كتابات فكرية

الأسوة الحسنة

الأسوة الحسنة

بقلم : توفيق المحطوري

يا من يبحث ويسعى وراء تحقيق النجاح والنصر والتمكين ونيل السعادة والرضا والتوفيق والفلاح وخير الدنيا والآخرة لا تجهد نفسك كثيرا فهنا رسم الله لنا الطريق إلى ذلك حيث يقول المولى عز وجل  {لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا} (الأحزاب:٢١) إن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم والسير بسيرته والتمسك بما جاء به هو الطريق لتحقيق ما يتمنى ويرجو الإنسان فردا أو مسئولا حاكما كان أو مواطنا من خير الدنيا ونعيم الآخرة.

كما أن في حياة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم مواساة لنا في جميع ما قد نتعرض له في هذه الحياة من منغصات ومصائب وأضرار ومشاكل سواء كنا قادة أو مسئولين أو دعاة أو مواطنين ، فبمجرد أن يدرك المرء الظروف التي مر بها خير البشر تهون عليه مصيبته  أو ما قد يتعرض له من البلاء مهما عظم ذلك ، فقد ولد وعاش صلوات الله عليه وعلى آله يتيما وفقد اعز أحبابه زوجة وعمه وولده وتعرض للأذى من قومه وجرح في إحدى المعارك وقد ذاق طعم اليتم والحزن والألم والجوع والخذلان والعصيان وتعرض للتكذيب والسب والشتم وغير ذلك من ملمات الدهر ، مصائب الحياة وهو خير البشر وأعظم الرسل ، كما انه في الجانب الآخر لم يكن ليتأثر بتلك المعاناة بل كان قويا شجاعا صابراً محتسبا و معتمدا ومتوكلا على الله سبحانه وتعالي ولم ينكسر أو يضعف أو يتراجع فقد كان الرضا يمل حياته بل وفوق كل هذا كان جل اهتمامه وحرصه على أن يؤدي مهامه في إيصال الرسالة وإتمام الدين لتنعم البشرية بخير الدنيا ونعيم الآخرة وكيف لا وقد قال الله عز وجل عنه {لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (التوبة:١٢٨).

 لقد جاءكم رسول من أنفسكم لم يكن ملاكا ولا حتى ملكا حتى أن معجزته في ما كان عليه من السلوك والأخلاق وحسن المعاملة وفي التعاليم العظيمة التي جاء بها خلافا لكثير ممن سبقه من الأنبياء الذين جاؤوا بالمعجزات الخارقة أو كانوا ملوكا ففي هذه الآية الكريمة تتجلى المواساة الحقيقية لنا كبشر و مؤمنين نرجو الله واليوم الآخر في كوننا قادرين على تجسيد مفهوم الاقتداء به و التخلق بأخلاقه والسير على منهجه قولا وفعلا وفي جميع أحوالنا وأمام كل الظروف والتحديات وعلى كل المستويات سواء كنا قادة أو دعاة أو مواطنين.

كما تتجلى عظمة هذا الرسول  وعظمة الرسالة التي جاء بها كونه عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم فقد تحمل كل المشاق واجتاز كل المصاعب في سبيل البشرية وحرصا منه على المؤمنين  وكان على استعداد كامل  بالتضحية بنفسه في سبيل ذلك فصلاة ربي وسلامة عليه وعلى آله وكيف لا وهو صاحب الخلق العظيم قال تعالى {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ} (القلم:٤) صدق الله العظيم .

أخيرا نقول إنما مما لا شك فيه أن الأمة الآن أمام كل التحديات وما يحاك ضدها من مؤامرات وما تعانيه من ويلات وحروب هي أحوج ما تكون إلى أن تجسد محمد وما جاء به من تعاليم في كل جوانب حياتها.

ولن تعود للأمة عزتها و مجدها ويتحقق لها التمكين والظهور والسيادة إلا عندما نرى أخلاق و تعامل وسلوك رسول الله وما جاء به من التعاليم الإلهية تتجسد في أخلاق وسلوك وتعامل الوالي والرعية والله ولي الهداية والتوفيق

 اقرأ أيضا للكاتب:اليمن في عيون قادة العالم

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى