كتابات فكرية

الممر الشيطاني لتأسيس إسرائيل الكبرى

الممر الشيطاني لتأسيس إسرائيل الكبرى

الممر الشيطاني لتأسيس إسرائيل الكبرى

  • علي أحمد مثنى

 الاحد29يونيو2025_

في كل نجاح عدوان إجرامي للنتن ياهو وبالتحديد ضد (قطاع غزة-لبنان-سوريا-اليمن- إيران)… يظهر ببسمة شيطانية خبيثة وربطة عنق زرقاء اللون ذات الدلالة، وعبر وسائله الإعلامية، ليقول: نحن نعمل على تغيير الشرق الأوسط.. وآخرها قال (نعمل على تغيير الشرق الأوسط والتاريخ).. و”نحن” خطاب يعني مع حلفائه في أمريكا وبريطانيا.

   ماذا يعني ممر داوود؟.. هو خطوة في تنفيذ  الطريق الشيطاني لما يُسمى مشروع إسرائيل الكبرى وترجمة عملية لتغيير الشرق الأوسط، يبدأ من أقصى جنوب سوريا وصولاً إلى شمال العراق..

 معلوم أن إسرائيل تراقب المنطقة بدقة وتتذرع بخلق أسباب بمتوالية هندسية تسعى بها لتحقيق أطماعها بفعل عدوان عسكري خاصةً على جوارها العربي الذي لم يُطبّع معها بعد.. وبحجة تعزيز أمنها القومي؛ والواقع هو تكبير إسرائيل التي قال عنها الرئيس الأمريكي ترامب إن مساحتها صغيرة جداً !!!!

(مسار جغرافية ممر داوود)

 بدايته مرتفعات الجولان المحتل في الجنوب الغربي ويمر بالمحافظات السورية الجنوبية المحاذية لفلسطين والأردن، القنيطرة ودرعا، ثم يتسع شرقاً عبر السويدا في جبل حوران ثم البادية السورية باتجاه معبر النتف وهو نقطة ارتكاز إستراتيجية في هذه المنطقة، وتوجد فيها قاعدة أمريكية تسيطر على الحدود السورية العراقية الأردنية، ثم يمتد هذا الممر شمال شرق عبر محافظة دير الزور وصولاً إلى نهر الفرات ثم سيربط الطريق بإقليم كردستان العراق، ومنذ تأسيس الحركة الصهيونية راودت بعض قادتها تصورات عن حدود توراتية تمتد من نهر الفرات إلى نهر النيل..

(مخططات مرسومة للتقسيم)

 خلال القرن الماضي (ق. 20) كُشفت عدة مخططات لتقسيم الوطن العربي، وتتبعها أيضاً خطط تقسيم ما تم تقسيمه وبالذات ما يتعلق بالدول المجاورة لإسرائيل على سبيل المثال:

1—خطة سرية عام 1970م تهدف إلى إقامة كيان يشبه دولة في مناطق الدروز جنوب سوريا يمثّل حاجزاً بين إسرائيل والعالم العربي، وأحبطت المحاولة بتعاون شرفاء من قيادات دروزية وعربية..

2—في 1982م اقترح باحثون صهاينة تصورات لتفكيك العالم العربي وتعديل الحدود بما يسمح بتوسيع إسرائيل..

3—خطة (ينون)، ودوافعها دينية توراتية، وتهدف لتقسيم سوريا إلى كيانات ضعيفة (دينية، طائفية، وعِرقية.. الخ)، يسهل التعامل معها..

(أهم أهداف مشروع ممر داوود)

1—إعادة تشكيل سوريا وتفتيتها بما يخدم مشاريع إسرائيل وحليفها الأمريكي ومنها تقزيم السلطة المركزية وشق جغرافيتها إلى نصفين من خلال فصل مناطق سيطرة الحكومة المركزية في الغرب والشمال عن مناطق الشرق والجنوب الغنية بالنفط والموارد الطبيعية..

2—سيطرة إسرائيل ومن يساندها على منطقة (النتف والبوكمال) عند الحدود العراقية السورية، ويقطع الطريق البرية بين إيران وحلفائها في سوريا ولبنان..

(تحديات تبطئ تنفيذ هذا الممر)

1—رد فعل الموقف الشعبي والرسمي (سوريا والعراق) والساند العربي المؤثر في دول النظام العربي (المتهالك المخذول والمجرور بحبال الهيمنة الاستعمارية) والذي بضعفه وتواطؤ البعض شجع على تجاوز إسرائيل ومن يحميها كل ألوان الخطوط وعلى تنفيذ المخطط والمخطوط التوراتي.. مع الأسف..

2— موقف تركيا وهي أحد الصقور المتحفزة للتحليق على سماء أرض ماضيها العثماني وبالذات في الجانب العربي، وهي كابتن فريق اللاعبين المتنافسين الرئيسيين في ملعب سوريا منذ بداية عواصف الصقيع العربي وحتى الآن بعد سقوط نظام الأسد، ولها مساهمات كبيرة في دول هذا الموسم الذي ما زالت رماده ورماله متحركة حتى الآن.. ولكن إذا دخلت مع إسرائيل وحليفها الأمريكي البريطاني في اتفاق قسمة ميراث سوريا المريض دون خسائر ربما يمرر تنفيذ ممر داوود ونتذوق نحن العرب المُر والعلقم والدود ومشاريع أكبر السدود.. والمستقبل هو مزيد من الهوان الموعود والأمن العربي  المفقود.. الخ.

3—يتطلب من الكيان الطامح (الأسد الصاعد) لتنفيذ مشروع ممر داوود موارد مالية هائلة وقدرات عسكرية كبيرة لتعويض خسائره البشرية والمالية والعسكرية والمعنوية الفادحة بعدوانه على قطاع غزة.. حرب بلا أفق أو إنجاز، قارب العامين، وكذلك ما تعرض له من خسائر كبيرة في حربه مع إيران (12 يوماً) مدمرة لا تُنسى في المدن والمنشآت والمقدرات الإستراتيجية -عسكرية واقتصادية- غير مسبوقة منذ تأسيس كيان إسرائيل عام 1948م..

(عوامل نجاح مشروع ممر داوود)

•—يمكن لهذا المخطط أن ينجح تنفيذه في الأجل القصير على الأقل إذا تجاوزت إسرائيل الآثار المترتبة على حرب غزة والحرب مع إيران (ربما الجولة الأولى)، واستعادة الأنفاس المعنوية والعسكرية والاقتصادية وتضميد الجراح خاصةً وقد فشلت أهداف النتن المعلَنة؛ وهذا يتطلب زمناً ليس بالقصير لإعادة التموضع من جهة، ومن جهة أخرى إذا تماسك النظام السوري الجديد وبتأييد عربي فعلي وقوي ولم يَجْرِ هذا النظام خلف صفقات تحقق له بعض المكاسب قصيرة الأجل بما يمنحه شرعية السلطة مقابل تنازله عن مساحات من جغرافية سوريا لتنفيذ مشاريع إسرائيل حتى تكون هي الكبرى وفعلاً قد يتحقق إذا لم يتعافَ النظام العربي المريض ويتخلص من الركون لأصدقاء الاتفاقيات والصفقات؛ وسيأتي نصيب كل دولة عربية مذكورة بوضوح في المشروع، ولن يتعاطف معها أحد؛ والعالم لا يحترم إلا القوي، ويجامل الغني حتى يأخذ هديته وبعدها يكشف أوراقه..

•—تذكير يقول النتن ياهو: حربنا ليست في قطاع غزة فقط وسنغيّر خريطة الشرق الأوسط..

•—يقول كاتب المقال:

غزة يا طغيان العدوان العاصف

يا قبح الصمت العربي الخائف

يا بحر الدمع الإنساني الجارف

يا حبر أسود في قلم الواصف

يا طفل فلسطين واللغم الناسف

يا عجز الفعل الإسلامي الخاسف

وفي الأخير السلام يصنعه المؤمن القوي ..

اقرأ أيضا للكاتب :13يونيو .. ثورة تصحيح وتنمية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى