ماذا ينتظر إسرائيل تحت ارض غزة؟
ماذا ينتظر إسرائيل تحت ارض غزة؟
ماذا ينتظر إسرائيل تحت ارض غزة؟
الخميس26أكتوبر2023 انهزمت إسرائيل وجيشها الذي لاتقهر كما تزعم شر هزيمة في السابع من أكتوبر الجاري وفي اقل من ست ساعات ، لذلك تحاول منذ عشرين يوميا الهروب من تلك الهزيمة ومحوها من ذاكرة كل من علم بها بارتكاب المجازر تلو المجازر بكل وحشية بحق المدنيين في قطاع غزة على مرأى ومسمع من العالم.
بل وقطعت على نفسها وعد بمسح حركة المقاومة الإسلامية حماس من الموجود كما تزعم،ومن اجل ذلك تحاول إسرائيل جاهدة أن تُظهر للعالم بأن خطوة الاجتياح البري لقطاع غزة، تنتظر فقط القرار والضوء الأخضر من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، للبدء بها فورًا وكأن الأمر فقط مُعلق على قرار سيصدر وينتهي الأمر، لكن الحقيقة أبعد من ذلك كثيرًا.
إسرائيل تعلم جيدًا أن قطاع غزة بالنسبة لها “فخًا مميتًا” وأي جندي إسرائيلي سيدخله لا يوجد أمل بعودته ، ومصيره سيكون بين خيارات ثلاثة إما قتيل أو مُصاب أو أسير في يد المقاومة الفلسطينية، التي تجهزت جيدًا للحظة الاجتياح البري وتنتظرها على “أحر من الجمر” كما صرح العديد من قادة “حماس” وباقي الفصائل الفلسطينية المقاومة.
الإعلام العبري ركز كثيرًا خلال الأيام الأخيرة على فكرة “الاجتياح البري لغزة”، الذي لم يُحدد نتنياهو حتى هذه اللحظة أي موعدًا لتنفيذه، ولا تزال هناك الكثير من المشاورات التي تجري داخل الغرف المغلقة، في حين تواجه الخطوة الإسرائيلية الرفض والمعارضة الأمريكية الصارمة وفق ما صرح به الرئيس جو بايدن في أكثر من محفل سياسي.
ولخص الإعلام العبري في تحليلاته وقراءته للواقع بصورة أمنية دقيقة جدًا، أن غزة ستكون فعلاً مقبرة للجنود الإسرائيليين، وأن الجيش يخشى تمامًا تنفيذ هذه الخطوة، لما تخفيه المقاومة من كمائن وأسرار وعمليات نوعية ستقضي على عدد كبير من القوات في حال توغلت، مؤكدين أن المقاومة الفلسطينية تطورت فعلًا والأسلحة التي تملكها إضافة للكمائن المُجهزة والعبوات الناسفة التي زرعت على الطرقات وأسفلها، والأنفاق الطويلة تحت غزة تجبر نتنياهو على التفكير ألف مرة قبل تنفيذ خطوة الاجتياح البري.
المعركة الخاسرة
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، إن الجيش الإسرائيلي “سيواجه واحدة من أصعب المعارك في واحدة من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان”، في إشارة إلى قطاع غزة، حيث يرفض سكانه الاستجابة لأوامر إسرائيلية بالنزوح من شماله إلى جنوبه.
وأضافت الصحيفة: “تقدم الدراسات مقارنات مع ما حدث في العراق، خاصة في الفلوجة، عام 2004، وهي من أصعب معارك القوات الأميركية منذ حرب فيتنام، أو المعركة ضد داعش في الموصل عام 2016، التي استمرت عدة أشهر وأدت إلى مقتل نحو 10 آلاف شخص”.
وتتجلى هذه المقارنة، وفق المصدر ذاته، في أن عدد مسلحي حماس يتراوح بين 3 إلى 5 أضعاف (ربما 40 ألف مقاتل) مقارنة مع مقاتلي داعش في الموصل، كما أن بإمكان الحركة أن تجند سكان غزة الشباب، إضافة إلى هذا، كانت أمام قيادة حماس سنوات عديدة للاستعداد للمعركة في مختلف أنحاء غزة، بما في ذلك شوارع المدينة.
وأبرزت “نيويورك تايمز”: “معركة الشوارع يمكن أن تلغي تفوق الدبابات والذخائر الإسرائيلية، بالاستعانة بتكتيكات حرب العصابات”.
وفي هذا الصدد، أوضح الخبير العسكري الأميركي توماس أرنولد: “سيكون الأمر صعبا. المدن هي ملعب الشيطان، فهي تجعل كل شيء أكثر صعوبة وبلا حدود”.
ويتميز قطاع غزة بازدحام المباني التي تخلق “جبهة ثلاثية الأبعاد”، مما يجعلها أكثر خطورة على القوات المهاجمة وليس المدافعة.
وفي وقت سابق، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن مسؤولين أميركيين نصحوا إسرائيل بالتروي قبل شن عملية برية في غزة حتى تتمكن الولايات المتحدة من إرسال “أصول عسكرية” على الأرض والاستعداد في حال اتساع رقعة الصراع إقليميا.
وتعد إسرائيل العدة للهجوم على غزة من البر والبحر والجو، لكنها منذ أكثر من 19 يوما لا تزال تدرس خياراتها.
ما يوجد أسفل الأرض يُخيف إسرائيل أكثر من فوقها، فقد نقلت بعض وكالات الأنباء عن خبراء عسكريين أن شبكة الأنفاق التي بنتها حركة “حماس” في قطاع غزة قد تشكل أخطر التحديات أمام جيش الإسرائيلي إذا ما غزا القطاع بريا.
كما تشير بعض التقديرات إلى أن شبكة أنفاق حماس هي الأكبر في العالم بعد شبكة المنشآت التي بنتها كوريا الشمالية تحت الأرض، وقد نشرت صحيفة “معاريف” تقريرا بهذا الشأن تحت عنوان “جهنم تحت الأرض، والتحدي الهائل للجيش الإسرائيلي، هذا هو عدد الأنفاق في غزة”.
ويقول جون سبنسر، رئيس دراسات الحرب المدنية في معهد الحرب الحديثة في الأكاديمية العسكرية الأميركية وست بوينت، إن حجم “التحدي في غزة مع الأنفاق تحت أرضية فريد من نوعه”.
وفي مقال نشره قبل بضعة أيام قال سبنسر، وهو ضابط سابق في الجيش الأميركي، إن شبكة الأنفاق الكبيرة والمتشعبة تشكل معضلة عصية على الحل، وخطرا يتربص بالقوات البرية التابعة لجيش الاحتلال، وتشير بعض التقديرات إلى أن شبكة أنفاق غزة تضم ألفا و300 نفق، ويبلغ طولها نحو 500 كيلومتر، وأن عمق بعضها يبلغ 70 مترا تحت سطح الأرض.
ووفقا لبعض التقارير، فإن ارتفاع معظم هذه الأنفاق يصل إلى مترين فقط، في حين يبلغ عرض معظمها مترين أيضا. ويرى بعض الخبراء أن حماس تحتفظ بمن أسرتهم في الهجوم الذي شنته على الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في تلك الأنفاق، التي يرجح أيضا أنها تستخدم لتخزين السلاح والغذاء والماء والوقود.
ويقول خبراء إن الأنفاق ستزيد تعقيدات سيناريو الحرب إذا ما أقدمت إسرائيل على اجتياح بري للقطاع، إذ يرى سبنسر أنها تسمح لمقاتلي الحركة بالتنقل بين مختلف مواقع القتال بأمان وحرية.
جهنم تحت الأرض
في حين يقول مايك مارتين، وهو خبير في شؤون الحرب في “كينغز كوليج” في لندن؛ “باختصار، هذه الأنفاق تحدث توازنا، لأنها تحيد مزايا إسرائيل التسليحية، والتكتيكية، والتكنولوجية والتنظيمية، ويضيف “لذلك فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواجه مشاكل في كل ما يتعلق بالعمليات العسكرية داخل المناطق المدنية، التي يمكن وصفها بأنها قتال ثلاثي الأبعاد”.
ويشرح مايك ما يقصده بعبارة “القتال ثلاثي الأبعاد” فيقول “ستكون هناك جهات تطلق النار من فوق أبراج سكنية، وسيكون أيضا هناك من يطلق النار من تحت الأرض”، ويرى أن هدم المباني ليس حلا، فالمباني المهدمة تتحول متاريس يحتمي بها مقاتلو المقاومة لاقتناص جيش الاحتلال، ويرى أن القتال في المدن يُعد أصعب ضروب القتال التي يمكن لأي جيش أن يواجهها.
وتشير التقارير إلى أن الأنفاق في غزة أعدت في البداية لتهريب البضائع بين مصر والقطاع المحاصر، لكن مع مرور الوقت وبسبب زيادة المراقبة الجوية الإسرائيلية بواسطة الطائرات المسيرة، ومعدات التجسس الإلكتروني المتطورة، شرعت حماس بتوسيع تلك شبكة الأنفاق.
لكن جيش الاحتلال لم يكتشف خطرها وتعقيداتها إلا بعد العدوان الواسع الذي شنه على غزة في عام 2014.
وأمام هذا التطور.. ماذا ينتظر إسرائيل بغزة؟ ومن سيربح معركة الاجتياح البري؟ وماذا بعد ذلك؟خاصة أن كتائب القسام لا تزال تمطر تل أبيب والمستوطنات في مختلف الأراضي المحتلة بالصواريخ.
اقرأ أيضا:في اليوم الـ20 لـ”طوفان الأقصى” المقاومة مازالت تمطر تل أبيب والمستوطنات بالصواريخ