اخبار محليةكتابات فكرية

هم في ذكرى رحيلك

هم في ذكرى رحيلك

  • محمد سلطان

الثلاثاء20مايو2025_

عام مضى وأنت الحاضر رحلت جسدا وروحك تتردد في قلوبنا،  فأنت الشاعر الملهم والكاتب الغزير الكلمات المعبر عن ذواتنا وعن ضمير الأمة، لقد لقيت ربك يا القاسم والأيام تمضي والذكرى لها الأثر، وأنا أحاول أن اكتب شيئا في ذكرى رحيلك تذكرت ما قاله الأستاذ الكبير زيد بن علي الوزير من كلمات مؤثره كان أثرها عمق و تعني الحب الكبير للأخ الأكبر برصفه لك بالأب الحنون رغم انه يكبرك سنا فما كان مني إلا أن أرى الصدق الأخوي اللامحدود بنظرة تفتح الآفاق شعورا لا نظير له مهما حاولنا التأمل. حقيقة كنت الأب والأخ والصديق بكلمات اختصرت المسافة الزمنية بالمعنى والمبنى لتجسد معنى الإخوة في دنيانا الفانية  ..

إن الرجال الأوفياء يتركوا أثرا وبصمة في جبين الإنسانية،فالقاسم ليس فقط رئيسا للمجلس الأعلى للاتحاد. بل كان أكثر من ذلك بكثير ، كان يحمل هم وطن وأمة ، هم وطنه اليمن ، وأمته العربية والإسلامية ، كان صادق المشاعر شعرا وكاتبا للكلمات الأكثر رقة وزاهدا لا يشبهه الزهاد، فقد كان الزاهد للمناصب والمكاسب الدنيوية  ..

وقد كتب عنه الكثيرون كانوا قد أكدوا ذلك ..

 أستاذنا العزيز على قلوبنا ، رحلت عنا ولم تمت فحضورك يملأ الأنفس ونفسك يتجدد أريجا يعطر القلوب عند ذكرك وفي ذكر الأوفياء يأتي الوفاء  ..

صحيح لم ألقاك أو نلتقي يوما لكن كنت حاضرا في الوجدان فالسمعة الطيبة والأدب الرفيع والتربية الإيمانية والنبل والهدوء عندما تصل إلينا ونقرأها ونحللها تجعلنا نعيش واقعا لمعنى الإنسان الذي لا يفارق أخيلتنا فنحبه حبا حقيقيا دون أن نراه فتسكن إنسانيته في كل مشاعرنا وتحفر في ذاكرتنا   ..

سيدي لقد رحلت عن الوجود والأمة العربية والإسلامية تعيش مرحلة مريرة فاختارك الله في زمن تقزم فيها العرب وتفرقت أيدي سبأ من جديد حتى لا تكون أنت شاهدا على هذا التمزق والتأمر على امتنا .. وفي الديمقراطية كتابا خطته أناملك للمشاركة في بنيان الحياة وشعرا شعرت بها خطوب الزمان وسكون الروح واقعا في عصر تتجاذبه الأمنيات  ..

صدقني لقد اختارك الإله لترتاح من كآبة المنظر لما يفعله الإنسان بأخيه الإنسان  ..

الصهاينة يعربدون في ارض القبلتين ويقتلون النساء والأطفال ويمثلون بالأبرياء  ..

المتخمون من حكام العرب يشاهدون المآسي والدماء والأشلاء ويحتسون القهوة على تلك المناظر المؤلمة ويهدرون المليارات ليس للفقراء أو المعدمين لكنها تذهب إلى جيوب جبابرة الأرض والمجرمين  ..

نم سيدي قرير العين فنحن ننتظر الغد بقلق ونودع الماضي بأسف وأنت الغائب الحاضر وهكذا هم شرفاء الأمة مهما هاجروا في الأرض فهم يذكرون قول المولى عز وجل ( فأرض الله واسعة ) وهي سنن إلهية فقد هاجرتم وقمتم بواجبكم ونلتم حب الناس ومرتبة الشرف والاحترام من الآخرين ومهما كتبنا لن نستطيع نوفيك حقك  ..

سلام عليك يا القاسم يوم ولدت ويوم لقيت ربك وإنا لله وإنا إليه راجعون

*أمين عام اتحاد القوى الشعبية

اقرأ أيضا:عوامل النهضة العربية .. في فكر القاسم بن على الوزير ..(1)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى