كتابات فكرية

الأهرام: المنطقة تخرج من العباءة الأمريكية

الأهرام: المنطقة تخرج من العباءة الأمريكية

علق الكاتب الصحفي عبد الله عبد السلام  على  رد وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن على سؤال عما إذا كانت بلاده تعتزم الخروج من الشرق الأوسط مع تزايد النفوذ الروسى والصينى، وقوله خلال زيارته الأخيرة للسعودية: “لن نغادر، نحن هنا لنبقى”، «ما أسمعه فى أغلب تعاملاتى أننا نبقى الشريك المفضل رقم (1)».

عبد السلام  قال إنه يمكن للسيد بلينكن أن يقول ما يحلو له، لكن الواقع يشير إلى أن المنطقة تخرج من العباءة الأمريكية.

وأضاف في مقاله اليوم بالأهرام “أمريكا والشغور  الأمريكي!” أنه  منذ نهاية الحرب الباردة، كانت واشنطن حاضرة فى كل حدث مهم وربما غير مهم بالمنطقة: غزو العراق وقبله أفغانستان، ثورات الربيع العربي وسقوط نظام القذافي وهزيمة داعش ثم  الاتفاق النووي مع إيران، مشيرا إلى أن أمريكا  كانت تحدد البوصلة بل تصنعها، والآن، ظهرت بوصلات أخرى.

وقال إن القمة العربية أعادت سورية للجامعة العربية رغم الرفض الأمريكي،و مصر توسطت لوقف إطلاق النار بين الجهاد الإسلامي الفلسطيني وإسرائيل، والصين رعت اتفاقا للمصالحة السعودية الإيرانية،و زخم القتال فى اليمن تراجع بشكل ملحوظ.

 وأوضح أنه  في الأحداث السابقة، اختفى الدور الأمريكي أو كاد، مذكّرا  بالباحث البريطاني مارك ليونارد مدير المجلس الأوروبي للشئون الخارجية الذي يقول:« هذا يأتي ضمن إستراتيجية محسوبة لفك الارتباط مع الشرق الأوسط وتحويل التركيز للشرق الأقصى، حيث التنافس مع الصين.

خلاصة الإستراتيجية: حد أدنى من التدخل العسكري مع الاعتماد على الحلفاء الإقليميين للحفاظ على السلام».

وتساءل  عبد السلام: هل الانكفاء الأمريكي مفيد للمنطقة؟

وأجاب قائلا: “الشواهد تؤكد ذلك، التدخل الغربي بقيادة واشنطن منذ بداية الألفية زعزع الاستقرار ولم يحل المشكلات. القضية الفلسطينية نموذج صارخ. حل الدولتين تلاشى. شهية إسرائيل لابتلاع الأراضي والحقوق والالتزامات مفتوحة على آخرها. لم يعد الفلسطينيون يؤمنون بأن السلام سيجلب لهم حقوقهم. حاليا، المنطقة أقل عنفا وأكثر استقرارا”.

ولفت إلى أن  ذلك  لا يعنى أن أمريكا ستحمل عصاها وترحل على طريقة القوى الاستعمارية القديمة  مشيرا إلى أن مصالحها بالمنطقة مستمرة، وهى عازمة على بقائها بأقل قدر من التكاليف.

واختتم مؤكدا أن  هناك  قوى خارجية وإقليمية بدأت بالفعل تستفيد من الشغور الأمريكي لافتا إلى أن الصين في المقدمة، مذكّراً بالخبير الصيني الذي أبلغ ليونارد أن الشرق الأوسط حاليا مختبر لعالم ما بعد أمريكا.

أقرأ أيضا:بايدن يعلن أمريكا “أمّة المِثليين” ورفع علم الشواذ في تركيا ولبنان وإرسال 12 مليون دولار لتعليم الشذوذ في العراق

 القاهرة – “رأي اليوم”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى