بن غفير يدعو إلى اعتقال عباس وتصفية القيادة الفلسطينية

بن غفير يدعو إلى اعتقال عباس وتصفية القيادة الفلسطينية
الثلاثاء 18 نوفمبر 2025-
دعا وزير الامن الإسرائيلي إيتمار بن غفير أمس الإثنين أمام صحافيين موجها كلامه إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “إذا سرّعوا الاعتراف بهذه الدولة المصطنعة، إذا اعترفت بها الأمم المتحدة، عليك ان تأمر باغتيالات محدّدة لمسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، وهم إرهابيون على كل الصعد، وأن تأمر باعتقال أبو مازن”.
في هذا الصدد قال سياسيون أن دعوة بن غفير لاعتقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس تُقرأ كتصعيد سياسي خطير، يعكس توجهات يمينية متطرفة داخل الحكومة الإسرائيلية، ويهدف إلى نزع الشرعية عن القيادة الفلسطينية وإحباط أي مسار نحو الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
وجاءت هذه التصريحات في سياق النقاشات داخل مجلس الأمن الدولي حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث اعتبر بن غفير أن أي خطوة بهذا الاتجاه تستوجب الرد عبر استهداف القيادة الفلسطينية.
بن غفير ذهب أبعد من ذلك حين قال إن هناك “زنزانة جاهزة لعباس في سجن كتسيعوت”، في إشارة واضحة إلى نية الإذلال السياسي في سخرية لم يتعرض عباس كمثلها من قبل.
الرئاسة الفلسطينية من جانبها اعتبرت الدعوة تحريضًا مباشرًا على القتل، وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه التصريحات، مؤكدة أنها دعوة صريحة للمستوطنين لممارسة مزيد من الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني.
كما وصف الأردن الدعوة بأنها “تهديد واضح” للقيادة الفلسطينية، وأدانها باعتبارها تجاوزًا خطيرًا وخطابًا تحريضيًا غير مقبول5.
هذه المواقف تؤكد أن تصريحات بن غفير لا تُقرأ فقط كخطاب داخلي، بل كرسالة موجهة للخارج أيضًا، تهدف إلى تعطيل أي مسار تفاوضي أو اعتراف دولي بفلسطين.
ويرى متابعون بأن محمود عباس ان غفير يكافئ عباس على خذلانه لغزة، فلم تقدر إسرائيل موقفه المهادن من العدوان على القطاع ومشاهدته بصمت المجازر الإسرائيلية ضد الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء، فكانت المكافئة الدعوة لاعتقاله.
ويرون أن عباس خذل غزة في محطات حاسمة (الحروب، الانقسام، العقوبات المالية)، وبالتالي لا يستحق تضامنًا شخصيًا أو سياسيًا، غير أن الدعوة لاعتقاله من قبل بن غفير ليست مجرد استهداف لعباس كشخص، بل استهداف للشرعية الفلسطينية نفسها، ومحاولة لنزع الاعتراف بوجود قيادة فلسطينية.
ويرون ان التحريض الإسرائيلي يفتح الباب أمام استهداف كل القيادات الفلسطينية، وليس عباس فقط، ويبقى النقد الداخلي لعباس مشروعًا وضروريًا، خاصة فيما يتعلق بمواقفه من غزة والانقسام.
اقرأ أيضا:صنعاء تجدد رفضها احتلال الجزر اليمنية وعسكرة البحر الأحمر
