خبير قانوني لـ”صوت الشورى” مذكرة الاعتقال بحق نتنياهو وجالانت غير ملزمة للولايات المتحدة لكنها ستضع العديد من الضوابط على سياستها العامة
خبير قانوني لـ”صوت الشورى” مذكرة الاعتقال بحق نتنياهو وجالانت غير ملزمة للولايات المتحدة لكنها ستضع العديد من الضوابط على سياستها العامة
الاثنين25نوفمبر 2024_ قال أستاذ القانون الدولي ونائب عميد كلية الشريعة بجامعة عمران الدكتور عبد الرحمن عبدالله المؤلف، بأن مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في حق نتنياهو وجالانت، بالرغم أنها غير ملزمة للولايات المتحدة لكنها سوف تضع عديد من الضوابط على سياستها العامة، وتعطي مزيد من التفسيرات لما حدث طوال أكثر من عام:
مضيفا في تصريح خاص لـ “صوت الشورى” بأن القرار ترجمة لسياسات بايدن والولايات المتحدة خلال العام الماضي بتشريع وتبرير جريمتين من أكبر جرائم البشرية وهما (العبودية والإبادة الجماعية).
وتابع قائلا : في هذا العام المنكوب عادت فيه الولايات المتحدة لثقافة الكاوبوي والإبادة الجماعية للسكان الأصليين التي قامت عليها، وقرار الجنائية يفضح هذه الثقافة المتمثلة في تمويل بايدن لمجرم الحرب نتنياهو بأكثر من 130 ألف طن سلاح، وأكثر 6 فيتو بمجلس الأمن لحمايته، ودعم سياسي وعسكري لا متناهي لاستمرار جريمة الإبادة دون توقف.
أيضا ترامب لن يلتزم بقرار المحكمة، لكن دولته لم توقع على اتفاقية إنشائها، لكن مع ذلك فهو مقيد (معنويا) بعدم تعظيم نتنياهو مثلما فعل المجنون بايدن باستضافته في الكونجرس ليلقي خطابا للشعب الأمريكي..
مشيرا بأن رمزية المحكمة عند الأوروبيين والإنسان الأبيض كبيرة، لكونها معترف بها في الثقافتين الفرانفكونية والأنجلوساكسونية اللتان تمثلا عمقا فكريا وثقافيا كبيرا للشعب الأمريكي.
منوها بأن أي تصدير للسلاح إلى إسرائيل مستقبلا سيشرعن دعم روسيا بالسلاح في المقابل، وخصوصا من الصين، فالذي كان يمنع الصينيين في الإعلان عن ذلك هو قرار المحكمة الجنائية باعتقال بوتين خشية تضرر علاقتها مع الاتحاد الأوروبي، وهنا سيمتلك الصينيون المسوغ الأخلاقي والقانوني لدعم روسيا بالسلاح في حال التصعيد بأوكرانيا.
وقال الدكتور المؤلف فعليا نتنياهو كأكبر مسؤول إسرائيلي صار مقيدا من السفر لأغلبية دول العالم، ولأهمها على الإطلاق في أوروبا، فلا يمكنه السفر لأوروبا وإلا سيجري اعتقاله، وعليه فمستقبل الرجل السياسي انتهى على الأقل أوروبيا.
كما ستفتح مذكرة الاعتقال الباب لمحاكمة كل داعمي إسرائيل بالسلاح والإعلام والسياسة، وفي مقدمتهم مسئولي الولايات المتحدة إذا لم تتوقف الحرب أو تنتهج إسرائيل سلوكا مغايرا وتتوقف فورا عن المجازر الواسعة ضد المدنيين في غزة و لبنان.
وتابع بالرغم ما للقرار من بعد قانوني أوروبي غير ملزم للعديد من القوى العظمى كأمريكا وروسيا والصين، لكن رمزية المحكمة بوصفها كيانا قضائيا دوليا له (بعد ثقافي كبير) سيدفع كافة النخب المثقفة من كتاب وفنانين ومشاهير وإعلاميين..وغيرهم لعدم الدفاع عن إسرائيل، أو على الأقل فقدان الحماسة لذلك..
وأشار الدكتور عبدالرحمن المؤلف بأن قرارات التطبيع العربي مع الكيان في ظل القرار باعتقال زعيمه بتهمة جرائم حرب، يتم إفراغها من معناها، لكون هذه القرارات غير المدروسة في السنوات الماضية قامت على فكرة (إيمان إسرائيل بالسلام) وهذا ثبت زيفه ليس فقط من خلال حرب الإبادة الحالية، ولكن في تصديق المجتمع الدولي على وحشية إسرائيل وتنكرها لكافة القوانين والشرائع .
وقال فغي ختام تصريحه قائلا :باختصار مطلوب من الدول العربية المطبعة وقف هذا التطبيع فورا، والإعلان بتقييد هذا التطبيع بعودة إسرائيل لمسار السلام ووقف حروب الإبادة المنتظمة التي يطبقها العسكريون.