رئيس إرهابي لسوريا العظيمة.. بقرار أمريكي تركي عربي متصهين (٢ ـ ٢)

رئيس إرهابي لسوريا العظيمة.. بقرار أمريكي تركي عربي متصهين (٢ ـ ٢)
قادري أحمد حيدر
الأربعاء 19 نوفمبر 2025-
لم يصل أبو محمد الجولاني إلى دمشق إلا عبر القاطرة الأمريكية والتركية والعربية المتصهينة، فأنظمة “البترو دولار” بقيادة السعودية تشتغل منذ سنوات طويلة لاستكمال إسقاط ما تبقى من النظام السوري، الذي كانت ترى فيه عقبة نهائية وشكلية (لا هو مقاوم، ولا هو مستسلم)، يجب أن تُزاح من طريق سيرهم نحو التطبيع الإبراهيمي.
إن اليد السياسية السعودية حاضرة في دعم أبو محمد الجولاني/ أحمد الشرع منذ سنوات طويلة، بل وتمويل جميع جماعات “الوهابية السياسية الجهادية التكفيرية”، وليس صدفة احتضانه واستقباله في القصر الملكي السعودي. فمثل هذا النظام الغريب العجيب والقاتل، هو خدمة للجميع:
أمريكا وتركيا والكيان الصهيوني، والسعودية والإمارات اللتين تحاربان حزب جماعة “الإخوان المسلمين” في كل مكان، لأنه حزب ديني، وتقفان اليوم وعلناً مع الجماعات الجهادية المذهبية والتكفيرية الدينية في سوريا حدّ المساهمة في إيصال زعيمهم الإرهابي إلى رئاسة الدولة في سوريا، مركز الحضارة العربية الإسلامية التاريخي.
كانوا يدركون مكانة سوريا، الموقع الاستراتيجي والتاريخي المقاوم ضد الاستعمار الفرنسي، وضد الكيان الصهيوني تاريخياً، ولذلك يجب أن يُستكمل إسقاط ما تبقى من آخر جدار يحمي الشعب والدولة السورية، وهو الجيش الوطني، والذي تم تفكيك أقسام منه طيلة العشر السنوات الماضية، وتحويل بعض قياداته التي التحقت بالمعارضة العسكرية في خدمتهم، والبعض الآخر الموجود في الداخل تم تهميشه وإضعافه من قبل نظام الأسد، بعد تحويل ما تبقى من بعض الجيش إلى جهاز أمني لحماية الأسرة الأسدية المالكة.
ولذلك، فإن أول ما وصل الإرهابي/ الجهادي أبو محمد الجولاني إلى دمشق، فإن أول قرار أصدره هو حلّ الجيش السوري، وتجميد – ضمنياً – نشاط الأحزاب، حتى قراره بحلّ الحزب الشيوعي السوري الذي عمره يصل إلى أكثر من مائة سنة، وحصار ما تبقى من الأحزاب عند نقطة الصفر، وتعويم الجماعات الجهادية/ التكفيرية، للشغل الإرهابي ضد قوى ومكونات المجتمع السوري: مسيحيين وعلويين ودروز، وأكراد، وجميع من يعارض الإرهاب الطائفي، وهو نفس ما اتخذه المندوب السامي الأمريكي “بريمر” في العراق، وهو حلّ الجيش العراقي، وقرار “اجتثاث البعث”، نفس السيناريو مع اختلاف بعض التفاصيل. لأن المطلوب هو تدمير الجيوش العربية الوطنية، تمهيداً لتفكيك وتدمير ما تبقى من الدول الوطنية في العديد من الأقطار العربية، ومنها اليمن. وهو ما يتحقق على الأرض اليوم.
اليوم 22 ألفاً من جنود وضباط الجيش السوري الذين تركوا سلاحهم سلمياً وسلموه “للنظام الجديد”، وُضعوا في السجون، ويعانون أبشع أنواع التعذيب والقهر والإذلال حتى الموت، حتى رُفضت زيارة أسرهم لهم، ومُنع دخول الصليب الأحمر لرؤيتهم، نفس ممارسات نظام الأسد، وهو ما ذكره د. هيثم منّاع، عضو “الكتلة الوطنية السورية” والقانوني والحقوقي السوري والدولي، وهو ما تؤكده العديد من التقارير الحقوقية والقانونية الدولية والأممية.
اليوم نظام أبو محمد الجولاني/ أحمد الشرع لم يقل كلمة عن تدمير الكيان الصهيوني لجميع المقدرات العسكرية الاستراتيجية السورية، ولا يتحدث بجملة اعتراضية واضحة على قصف الطيران الصهيوني اليومي لكل الأرض السورية، ولم يعترض ولم يقل كلمة في وجه الاجتياحات الصهيونية للعديد من المحافظات السورية، ووقوع أكثر من ثلاث محافظات تحت سيطرته الأمنية والعسكرية، والتي وصلت إلى حدود العاصمة دمشق.
اليوم الكيان الصهيوني يسرح ويمرح في الأرض السورية حتى حدود دمشق، ويعتقل مواطنين سوريين في العديد من المناطق والقرى، ويقيم حواجز أمنية داخل المناطق السورية، وصارت المواقع السورية الاستراتيجية في “هضبة الجولان” و”جبل الشيخ” و”القنيطرة” وغيرها تحت أمرة الكيان الصهيوني بالكامل، ولا يتحدث الإرهابي أبو محمد الجولاني/ أحمد الشرع بكلمة، وهو الذي صار بقدرة تركيا العثمانية الجديدة، وأمريكا والنظام السياسي العربي المتصهين رئيساً لسوريا الحضارة والتاريخ، وهي أعظم إهانة ليس للشعب السوري العظيم، بل ولكل العرب.
إرهابي من سلالة “القاعدة”، و”النصرة”، موكول إليه مكافحة الإرهاب، هل هناك ما هو أكثر غرابة وعجائبية من ذلك.
اليوم بعض الأنظمة العربية تراهن لتنتصر في وطنها ولتجعل مصلحة وطنها هي العليا بضرب إيران أمريكياً وصهيونياً، وهو رهان سياسي خاسر وخاطئ يعكس انتظار الحلول من الخارج في كل شيء، ولا يرى من أشكال العدوان سوى إيران، الذي لا نختلف عليه، ولكنهم لا يرون – كذلك – العدوانات الاستراتيجية الأخطر، وهو العدوان الأمريكي والتركي والصهيوني الحاضر في أكثر من مكان سياسي عربي، وتحديداً في سوريا.
اليوم الكيان الصهيوني يعتدي على معظم الأقطار العربية، بما فيها “سوريا الجديدة المستلَمة”، ويهدد ويحقر الإعلام الصهيوني السعودية علناً، ويشتغل إعلامياً وسياسياً بل وعسكرياً ضد النظام المصري، بعد احتلاله لمحور “فيلادلفيا”، خرقاً لاتفاقية “كامب ديفيد”، حتى بدايته إعلانه بناء مستوطنات على الحدود المصرية!! ووصل به الأمر حدّ ضرب دولة قطر، أحد أهم أعضاء مجلس التعاون الخليجي، والوسيط الإقليمي والدولي بين حماس والكيان الصهيوني نفسه، وبرعاية أمريكية، ولم يفكروا باتخاذ أي إجراء اقتصادي أو سياسي أو دبلوماسي ضد دولة الكيان الصهيوني!!
اليوم وبعد حصار غير قانوني على سوريا استمر لقرابة أكثر من عقدين من الزمن، وعقوبات دولية قانونية وحقوقية جنائية وإنسانية على الإرهابي أبو محمد الجولاني/ الشرع، تُسارع أمريكا اليمينية الصهيونية المتطرفة “ترامب” ودول أوروبا الداعمة للكيان الصهيوني لرفع العقوبات السياسية والاقتصادية والقانونية الجنائية عن الإرهابي الجولاني/ الشرع، وعن “هيئة تحرير الشام” وملحقاتها، ويُستقبل الجولاني/ الشرع
” كفاتح”, بصورة ملفتة للنظر في أمريكا وأوروبا وفي القصر السعودي الملكي وفي الإمارات، في الوقت الذي يستمر فيه الضغط السياسي والحصار الاقتصادي والعدوان العسكري على لبنان.
عدوان صهيوني يومي على لبنان، ولم يتوقف النظام السعودي والإماراتي عن المطالبة بتجريد المقاومة الفلسطينية في غزة ولبنان من سلاحهما كشرط أساسي لإعادة الإعمار!!
من كان يصدق قبل يوم واحد فقط من دخول الغزاة التكفيريين المحليين والأجانب إلى سوريا، في 8 ديسمبر 2024م، أن أبا محمد الجولاني/ الشرع سينصَّب رئيساً لسوريا بدون أي شرعية دستورية وقانونية، وبدون أي مشروعية اجتماعية وطنية.
السؤال الأخلاقي والإنساني، قبل السياسي: هو أننا نعرف ونفهم أن أمريكا وتركيا والكيان الصهيوني يسعون بقوة لفرض الإرهابي أبي محمد الجولاني/ الشرع رئيساً لسوريا، لأنه عملتهم الصعبة والنادرة اليوم، ولكن ما مصلحة بعض الأنظمة العربية في ذلك، وفي ذلك إضعاف لهم وتمهيد لتقسيم بلدانهم.
سوريا الموحدة، والديمقراطية والتعددية، “العلمانية”، والمستقلة بجيشها الوطني قوة إضافية لهم، وجدار مناعة وحماية لبداية استعادة فكرة وروح “الأمن القومي العربي”، وليس العكس!!
اليوم الرئيس الإرهابي المغتصِب لرئاسة الدولة السورية يعلن نفسه حاكماً مطلقاً، ويؤسس في الواقع لنظام استبدادي طائفي/ ديني “ثيوقراطي”، بملابس خارجية مدنية، ويمارس القتل والمجازر العلنية ضد المسيحيين والعلويين وضد الطائفة “الدرزية”، مجازر وحشية وعمليات قتل وصلت إلى عشرات الآلاف من القتلى والجرحى بصورة لا تختلف عما تمارسه “القاعدة” و”داعش” و”جبهة النصرة” التي قدم منها أبو محمد الجولاني/ أحمد الشرع، وهيئته الإرهابية.
جرائم قتل وحشية وعبثية مشهدية، مسجلة بالصوت والصورة، ولا يراها “العالم الديمقراطي”. أو يحتفظون بتسجيلاتهم، وثائق إلى حين يحين الحين لاستخدامها ضد الجولاني، لرميه في مزبلة قمامة التاريخ كعادتهم مع هكذا “أشكال بشرية”، بعد استنفادهم لدورهم السياسي العابر والمؤقت.
أحمد الشرع/ الجولاني يعيد إنتاج وتثبيت سلطة استبدادية مذهبية/ طائفية بدعم أمريكي تركي سعودي إماراتي.
نظام الأسد العائلي كان يحكم بالاستبداد السياسي، وبأدوات السلطة الأمنية والاستخباراتية، وجاء الجولاني/ الشرع وجماعته ليجمعوا بين الاستبدادين: الطائفي/ الديني التكفيري، وبين الاستبداد السياسي المطلق خارج أي عقد اجتماعي معلوم، بل هو ألغى الحياة شبه الدستورية والقانونية الشكلية التي كانت قائمة.
واحدة من الأثمان السياسية لإيصاله إلى الرئاسة، هو تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ونشر مزيد من القواعد العسكرية الأمريكية الجديدة في العديد من المناطق السورية، حماية لأمن دولة الكيان الصهيوني.
ذلك أن حرب الإبادة في غزة، لأكثر من عامين متواصلين، في مواجهة منظمة فدائية صغيرة “حماس”، أقنعت الغرب الاستعماري أن الكيان الصهيوني لا يستطيع لوحده حماية نفسه، وهذا ما أعلنه “ترامب”، خاصة وأن الكيان الصهيوني صار معزولاً ويواجه العالم كله، والكلام للرئيس ترامب نفسه.
ولذلك رحّب الجولاني/ الشرع، الرئيس، في زيارته شبه السرّية لأمريكا، بوجود قوات عسكرية أمريكية بصورة رسمية في سوريا، وفي قلب العاصمة دمشق، “مطار المزة”، ومن أن ذلك – حسب تعبيره – يخدم العلاقات والمصالح الأمريكية/ السورية!!
وتضمن الاتفاق الأمريكي السوري تحريم بناء جيش سوري بعقيدة قتالية وطنية، ومنع الدولة السورية من التحرك في قسم كبير من الأجواء الجوية الوطنية السورية.
باختصار: بناء جدار عازل طويل، في كل من غزة، ولبنان، وسوريا، داخل أراضي هذه البلدان، وهو ما يتم الآن بحجة حماية المستوطنات الصهيونية، والعمل الجدي لجعل سوريا وفلسطين ولبنان دولاً منزوعة السلاح، وهو المطلب الأمريكي والصهيوني الأول.
المطلوب اليوم تفكيك وتقسيم سوريا وفقاً لمخططات “برنارد لويس” التي أقرها “الكونغرس الأمريكي” في العام 1983م، وخاصة بعد إعلان نتنياهو صراحة عن أهمية وضرورة قيام مشروع دولة إسرائيل الكبرى، بعد إعلان ترامب أن أرض إسرائيل صغيرة ومطلوب توسيعها، هكذا تكلّم ترامب، في العلن وليس في الكواليس السرية!!
وحديث تركيا “العثمانية الجديدة” عن وحدة سوريا فقط شعار سياسي استهلاكي لتحجيم دور ومكانة “الأكراد” (قسد) في “سوريا الجديدة”.
تركيا تريد حصتها من “سوريا الجديدة”، وهي التي تدير مع أمريكا لعبة تشكيل “سوريا الجديدة” بالقيادات الجهادية التكفيرية المرتبطة بها، وباتفاق مع دولة الكيان الصهيوني.
ما يجري اليوم هو إعداد وتهيئة وتأهيل سوريا لمهمة ووظيفة استعمارية جديدة لا تشبه سوريا الشعب والدولة والتاريخ، هذا ما يتحقق اليوم من خلال أمريكا وتركيا والسعودية والإمارات.
وهناك مما يزال يراهن يمنياً على السعودية والإمارات في استعادة الدولة وبناء الجيش الوطني اليمني!!
وكأنهم لا يشاهدون ولا يسمعون أصوات العالم كله، بمن فيهم الأمم المتحدة، الذين يدينون دعم الإمارات العلني لجرائم حرب الإبادة في السودان/ الفاشر، وفي غيرها من مدن السودان، وتدخلها السافر في الشأن الوطني في تنزانيا، وهو ما يرفضه الشعب في تنزانيا، وخرج في مظاهرات احتجاجية حول ذلك.
ما يحصل اليوم في اليمن ليس بعيداً عن تلك المخططات المنفذة في غزة ولبنان وليبيا والسودان وسوريا، بل إن اليمن اليوم هي الأولى بتنفيذ تلك المخططات، وهي بالفعل حاضرة في قلب تلك المخططات الاستعمارية.
والنموذج الصارخ لذلك ما يحدث في محافظة “سقطرى”، وفي بعض الجزر والشواطئ اليمنية، التي يحضر فيها الوجود العسكري الأمريكي والصهيوني.
ولا نسمع ولا نقرأ تكذيباً أو اعتراضاً أو تفسيراً حول كل ذلك، من أحزاب، “التكتل الوطني…”!! “التكتل…”، الذي لم يتفق كما يشاع على إصدار بيان إدانة ضد الاعتقالات المزاجية في كل البلاد اليمنية!!
اليوم “سوريا الجديدة” ورقة وأداة ولعبة بيد أمريكا وتركيا والكيان الصهيوني، والأطراف العربية ليسوا في حقيقة الأمر سوى أكثر من شهود زور على هامش هذه اللعبة الاستعمارية الكبيرة والخطيرة.
سوريا برئاسة الإرهابي أبو محمد الجولاني/ الشرع، هي إحدى الأوراق السياسية والأمنية والعسكرية التي قد تُستخدم نيابة عن دولة الكيان الصهيوني في إشعال الحرب المذهبية والطائفية في لبنان، إذا لم يؤدِّ الضغط السياسي الأمريكي والعدوان الصهيوني اليومي على لبنان إلى نتيجة حاسمة في تصفية ما تبقى من مقاومة في لبنان، لأن الهدف الاستعماري ليس هو فقط نزع سلاح “حزب الله”، بل ضرب – كما سبقت الإشارة – فكرة ومعنى المقاومة المغروسة في عقل ووجدان أغلبية الشعب اللبناني الرافض للاستسلام والتطبيع مع الكيان الصهيوني.
ولذلك يُنصب كل الضغط اليوم على رئيس الجمهورية اللبنانية، وعلى رئيس الوزراء، وعلى قائد الجيش اللبناني، لتأخرهم في عدم إشعالهم فتيل حرب مذهبية/ طائفية في لبنان، هذا ما تمارسه الضغوط السياسية الأمريكية والسعودية تحديداً على لبنان الدولة الرسمية.
اليوم كل شغل الإعلام والدبلوماسية السعودية والإماراتية ينصب وينحصر في تصوير أن الكارثة والنكبة الفلسطينية والإبادة الجماعية إنما بدأت مع انتفاضة 7 أكتوبر 2023م، ولذلك يحاولون اختصار المقاومة في “حماس” وليس في مقاومة الشعب الفلسطيني كله في غزة وفي الضفة وحتى في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، وهي المقاومة الشعبية الحاضرة رغم حرب الإبادة الصهيونية الأمريكية.
ولذلك كانت حرب الإبادة الجماعية في غزة/ فلسطين.
اليوم السردية الصهيونية تتراجع، وعزلة الكيان الصهيوني تزداد وتتفاقم، والسردية الفلسطينية تنتصر في العالم كله، إلا في الإعلام العربي المتصهين: “إم بي سي”، “MBC”، و”العربية”، و”العربية الحدث”، و”سكاي نيوز”… إلخ.
لم يتبقَّ في المشهد الإعلامي والسياسي الأمريكي والعربي الرسمي “البترو دولاري” من سوريا الشعب والدولة والمقاومة والحضارة والتاريخ إلا صورة الرئيس الإرهابي الذي تجري وتتم محاولة تبييض صورته وتحويل اسمه من “الجولاني” الإرهابي إلى “الرئيس الشرع”!!
الرئيس الإرهابي وغير الشرعي، الذي يعدونه – كما يقولون – لمكافحة الإرهاب، أي لمكافحة نفسه!!
ولا أدلّ على صورة وهيئة مهزلة الرئيس السوري الإرهابي، من كيف استقبله الرئيس الأمريكي من الباب الخلفي للبيت الأبيض “باب عمال البيت الأبيض”، أي غير المخصص لاستقبال رؤساء الدول بروتوكولياً، وبدون أي حضور إعلامي، ولا بيان سياسي أو تصريح رسمي مشترك عن اللقاء “الرئاسي”، وكيف جلس الجولاني/ الشرع مثل الموظف الصغير أمام الرئيس الأمريكي وفي مقابلته وكأنه أحد وزراء الحكومة الأمريكية، خلافاً لأعراف وتقاليد مقابلات الرؤساء في دول العالم كله.
وهي أسوأ وأبشع إهانة لسوريا الدولة والشعب والتاريخ.
هذه الصورة الفاضحة تكشف أننا لسنا فقط أمام رئيس صُنع في الخارج، غير منتخب من الشعب السوري، ومغتصِب لموقع الرئاسة، بل أمام رئيس بدون كرامة شخصية، لأنه في الأصل بدون هوية وطنية وقومية، أمام رئيس يؤكد بالصوت والصورة أنه مُعيَّن ممن استقبله ومن أوصلوه إلى موقع الرئيس.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اقرأ أيضا للكاتب: رئيس إرهابي لسوريا العظيمة.. بقرار أمريكي تركي عربي متصهين (١ – ٢)
اقرأ أيضا: الأستاذ البغدادي يكتب عن العلاقة الملتبسة بين القاضي والمحامي



