رغم الدماء والموت والدمار.. أطفال غزة يصرون على التعليم
رغم الدماء والموت والدمار.. أطفال غزة يصرون على التعليم
رغم الدماء والموت والدمار.. أطفال غزة يصرون على التعليم
الأربعاء11سبتمبر2024_ تحول قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلي عليه منذ عام كامل إلى كومة ركام ،في أبشع جريمة عرفها التاريخ ، بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية ، ووسط صمت عربي وإسلامي مخز وغير مسبوق.
لم يبق طيران العدو حجرا على حجر ،استهدف كل ما يستطيع ، البشر والحجر والشجر ، أستهدف المنازل والمساجد والمستشفيات ، وأيضا المدارس التي تحولت في قطاع غزة إما إلى أنقاض أو ملاجئ للنازحين من المناطق التي طالها قصف طيران العدو الإسرائيلي ،
وسط كل هذا الركام الكبير ورائحة الباروت ،تظهر المعلمة إسراء أبو مصطفى، شامخة ومصرة على تعليم الأطفال وعدم السماح بحرمانهم من حقهم في التعليم، رغم الموت والدمار والصدمات النفسية التي تعرّضوا لها.
أقامت المعلمة إسراء فصلاً دراسياً في خيمة على الأنقاض، حتى بعد هدم مبنى مكوّن من أربعة طوابق كان يضم منزلها في غارة جوية إسرائيلية.
والمدرسة، التي أسستها بطريقة عفوية، واحدة مما تبقّى من خيارات قليلة أمام الأطفال في منطقتها.
وقالت التلميذة هالة أبو مصطفى، البالغة من العمر 10 سنوات: “قبل الحرب، كنّا نتعلم في المدارس، وكنا نلعب وكنا مبسوطين كتير، فجت الحرب ودمرت بيوتنا وقصفت المدارس، كنا نعبي مياه في الحرب، وكنا نلملم خشب علشان نولع النار، فجت الميس إسراء وخلّتنا نيجي نتعلم”.
بدأت المبادرة بنحو 35 تلميذاً، وزاد العدد تدريجياً إلى 70 من مراحل ما قبل المدرسة وحتى الصف السادس الابتدائي حتى ما بين 11 و12 عاماً.
وتعرّضت المدارس للقصف، أو تحولت إلى ملاجئ للنازحين منذ بدء الحرب، في أكتوبر تشرين الأول، ما جعل نحو 625 ألف طفل في سن الدراسة بغزة غير قادرين على حضور الفصول الدراسية.
وتقول وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إن 10490 طالباً مدرسياً وجامعياً قتلوا منذ بداية الهجوم الإسرائيلي، كما قُتل أكثر من 500 معلم في المدارس والجامعات.
والدروس التي تلقيها إسراء تتجاوز المناهج الدراسية، إذ إنها تساعد الطلاب في الشعور بالاستقرار والحياة الروتينية العادية في خضم الفوضى.
والخيمة التي تلقي فيها الدروس بعيدة كل البعد عن الفصول الدراسة التقليدية التي يحلم فيها الأطفال بمستقبل مشرق، مثل السفر للخارج أو أن يصيروا أطباء ومهندسين يساعدون سكان القطاع الذين عانوا من الفقر وارتفاع البطالة، حتى من قبل اندلاع الحرب.
وقالت المعلمة البالغة من العمر 29 عاماً: “الأطفال من حقهم أنهم يتعلموا زي أطفال العالم”.
وبموارد محدودة، تلقي إسراء دروساً أساسية، من بينها دروس دينية، وتحاول إبقاء طلابها منخرطين في الدراسة رغم القصف المستمر.
وتتمتع غزة والضفة الغربية المحتلة بمستويات عالية من الإلمام والكتابة حتى بالمعايير الدولية، وكان نظام التعليم، الذي يفتقر إلى الموارد، مصدراً للأمل والفخر بين الفلسطينيين.