادة الصومالية أو تقويض أسس الاستقرار في البلاد».

كما جري خلال الاتصالات التأكيد على أن الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يُعد سابقة خطيرة وتهديدًا للسلم والأمن الدوليين وللمبادئ المستقرة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأن احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي الدول يمثل ركيزة أساسية لاستقرار النظام الدولي، ولا يجوز المساس به أو الالتفاف عليه تحت أي ذريعة.

كما تم التأكيد على رفض أي محاولات لفرض واقع جديد أو إنشاء كيانات موازية تتعارض مع الشرعية الدولية وتقوض فرص تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.

في وقت سابق أمس الجمعة، أعلن رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاعتراف رسميا بما يسمى إقليم أرض الصومال الانفصالي «صومالي لاند».

وجرى توقيع إعلان مشترك ومتبادل بين رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإسرائيليين ورئيس إقليم أرض الصومال عبد الرحمن محمد.

من جانبه، وصف ما يسمى رئيس أرض الصومال الاعتراف الإسرائيلي ب«التاريخي»، وأكدت إسرائيل عزمها تعزيز التعاون مع أرض الصومال في مجالات الزراعة والصحة والتكنولوجيا والاقتصاد.

وأدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات خطوة إسرائيل بالاعتراف بإقليم «صومالي لاند» كدولة مستقلة، مؤكّدًا رفض الجامعة الكامل لهذه الخطوة باعتبارها انتهاكًا صريحًا لقواعد القانون الدولي وتعديًا على مبدأ وحدة الأراضي وسيادة الدول، وهو الركن الأساسي في ميثاق الأمم المتحدة والعلاقات الدولية.

كما أصدرت تركيا بيانا منفصلا قالت فيه أن هذه «الخطوة التي تأتي في سياق السياسات التوسعية لإسرائيل ومساعيها الحثيثة لمنع الاعتراف بدولة فلسطين تدخلا صريحا في الشؤون الداخلية للصومال».

مراقبون يرون لـ “صوت الشورى” أن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال يعكس توجهًا استراتيجيًا لإعادة رسم النفوذ في البحر الأحمر والقرن الإفريقي. هذا الاعتراف يمنح أرض الصومال شرعية جزئية، لكنه في الوقت نفسه يفتح الباب أمام كيانات انفصالية أخرى لتبرير مطالبها، وعلى رأسها المجلس الانتقالي الانفصالي في اليمن المدعوم من قبل الامارات وبرغبة إسرائيلية.

ويحاول الانتقالي الحصول على دعمًا معنويًا وسياسيًا لمشروعه الانفصالي من قبل العدو الإسرائيلي، خاصة بعد لقاء عدد من قياداته لقاء مسؤولين إسرائيليين حسبما تحدثت عدد من وسائل الاعلام الغربية، وانفصال الجنوب في اليمن يحقق رغبة إسرائيل في السيطرة على الموانئ والجزر الحيوية وهو ما كان يحلم به العدو الإسرائيلي منذ ستينات القرن الماضي في السيطرة على باب المندب.

صنعاء علقت على ما يجري في المحافظات المحتلة خاصة بعد قصف السعودي لمواقع تابعة للانتقالي في حضرموت والمهرة، وذلك على لسان عضو المكتب السياسي الأنصار الله محمد الفرح، والذي وصف في منشور له على منصة أكس بان مشروع ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي ليس مشروعًا وطنيًا، بل أداة إماراتية صُنعت خصيصًا لتمزيق اليمن وفتح أبواب الجنوب أمام نفوذ خارجي، وصولًا إلى تهديد الأمن القومي في مضيق باب المندب والبحر العربي. وفي موازاة ذلك، يرى أن التدخل السعودي لم يكن يومًا من أجل وحدة اليمن، بل مدفوعًا برغبة في السيطرة على حضرموت والمهرة، وكأنهما أراضٍ تابعة لا جزء من وطن مستقل القرار.

في سرده، يوضح أن الطرفين يتقاسمان الأدوار: احتلال مباشر، تمزيق ممنهج، ونهب للثروات، وكل ذلك يتم عبر قوى يمنية تعمل ارتبطت بالخارج وقدّمت له الغطاء والشرعية.

وقال بأنهم لم يثوروا ليستبدلوا وصاية بأخرى، ولا ليُدار اليمن من أبوظبي أو الرياض، فاليمن غني بأرضه وشعبه ولا يحتاج إلى التسول أو الارتزاق.

مؤكدا بأن أي مشروع لا يقوم على أساس السيادة الكاملة ووحدة القرار اليمني هو مشروع عدائي مهما تلون بالشعارات، فاليمن ليس ساحة نفوذ، ولا غنيمة يتقاسمها الآخرون، بل وطن مستقل لا يقبل المساومة.

اقرأ أيضا: الفرح: اليمن ليس ساحة نفوذ لأحد ولا مشروعًا تابعًا ولا غنيمة يتقاسمها الآخرون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى