ريمة تنتج محاصيل زراعية لم تكن موجودة باليمن أبرزها الأفوكادو والزنجبيل والهيل
ريمة تنتج محاصيل زراعية لم تكن موجودة باليمن أبرزها الأفوكادو والزنجبيل والهيل
ريمة تنتج محاصيل زراعية لم تكن موجودة باليمن أبرزها الأفوكادو والزنجبيل والهيل
السبت17أغسطس2024_ تمتاز العديد من المحافظات والمناطق اليمنية بخصوبة أراضيها الزراعية ، وبالتالي تنوع إنتاجها الزراعي ، ومن هذه المحافظات محافظة ريمة التي تنتج العديد من المحاصيل الزراعية كالافوكادو التي لم تكن موجودة في اليمن بشكل عام ، واستطاع مزارعو ريمة من زراعتها في الجبال الشاهقة لهذه المحافظة.
ومن المعروف ان هناك العديد من المواطنين من سكان محافظة ريمة منتشرين في مختلف محافظات الجمهورية يمارسون العديد من الأعمال الحرة ، للبحث عن مصادر رزق ، غير انه مع هطول الأمطار هذه الأيام بغزارة، وتفجر العديد من العيون المائية ، يفكر العديد بشكل جدي للعودة إلى أراضيهم في جبال ريمة الشاهقة ذات الأرض التي تمتاز بخصوبة عجيبة لزراعتها ـ خاصة وقد نجح العديد منهم في زراعة العديد من المحاصيل الزراعية النادرة والتي لها مرود اقتصادي كبير كالافوكادو والليمون وغيرها من المحاصيل النادرة، فقط يحتاجون على دعم لإنشاء السدود وحواجز ودعمهم بمواطير الطاقة الشمسية.
يشير مدير مكتب الزراعة في ريمة، إبراهيم التكروري، لـ”خيوط”، إلى أنّ المساحة المزروعة في ريمة تبلغ (22249) هكتارًا، موزعة كالآتي: للحبوب 8261 هكتارًا، وبكمية إنتاج 7768 طنًّا، و7599 هكتارًا للبن، وبكمية إنتاج 4293 طنًّا، وتحتل البقوليات مساحة 1039 هكتارًا، وبكمية إنتاج 2677 طنًّا، فيما تحتل الفواكه 500 هكتار، وكمية الإنتاج 7263 طنًّا، والأعلاف 1341 هكتارًا، وبلغت كمية الإنتاج 18904 أطنان، والخضروات 50 هكتارًا، وكمية الإنتاج 565 طنًّا.
وبالرغم من اعتماد الزراعة في محافظة ريمة على الأمطار في ري وسقي المحاصيل الزراعية، فإنها تزرع المحاصيل في الجبل والسهل والوادي، حيث يتم بشكل كبير زراعة الحبوب والبقوليات بدرجة رئيسية.
فيما يشير التكروري إلى أنّ الفاكهة المتساقطة، مثل الفرسك والتفاح واللوز وغيرها، تُزرع في المناطق الجبلية المرتفعة، كالجبين وكسمة ومزهر. بينما المناطق الجبلية المنخفضة ومتوسطة الارتفاع، تزرع شجرة البُنّ. وفي مناطق الوديان، تنتشر زراعة الفاكهة المستديمة كالموز والمانجو والجوافة وعنب الفلفل، إضافة إلى تنوع الغطاء النباتي من الخضروات والحراجيات والزيتون والنباتات الطبية والعطرية.
بالمقابل، يحتاج المزارع للتدريب على الجني، والتعامل بشكل احترافي في زراعة المساحات ذات الحيازات الصغيرة، خصوصًا في الجبال، ويعتبر مزارعون أنّ التسويق أهم المراحل التي تُشجِّع المزارعين على التوسع في الزراعة وزيادة الإنتاج، في علاقة طردية؛ كلما كان السوق أفضل كان الإنتاج أكثر وأوفر.
كما تعد أشجار الحُمَر (التمر الهندي) من الأشجار العملاقة والمعمرة، تصل أعمارها إلى أكثر من 300 عام، وارتفاعها قرابة عشرة أمتار، تمتاز بأنها تتحمل الجفاف والملوحة، وتنمو في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وفي التربة الطينية والرملية والمالحة، رغم هذه المميزات فإنّها تتأخر في الإثمار، حيث لا تثمر إلا بعد عشرت سنوات.
ويرى المهندس الزراعي عبدالله القاضي، وهو مالك مشتل زراعي في بلاد الطعام، في حديثه لـ”خيوط”، أنّ الشتلات الموجودة في ريمة، وفي عموم اليمن، هي من المحاصيل النادرة، وبعضها لا تتوفر حتى في دول أوروبية متقدمة، إلا أن المزارع اليمني ينقصه الإمكانات من ناحية، وضعف سياسة التسويق من ناحية أخرى، خصوصًا مع تراجع معدلات القدرة الشرائية لدى المواطن، وارتفاع تكاليف الإنتاج التي لا تغطيها عائدات المحصول.
زنجبيل في مزارع أحد المزارعين في محافظة ريمة
يقدر استيراد اليمن للزنجبيل بحوالي 10% من إجمالي الفواكه المستوردة (هناك اختلاف في تصنيف الزنجبيل فيما إذا كان من الفواكه أو الخضروات)، ويتم استيراده بالعملة الصعبة؛ لذلك كان الإعلان عن زراعته في محافظة ريمة أمرًا لافتًا للانتباه، حيث إنّ زراعته ليست أمرًا جديدًا على المحافظة كما يشاع؛ فريمة هي المحافظة الوحيدة في اليمن التي بدأت بزراعته منذ أكثر من عشرين عامًا، خصوصًا في عزلتَي بني سعيد وبني أحمد بمديرية الجعفرية.
ووفقًا لإحصائية زراعية رسمية، اطلعت عليها “خيوط”، فإنّ العام 2021، شهد إنتاج 22 طنًّا من الزنجبيل من مديرية الجعفرية، فيما يقدّر المزارعون إنتاجهم منذ بداية 2020، حتى نهاية 2023، بنحو 50 طنًّا، وبلغت أسعار الكيلو الواحد نحو 1500 ريال، مقارنة بضعف ذلك لأسعار الكيلو المستورد.
زراعة الكركم-ريمة
الكركم (الهرد البلدي) هو أحد المحاصيل النادرة التي امتازت بها محافظة ريمة، قاد بذورَه إلى أرض مديرية الجعفرية أحدُ المغتربين منذ ما يزيد على ثلاثين عامًا، وظلّ المنتج رهين الاستهلاك المحلي، قبل أن يتوسع في الثلاث السنوات الأخيرة، ليغطي مساحات واسعة، خصوصًا في عزل بني سعيد وبني واقد وبني الجعد.
خلال العام 2021، بلغ الإنتاج من الكركم 21 طنًّا، وفقًا لإحصائية مكتب وزارة الزراعة بالمحافظة، وأخذ في التوسع في العامين 2022 و2023، لكنه لا يختلف من حيث التراجع في العام الجاري عن محصول الزنجبيل، وللأسباب ذاتها. وتعدّ فاكهة الخرمش (القشطة) إحدى الفواكه التي تصدّرها محافظة ريمة إلى الأسواق المحليّة، إذ يقدر إنتاج المحافظة، وفق بيانات مكتب الزراعة خلال العام 2023، بنحو 442 طنًّا من هذه الفاكهة.
الهيل
عن طريق البذور، يُزرَع الهيل في تربة خصبة جيدة التصريف، ويجب أن تكون درجة حرارة التربة بين 25 و30 درجة مئوية، وتستغرق بذور الهيل حوالي 30 إلى 45 يومًا للإنبات.
عن تجربته في زراعة الهيل، يقول المزارع وضاح القطوي، لـ”خيوط”: “كانت البداية التي دفعتني إلى محاولة زراعة الهيل، ارتفاع سعرها الكبير في السوق. قررت خوض التجربة بعد أن قمت بقراءة بعض المراجع في شبكة الإنترنت حول كيفية زراعة الهيل، والجدوى الاقتصادية منها”.
تجربة المزارع وضاح بهذا المحصول النادر، أصبحت مصدر إلهام للمزارعين الآخرين، وأثبتت أنّ ريمة أرضٌ خصبة وقادرة على إنتاج محاصيل غير تقليدية، حيث تمكّن من إقناع أربعة مزارعين بزراعتها، لتصل عدد الأشجار حاليًّا في منطقته إلى 120 شجرة.
الفول السوداني-ريمة
تزرع ريمة أيضًا، بوفرة، محصولَ حبّ العزيز. بدأت التجربة في العام 2021، بمنطقة مزهر من خلال خمسة مزارعين في منطقة مسور، وانتقلت الزراعة إلى وادي مزهر، وتم في البداية إصدار طُنّين اثنين، ومِن ثَمّ تم التوسع بشكل أكبر؛ بحسب مدير مكتب الزراعة بالمحافظة، مبينًا أنّه تم إنتاج تسعة أطنان من حب العزيز، خلال الثلاث السنوات الماضية من وادي مزهر، وتم شراء الكمية من مؤسسة الخدمات الزراعية.
الزعفران ومحاصيل أخرى
يعتبر الزعفران من أهم المحاصيل المربحة، التي تعاني اليمن من شحة زراعته، في حين يوضح المزارع شوقي الحسني، لـ”خيوط”، إمكانيةَ ذلك، بالنظر إلى أنّ الأرض صالحة لزراعة كل ما هو مثمر، بما في ذلك الزعفران، وليس من معيق سوى غياب الوعي بخصائص المنطقة الصالحة لزراعة كل شجرة.
زراعة الشاهي الأسود- ريمة
بحسب مكتب الزراعة في ريمة، فإنّ إنتاج محصول الشاي الأسود يتم في منطقتين في ريمة، هما: الحدية، ومزهر. ويجري حاليًّا استكمال استصدار شهادة الجودة من هيئة المواصفات والمقاييس، لتعميم هذه التجربة على كل المحافظة.
عراقيل تحد التوسع في المجال الزراعي بريمة
حول التوجهات المستقبلية وأبرز المعوقات التي تواجه زراعة المحاصيل النادرة في ريمة، يتحدث رئيس الجمعية الزراعية بمديرية الجعفرية، أحمد حيدر الوليدي، عن مشاريع التوسع في زراعة الزنجبيل، قائلًا: “أجرت الجمعية دراسة ميدانية لستّ عزل من المديرية، في مرحلة أولى، شملت حصر الأراضي التي سيتم التوسع فيها للمنتج، والقابلة لزراعة محصول الزنجبيل، بأقل الإمكانيات المتاحة، وبالجودة ذاتها، وتم خلالها تهيئة الأراضي الصالحة لزراعة المنتج”.
وأضاف: “كما تم تشجيع المزارعين، مُلّاك الأراضي المستهدفة، ودعوتهم إلى زراعة المنتج وتهيئة أراضيهم الخصبة، على أن تتولى الجمعية توفير البذور المحسنة لهذا المنتج، بقرض يتم سداده عند حصاد المنتج، مثّلَ ذلك دافعًا للمزارعين في التوسع، والتزمت الجمعية للمزارعين بتوفير احتياجاتهم من بذور الزنجبيل بناء على الوعود الصادرة عن الجهات المعنية. ورغم ذلك ومن خلال المتابعة والتواصل، ورفع الاحتياج اللازم لتلك الأراضي المستهدفة بالتوسع في المنتج، فإنّه لم يتحقق على أرض الواقع، وهو ما مثّل عاملَ إحباطٍ للمُزارِعين”.
ريمة كغيرها من المحافظات اليمنية التي لا تستفيد من مياه الأمطار، وربما تفوق المحافظات من حيث كمية المياه المهدورة التي لا تتم الاستفادة منها، ويأتي ذلك في الوقت الذي تتميز فيه المحافظة التي تعاني الإهمال، بتضاريسها الجغرافية المتنوعة، وأراضيها الزراعية الخصبة والملائمة لزراعة مختلف أنواع المحاصيل.
يمتلك معظم المزارعين سقايات وخزانات غير مستكملة، بالنظر لصعوبة توفير مادة الإسمنت، فيما تم تحديد الاحتياجات بوضع دراسة هندسية على مستوى العزل المستهدفة -بحسب الوليدي- حيث بلغ مجموع تلك الخزانات والسقايات التي تمت دراستها، ما يقارب 170 خزانًا وسقاية، تحتاج لما يقارب خمسة آلاف كيس إسمنت.
أقرأ أيضا:الأمم المتحدة تحذر من أمطار غزيرة وفيضانات قد تتعرض لها اليمن خلال الأيام القادمة