الدكتور أحمد النهمي في ذكراه الرابعة
الدكتور أحمد النهمي في ذكراه الرابعة
الدكتور أحمد النهمي في ذكراه الرابعة
بقلم الدكتور/ أمين الجبر
عميد كلية الآداب بجامعة ذمار
تمر علينا الذكرى السنوية الرابعة لوفاة المرحوم الدكتور أحمد النهمي ونحن لازلنا نعايش ظروف دراماتيكية شديدة التعقيد، إذ لا جديد البتة فيما كان ينشده المرحوم من تحقيق الدولة المدنية العادلة والحديثة، دولة النظام والقانون والتي شكلت لديه هاجسا فكريا طالما حلم به وسعى إلى تحقيقه، بل وكرس كل حياته من أجل إقامة ذلك المشروع، حتى أن آخر كتاباته كانت تحث على ذلك، وتؤكد عليه صراحة مؤمنا أنه بدون الدولة المدنية الحديثة لا يمكن أن تقوم لليمن قائمة.
كان رحمه الله شخصية استثنائية في كل شيء عرفناه، مثقفا عضويا من الطراز الرفيع، إنسانا راشدا في تعاملاته مع الآخرين بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم، حكيما في طروحاته وتقييماته، ناضجا في علاقاته وانتماءاته، فيلسوفا في تأملاته وأشعاره ..
كان واسع الأفق فكرا وثقافة، غزير المعرفة يمينا ويسارا ..يؤمن بالجميع ولا يتعصب لرأي ولا يتحزب لاتجاه، بل ولا يتمذهب لطائفة .. وإن كانت له قناعاته وخصوصياته..
كان الجميع يحسبه إلى صفه ويعده من رفاقه ليس بما يتسم به من أخلاق عالية وقبوله بالآخرين وحسب، إنما لتميزه عن الجميع بقبول التعايش مع التعدد والتنوع ، والإيمان بجود الآخر في ظل الاختلاف والتباين ..
شكل بفكره امتدادا متميزا لجيل الكبار من المفكرين والأدباء، وتجسيدا مثاليا للمثقف العضوي المستنير، وإن كانت له خصوصيته المائزة، وفرادته التي جعلت منه أنموذجا متعددا في كل فن .. أدبا وفكرا وثقافة وسياسة ..
ربطتني به علاقة فكرية من نوع خاص طالما كان يناقشني في مسائل فكرية / ثقافية عميقة ، لاسيما في شكلية الدولة ومثاقفاتها، وكانت له فلسفته الخاصة في كل ما يدور من أحداث ورؤيته المستقبلية عنما يجري من مخاظات ..
والشيء الذي تفرد به هو كارزميته التي كانت تنعكس على قناعاته وقبول تحليلاته، حتى وإن كنا نختلف معها في بعض الجوانب، لكن نظرته الثاقبة وعمقه في الطرح كان الفيصل في كثير من النقاشات ..
رحمة الله عليه..وعزاؤننا في خلود فكره ونهجه ..
أقرأ أيضا:إحياء الذكرى السنوية الثالثة لفقيد الوطن الدكتور أحمد النهمي