كتابات فكرية

القاسم المشترك في حياة اليمن العظيم قاسم علي الوزير

القاسم المشترك في حياة اليمن العظيم قاسم علي الوزير

 القاسم المشترك في حياة اليمن العظيم قاسم علي الوزير

المستشار:أحمد علي محمد جحاف 

  ■ توطئة:– 

▪︎ قبل 86 عاما، ولد في الدنيا فجر جديد، وحضر إليها من العلا سنا فريد، واستوى في سماها بدر مزق سدول الدُجى، وملأها نورا وضياء، وشعرا وفكرا وعلما ومعارف لا تُحصى، هي من أجود ما أنتج الورى، وأفعال وأعمال وأقوال بخصائص الأنبياء، سوف أكتب عنه كما أرى، وكما عقلي راء، ومقاربة مع أعلام الورى.

▪︎ من منتجات ذلك السنا مثلاً وليس حصراً {حرث في حقول المعرفة – مجموعات شعرية – ديوان ثلاثية الشوق والحزن والإشراق –  محاضرات وندوات وكتابات- ……، ….}

 ¤ تعلو المقامات، وتبلغ أعلى السماوات، حين تعظم الانجازات، وتتعدد المواهب، وتتميز القدرات، وتسمو الملكات. 

¤ تعلو المقامات، حين تنطوي الأوطان في ذات، فتعلوا أقدار الذات، لتحمل مشروع وطن يحقق أعلى مستويات النعيم لشعب تلك الذات.

¤ تعلو المقامات حين تنطوي في الذات، عوالم و أعلام وشخصيات،  ومن المفكرين هامات، ومن المصلحين أعظم القامات، ومن الأدباء والشعراء والفلاسفة، معالم وعلامات، {بدوي الجبل، والشريف الرضي، ومالك بن نبي، والعظيم الأفغاني، وإمام النور والتنوير محمد عبده، والإمام أبو زهراء، وطه حسين والعقاد والرافعي، وأحمد حسن الزيات،…و…} بعض منها، ومن جمالياتها في اصطفاف وانتظام في تلك الذات.

¤ تعلوُ المقامات، وتصْقَلْ المواهب، وتنضج القدرات، حين يشمل  الإطلاعٌ على تاريخ الفكر الإسلامي، وقضايا التراث العربي المعاصر، وعلى تاريخ الفكر الغربي وتطوراته منذ البداية حتى دنى موعد الرحيل، و لعمالقة الفكر والأدب قديماً  وحديثًا حضورا في وعيه، واسعدني جدا ان للفكر المعتزلي والفلسفي والأدبي والتاريخي موطن محوري ومميز في منظومته الفكرية والعقلية، وهذا برهان على سلامة وقوة وروعة وجمال وصحة البنيان.

¤ تعلو المقامات، حين تصبح الذات، موطن حكمة، ومنبع فطنة، ومنابع حلم وذكاء، تملك بصيرة عالية الصفاء، ورواء لحاضر ومستقبل وطن عالي الرقي والارتقاء.

¤ تعلو المقامات، حين تعلوُ القدرات، على رسم السياسات، ووضع الاستراتيجيات، بناءً على أدق الدراسات، وعلى إنتاج الحلول لأعقد المشكلات، واختيار السبل لتجاوز أعتى الصعوبات، وقهر أعظم التحديات، وتحديد المسارات والآليات، لتحقيق الأهداف وبلوغ أعلى الغايات، و بنجاحات عالية المستويات، وقراءة الأحداث بناء على سلامة ودقة التحليلات، 

¤ تعلوُ المقامات حين تتألق مهارات السياسي، وتتجلى خبرات الخبير العليم، لتجلب عظيم المنافع للوطن الكليم، و تسهم في انتشاله من واقعه الأليم، وتُنجيه من نار الجحيم، كم هو في حاجة أليك أيها الراحل الكريم.  

¤ تعلوُ المقامات حين تحسُنْ التصرفات، بشأن كل القضايا وأثناء تنفيذ أهم المهمات، والتعامل بمهارة مع كل التغيرات والتقلبات. 

¤ تعلو المقامات حين تكون الذات، قادرة على إحداث أعظم التحولات والنقلات، في حياة الأوطان والشعوب وفي كل المجالات، لو كانت في موقع صنع القرارات.

¤ تعلوُ المقامات، بمستوى علو الرواسي الشامخات، حين يحضر صواب ورشد القرارات، ليتك أيها الراحل العليم مصدرا لكل القرارات، بشأن وطن الإيمان والحضارات. 

 ● أيها الراحل الكريم، لماذا الإسراع في الرحيل؟؟!! والوطن لازال جريح كليم، وفي وضع أليم، الفرقاء يصلونه نار الجحيم، لذلك هو في حاجة إليك أيها الحليم الخبير العليم. 

● أيها المسافر إلى جنات النعيم، لماذا الإبكار في السفر والوطن في حاجة أليك لأنك القادر على جعله شبيه بجنات النعيم؟؟!!!

● أيها الوطن المفقود، الذاهب إلى جنة الخلود، لماذا الرحيل؟؟!! ، والوطن لازال في نارٍ ذات وقود، الفرقاء يذكونها قياما وقعود، لذلك الوطن في حاجة أليك لتطفئها والعوالم شهود؟؟؟!!! 

● أيها الطائر الجميل، والظل الظليل، والنسيم العلبل، والضياء الكليل، والبدر المنير، لماذا الرحيل؟؟!! وأنت للعقول هدى، وفي القلوب ملك على العرش استوى، وللنفوس سعادة وهناء، وللمهج بهجة وضنى، وللروح سنا، وفي الوجدان أمير الأمراء.

●  أيها المفكر المنير، والشاعر المبدع الفريد، والأديب الكبير، والفيلسوف البصير، لماذا الرحيل؟؟!! وعقولنا وقلوبنا وأنفسنا ووجداننا، وأرواحنا، لازالوا يحتاجون منك الكثير والكثير والمنير والمثير، وأنت على كل ذلك قدير.  

● أيها الطود الأعظم، والجبل الأشم، والنور المبدد للظُلمْ، والحصن المنيع اذا الشر لمْ، من يعصمنا إذا الطوفان هَمْ، ومن ينقذنا في المصايب والعواصف والنقم، ومن ينير السبيل إذا الليل ادلهم، ويحمينا إذا الويل عَمْ؟؟!!، 

● أيها العلم الخفاق، والنور المضيء لكل الآفاق، والهادي إلى الحق المؤدي للاستحقاق، لماذا الرحيل؟؟! ونحن لازلنا نأمل أن نحتمي في حماك، و نستضيء بضياك، ونهتدي برؤاك؟؟!! 

● أيها الحلم الكبير، والأمل للصغير والكبير، وأمنية الغني والفقير، فقدناك، وخسرك الوطن يا ملاك، والإنسانية بدونك عرضةً للهلاك. 

● أيها القاسم للخير، المنٌاع للشر المستطير، الدافع للكرب الكبير، الصانع للخير الوفير، المعطي ما استطاع للمسكين والفقير.

● أيها النجم المنير، في ظلمة الدرب العسير، لماذا الرحيل؟؟!! والدرب لازال عسير، ونحتاج لك حتى نستطيع مواصلة المسير؟؟!!

● أيها القاسم المشترك لكل الفئات، القادر على جمع الشتات، حول مشروع ينقذ الوطن من هذا الشتات، وقد يصل تأثيرك إلى توحيد ابناي النيل والفرات. 

● أيها القائد لقوى الشعب العظيم، القادر على توحيدها لنصرة الوطن، والدفع به خارج المحن والفتن، والعمل على تنميته في النهار و إذا الليل جن.

● أيها الفارس الإنسان، السائر على منهج الفرقان، العارف المتدبر لكل أحكام القران، لماذا الرحيل؟؟!! وأبو جهل وأبو سفيان لا زالا يقودان طوفان من البغي والطغيان؟؟!!        

▪︎ يا كاتب الدستور في 48، والميثاق الوطني المقدس في 47، نحن في حاجة الآن أكثر من ذلك الحين لدستور جديد، أكثر معاصرة من العصر الجديد، وانت الخبير القدير. 

 ○ علمت أنهم يحتاجون للجنةِ امير، وللفردوس قائد قدير، وأن قاصرات الطرف في شوق مرير، والأنبياء يحتاجون الى خير رفيق بصير، لهذا استعجلت الرحيل، لكن نحن أكثر حاجة منكم، والوطن والدنيا في أمس الحاجة لمثلكم، وفيها أبنائكم ونسائكم، ويلزمنا قاسم أكثر منكم. إلا تعلمون أن حكامنا أفراد صغار، لا يملكون صواب القرار، لهذا قادونا ولا زالوا إلى الهاوية يدفعون بنا في الليل والنهار؟؟؟!!! الخطاب هنا لمن رحل إليهم القاسم المنير. 

● أليس لديكم ما يكفي في إبراهيم والعباس ومحمد، أم أن الشأن عظيم، وحجمه كبير ويلزمه إضافة القاسم القدير، المهم يا سادتي أعلام جنة المأوى، أعلمكم من الآن، اتركوا زيدا لنا، الفراغ كبير ولا يسد بعضا منه إلا ذلك الزيد الذي يعد النسخة المعاصرة من  الإمام زيد ابن علي.

● حقيقة استثنائية، هذه الكوكبة الوزيرية {أبناء علي الوزير}، نورها غطى البرية، وضيائها غطى بيئتنا البحرية والمحيطية، لم يترك شبرا إلا وله أثر على الكرة الأرضية. 

● مبدأهم دستور، وأول من ثار من أجل دولة حديثة تقوم بمهامها وتؤدي خدماتها، وتقوم بتنمية وطنها، وترعى مواطنيها وفقا لأحكام وضوابط الدستور، وغياب كامل للحاكم الفرد الدكتاتور، استراتيجياتها وتشريعاتها تنتجها وتصنعها مؤسسات ذات تخصص وكفاءة حسب معايير الدستور، وهدى الله ورسوله الله يتبلور في الدستور، وتصبح طاعة الله ورسوله والمؤمنين هي طاعة الدستور، وقد بذلوا الدماء، وتشردوا في المشارق والمغارب، وسجنوا وصار عيشهم مرير وعسير كل ذلك من أجل الدستور.  

● الدستور غالبا هو خلاصة الهدى، وآخر ما وصل إليه الإنسان عبر خبراته التراكمية منذ البداية حتى الآن،  وخلاصة فكر الفلاسفة وأعلام الفكر وفقهاء الدولة والمصلحين وشيء يسير من جمهورية أفلاطون، وفي كل الأحوال الحكم وفق دستور هو نعيم حتى لو كان محتواه شيء من الجحيم.  

● أيها القراء هل رأيتم وجود مثل هذا الوجود، قامات طاولت السماء، ولها حضور منير فريد في كل مجالات الحياة {فنون آداب سياسة، فكر، أدب، شعر، تاريخ، دستور، دولة،  …،….،…وفي كل مجال لهم ريادة وسيادة، وليس عبور العابرين، وإنما الفاعلين المنتجين الصانعين للعظائم والمفاخر.

 □ وقف القلب والعقل:

● وقف القلب الذي طالما نبض بحب الوطن، ورحل العقل الذي فعل الكثير المنير من أجل اليمن والعرب وهو للإنسانية عز الطلب، وفعل من أجلها العجب. 

● تاريخ مجيد عظيم جميل يرحل عنا صانعه، ولكنه سيظل حاضرا متجددا، ومستقبلا زاهرا في وعينا وعقولنا، ومنارة عالية تضيء لنا الطريق، وتهدينا سواء السبيل، وتلهمنا الرشد والرشاد وصواب المواقف والقرار، وسيظل على مدى الزمان  حاضرا في وجداننا وقلوبنا لأنه كان رمزا رائعا للإنسان وكل قيم الإنسان.

● لا زال لدي الكثير، ولكني اكتفي بهذا اليسير، كمساهمة في كتاب سوف يصدر شاملا لمشاعر الناس، حين فجعنا جميعا برحيل علم الناس القاسم علي الوزير، له من الله واسع الرحمة، وعظيم المغفرة، وأعلى الدرجات في الجنة. 

الاسيف:المستشار:أحمد علي محمد جحاف 

 اقرأ أيضا:الأستاذ القاسم بن علي الوزير ..عرفته بأفكاره ومبادئه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى