طوفان الأقصى ينتصر وكرة الثلج بدأت تكبر ضد الكيان الصهيوني وداعميه
طوفان الأقصى ينتصر وكرة الثلج بدأت تكبر ضد الكيان الصهيوني وداعميه
طوفان الأقصى ينتصر وكرة الثلج بدأت تكبر ضد الكيان الصهيوني وداعميه
الاثنين6نوفمبر2023 بدأت الغشاوة تنقشع عن أعين الكثير من المواطنين في مختلف دول العالم، لاسيما تلك الدول الداعمة بقوة للكيان الإسرائيلي الصهيوني الغاصب،
فهاهي التظاهرات الحاشدة تتزايد يوما عن آخر في كبرى العواصم التي تدعم حكوماتها الاحتلال الإسرائيلي،والتي تعتبر أبلغ تجسيد لانقشاع الغمامة عن أعين الرأي العام الغربي، الذي بات يتحسس رائحة الدماء والخراب والدمار والباروت ،التي يتسبب بها قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة المحاصر، حيث تجاوز ضحايا جيش الاحتلال الـ 10 ألف مدني معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين، خلال شهر فقط من العدوان الإسرائيلي على غزة.
يرى الكثير أن ملحمة “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في الـ 7 من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، خلقت انقسامات عالمية خاصة لدى الغرب، حيث أصبح المشهد العام منقسماً بين مندّد ومستنكر لـ”إسرائيل” وجرائمها ضد المدنيين في قطاع غزة، وبين مؤيد لآلة الحرب الإسرائيلية مدفوعاً بمصالحه السياسية، واتجاهات قادته.
ووفق وصف عنونت عليه صحيفة “نيويورك تايمز” قبل أيام، فإن “طوفان الأقصى” أعادت هيكيلة السياسة الغربية، ولربما ستستمر في ذلك حتى تخلق تياراً غربياً مؤيداً لفلسطين وقضية شعبها الذي يقاسي من عنجهية الاحتلال الإسرائيلي، والانحياز الكامل والفاضح للولايات المتحدة الأمريكية وكبرى الدول الغربية.
تظاهرات تنادي لفلسطين.. وتنبذ الاحتلال
ليس مألوفاً أبداً أن تُسمع من شوارع الولايات المتحدة الأميركية، أكبر داعم لـ”إسرائيل” في العالم، أصوات تنادي “الحرية لفلسطين” و”أوقفوا جرائم الاحتلال”، لكن هذا المشهد يتكرر في العاصمة الأميركية ومدن أخرى من الولايات المتحدة بشكل شبه يومي منذ الـ 7 من تشرين الأول/أكتوبر تنديداً بجرائم الاحتلال، ونصرةً لغزة.
الآلاف في شوارع العاصمة اﻷميركية واشنطن خرجوا، مطالبين بوقف إطلاق نار فوري، وتعد هذه المظاهرات من بين أكبر التجمعات المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة، ومن بين أكبر التجمعات لأي قضية في واشنطن في السنوات القليلة الماضية.
وليس فقط في واشنطن، بل شارك الآلاف في التظاهرات التي نظّمت في كل من نيويورك، وشيكاغو، وهيوستن، وفيلادلفيا، وسان دييغو، ومدن أميركية أخرى، بأعداد حرّكت كاميرات العالم تجاهها، لكونها تظاهرات غير مسبوقة في الولايات المتحدة، حمّل خلالها المتظاهرون الرئيس الأميركي جو بايدن مسؤولية قتل المدنيين في غزة، كونه الداعم العلني الأكبر لـ”إسرائيل” عبر مساعداته المالية والعسكرية لها.
وفي فرنسا، صدحت الأصوات في العاصمة باريس، للمطالبة بإنهاء المجزرة في غزة، والوقف الفوري لإطلاق النار، شارك فيها الآلاف، بخلاف من شاركوا في مسيرات في مدن فرنسية أخرى.
وأيضاً، بينما يحاول القانون الفرنسي طرح مشروع لتجريم ما أسماه “معاداة الصهيونية”، شكّل مجموعة من أساتذة القانون الدولي في فرنسا ائتلافاً قانونياً لإسقاطه، لتضاربه مع الالتزامات التي يمليها القانون الدولي، وتجاهله الجرائم التي تواصل “إسرائيل” ارتكابها.
وفي ألمانيا، التي سبق واستنكر مستشارها، أولاف شولتز، المقارنة بين ما حصل في “الهولوكست” وأي حدث آخر، خرجت تظاهرات حاشدة في مدن برلين ودوسلدورف ومونستر تضامناً مع فلسطين، وقدّرت الشرطة أعداد المشاركين في تظاهرة برلين بـ 10 آلاف متظاهر.
رفض تسليح الاحتلال.. موانئ تنتفض
في الولايات المتحدة وبلجيكا، تعالت الأصوات رافضةً تسليح الاحتلال عبرها، وشهد ميناء أوكلاند الأميركي احتجاجات، قبل أيام، رفضاً لإبحار سفينة إمداد عسكري كانت في طريقها إلى “إسرائيل”.
جاء ذلك بعد أنّ علمت بعض المنظمات الحقوقية من بعض العاملين في الميناء باستعداد السفينة للتوجّه إلى ميناء تاكوما بواشنطن، حيث كان من المتوقّع أن تحمّل هناك بأسلحة ثمّ تتوجه بها إلى فلسطين المحتلة.
ولاحظ العاملون في مختلف مطارات بلجيكا استخدامها في وصول شحنات الأسلحة إلى “إسرائيل”، لذا أعلنت نقابات العمال أنّ مشاركة العاملين في تحميل أو تفريغ هذه الأسلحة “تعني دعم الأنظمة التي تقتل الأبرياء”.
إجراءات دبلوماسية ضد الاحتلال
الاحتجاجات على المجازر التي يتعرض لها الفلسطينيون لم تقتصر على تظاهرات الشعوب في الشوارع الغربية، وإنما أخذت صورة رسمية عبر الوسائل الدبلوماسية في بعض الحالات، كان آخرها استدعاء الخارجية التشادية، القائم بالأعمال في “إسرائيل” للتشاور، بسبب قتل المدنيين الأبرياء في قطاع غزة ،وفي بوليفيا، أعلنت الحكومة قطع العلاقات الدبلوماسية مع “إسرائيل”،وبعد إعلان أنقرة عن رغبتها في إقامة علاقة دائمة مع “إسرائيل” في العام الفائت، انقلب الموقف التركي اليوم حيث أعلنت أنقرة تعليق تعاونها الطاقي مع “إسرائيل”، ودعا الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الشعب التركي إلى النزول والتظاهر دعماً لفلسطين، ورفضاً لمجازر الاحتلال في قطاع غزة.
وأعلنت تركيا، استدعاء سفيرها لدى “إسرائيل”، قائلةً إنّ ذلك جرى “بالنظر إلى المأساة الإنسانية في غزة، وبسبب عدم قبول الجانب الإسرائيلي دعوات وقف إطلاق.
خلافات في العمق السياسي.. سببها “إسرائيل”
«الانقسامات العميقة في الآراء بشأن الحرب في غزة تعكّر صفو المجتمع الأميركي، كما أنها تحمل القدرة على إعادة تشكيل السياسات الأميركية».
هذا ما ورد في موقع “أكسيوس” الأميركي، الذي أكد أنّ عدداً من الشخصيات الأميركية البارزة واجهوا ردود فعل سلبية، أو حتى فقدوا وظائفهم بعد التعبير عن وجهات نظر مؤيدة لفلسطين، وبحسب الموقع فإنّ الرأي العام في الولايات المتحدة سيستمر بالتحول وقد تستمر الانقسامات في النمو مع تطور الحرب.
وأشار أحد مسؤولي وزارة الخارجية إلى وجود “تمرد يختمر داخل وزارة الخارجية على جميع المستويات”، وبدأ يظهر هذا الانقسام عبر استقالات في الخارجية، حيث قدّمت مسؤولة السلام في الشرق الأوسط في الوزارة لارا فريدمان، استقالتها بسبب طريقة تعامل واشنطن مع الأوضاع في قطاع غزة، وسبقها قبل ذلك المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، جوش بول.
ووفق تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، أدت الحرب في غزة إلى “تمزيق” تحالف القوى اليسارية في الولايات المتحدة، وامتدت الخلافات إلى البيت الأبيض، حيث التقى بايدن، مع الزعماء المسلمين الذين انتقدوه لدعم “إسرائيل” وآلة حربها في غزة.
وفي الكونغرس الأميركي فإن قرار إدانة حماس، لم يلق موافقة مطلقة، فقد رفضت 10 أصوات القرار، 9 منهم ديمقراطيون وواحد جمهوري، كما امتنع 6 أعضاء عن التصويت على القرار.
ويعكس التحوّل في الخطاب الدبلوماسي الأميركي موجةً مُتزايدة من الضغوط العامة والخاصة على “إسرائيل”، من العواصم الأوروبية ودول أميركا اللاتينية وغيرها من العواصم، من أجل السماح “بهدنةٍ إنسانية”، وخصوصاً بعد قصف مُخيم جباليا للاجئين الأسبوع الفائت.
وفي بريطانيا، حيث أعلنت حكومتها الدعم لـ”إسرائيل”، أيضاً لاقت الأصوات المنددة بالاحتلال وجرائمه مساحة واسعة، ليس فقط في الشارع البريطاني إنما بين المسؤولين أيضاً.
واستقال رئيس مجلس مدينة بيرنلي أفراسياب أنور و10 أعضاء من حزب العمال البريطاني بسبب رفض زعيم الحزب طلب وقف إطلاق النار في غزة، في وقتٍ يدعم فيه 34 مجلساً محلياً تابعاً لحزب العمال وقف إطلاق النار، كما يدعم القرار ربع نواب الحزب في مجلس العموم، وأكثر من 20 وزيراً في حكومة الظل.
من جانبه، أصدر رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، الذي أعرب عن دعمه لـ”إسرائيل” قراراً يقضي بإقالة مساعد الحكومة بول بريستو، بسبب دعوته إلى وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.
ووصلت الاستقالات إلى الأمم المتحدة، حيث أعلن مدير مكتب نيويورك في مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، كريغ مخيبر، استقالته من منصبه، احتجاجاً على عجز المنظمة عن وقف الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
“إسرائيل” تزيد عزلتها بنفسها
أمس، أطلق وزير إسرائيلي مقترحاً لإنهاء الحرب في غزة، ألا وهو “إنهاء وجود غزة ذاتها”، وذلك عبر إلقاء قنبلة ذرية تمحو القطاع، لتقوم “إسرائيل” فيما بعد بإعادة إعمار مستوطناتها فوقه بدلاً من منازل الفلسطينيين.
وباعتراف من وسائل إعلام إسرائيلية، فإنّ هذا التصريح الذي وصفه مسؤولون لدى الاحتلال أنّه “صادم ومجنون”، سبّب ضرراً هائلاً لـ”إسرائيل” في أنحاء العالم، وخاصة في أوساط “الدول الشريكة” التي تحاول مساعدة الكيان.
واعتبر إعلام الاحتلال أنّ ما قاله الوزير “خرّب محاولات إسرائيل للحصول على المزيد من الوقت والشرعية الدولية، من أجل إطالة العملية العسكرية في غزة”.
كذلك، رأت مصادر سياسية أنّ “ما قاله إلياهو يشكّل عملية عدائية ضد الدعاية الإسرائيلية، التي تحاول الفصل بين إسرائيل الجيّدة وحماس السيئة”، وأضافت أنّ “الوزير جاء ودمّر كل شيء، كما أنّ ما جاء في تصريحه يتعارض مع القانون الدولي”.
وبالفعل، فإنّ تصريحات الوزير الإسرائيلي أثارت سخطاً عالمياً، حيث دعت دول عديدة إلى تحرك دولي ضد تهديدات “إسرائيل” بالنووي وجرائمها في غزة، منها فنزويلا التي قالت إنّ هذا التصريح “يهدد الإنسانية جمعاء”. كما أنّ سوريا أكدت أنّ التصريح أظهر ما دأبت “إسرائيل” على إخفائه لكسب التأييد الدولي حول “حقيقة امتلاكها لهذا السلاح خارج أنظمة الرقابة الدولية”.
عزلة “إسرائيل” على عدة مستويات، اعترف بها نفتالي بينيت رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق بقوله: “وضعنا الدولي ليس جيداً، الرأي العام العالمي ليس في صالحنا الآن، ومشاهدة المحتوى المؤيد للفلسطينيين وحماس أعلى 15 مرة مقارنة بالمحتوى المؤيد لإسرائيل”.
لذلك يرى الكثير أن طوفان الأقصى أنتصر وان كرة الثلج بدأت تكبر ضد الكيان الصهيوني وداعميه
اقرأ أيضا:فلسطينيون يتساءلون: أين محمود عباس وسلطته ولماذا شكرته الولايات المتحدة على موقفه