سماسرة التربية والتعليم … كارثة تهدد مستقبل الأمة

سماسرة التربية والتعليم … كارثة تهدد مستقبل الأمة
- أمين الجبر
الاحد 23 نوفمبر 2023
في مشهد خطير وغير مسبوق، تزداد ظاهرة افتتاح المدارس الأهلية (النموذجية) بلا تراخيص، وكأنها سوق مضاربة وعمل تجاري بحت لا علاقة له برسالة التعليم السامية. هذا التدفق العشوائي من أصحاب رؤوس الأموال، الذين لا يفهمون في التربية والتعليم شيئاً، يسعون فقط لجني أرباح سريعة بدون عناء، متجاهلين تماماً ضرورة الكفاءة والتأهيل التربوي.
المدارس تتحول إلى دكاكين تجارية يملؤها معلمون بلا خبرة، من حملة الثانوية العامة، يقبلون العمل بأجور زهيدة، حتى وإن كان ذلك على حساب جودة التعليم. هؤلاء المستثمرون، بمن فيهم المقاولون والسماسرة، يستغلون حالة الفساد والظروف العدائية التي يمر بها بلدنا ليحولوا التعليم إلى سلعة رخيصة تُباع وتشترى كأي سلعة أخرى، مما يمثل جريمة خطيرة بحق أولادنا ومجتمعنا.
هذا الانحدار لا يهدد فقط مستوى التعليم بل يهدد أمننا المجتمعي ومستقبل الوطن بأكمله، ويستدعي تدخلًا عاجلاً وحازماً من الجهات الرسمية، التي يجب أن توقف هذا العبث وتمسك بزمام الأمور، مع محاسبة كل فاسد أو مقصر قبل أن تتحول هذه الكارثة إلى فشل ذريع لا يمكن تداركه.
ونناشد أولياء الأمور بحكمة ووعي، لا تنخدعوا بالمظاهر الزائفة والمدارس الخاصة التي تبتز جيوبكم دون تقديم خدمات تذكر. بدل أن تدفعوا مبالغ طائلة لأبنائكم مقابل مدارس لا تفي بأدنى معايير الجودة، قوموا بتفعيل ودعم المدارس الحكومية ذات الكادر المؤهل والخبرة، فبتلك الطريقة يكون الاستثمار الحقيقي في مستقبل أبنائنا وفي بناء أمة قائمة على العلم والمعرفة.
فليعلم الجميع أن التعليم مهنة الأنبياء، ومسؤولية أكفاء، لا مجال فيها للتجارة والسمسرة من قبل جهال المال. فلنحفظ أولادنا من براثن العبث الفكري، ولنعمل جميعاً لصون مقدرة تعليمنا من طوفان الفساد.
اقرأ أيضا: (الإنسان موقف) للفريق سلطان السامعي




