تمكين المرأة وإعطائها الحق في التأثير
تمكين المرأة وإعطائها الحق في التأثير
الأخت العزيزة أروى رباد
لك ومن خلالك لجميع نساء الكون الباحثات عن حقهن في رسم ملامح وجودهن وطريقة تأثرهن وتأثيرهن في تفاصيل الحياة التي تمس حركتهن في هذا الوجود ..
قضية الحق قضية لا تبحث بالاستجداء بل تنتزع ممن يصادرها انتزاعا.
بمعنى أكثر تفصيلا أن لدينا قضية محقة عقلا وشرعا يحاول من يخالف الفطرة وتعاليم السماء أن يسبح عكس ما تقتضيه ويمعن في مصادرتها على أصحابها لهوى في النفس، أو لاستقراء ولأنانية وكبر، في مساع للانفراد بالقرار وتسخير المحيط لإشباع رغباته التي يسيطر عليها الأنا المدمر وحب الذات المطلق ..
المرأة كرمها الله حين خلقها ( ولقد كرمنا بني آدم ) فمن المعيب أن يأتي من يهين من كرمه الله، والأكثر عيبا أن تستند الاهانة إلى نصوص يزعم هؤلاء أنها شرعية وجاءت لهذا الغرض ..
قضية تمكين المرأة وإعطائها الحق في التأثير في مجريات الحياة يجب ان تستند ابتداء إلى المشرع عز وجل لا إلى اجتهادات بشرية مهما كان لها من وزن علمي ومعرفي طالما وهذه الاجتهادات تخالف فطرة التكوين البشري منذ الوهلة الأولى ( التكريم ) فأي اجتهاد يخرج عن التكريم فهو مردود على صاحبه ..
التكريم حسب مفهومي البسيط يعني أن نضع المرأة والرجل في نفس مرتبة الاستخلاف الأول للإنسان في هذه الأرض فمن غير المعقول أن يكون ( إني جاعل في الأرض خليفة ) أن المعني به بالدرجة الأساسية الرجل دون المرأة، وإلا فما جدوى التكاليف الشرعية والنصوص القرآنية التي تنصرف للذكر والأنثى على السواء، ومنها قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لذلك فالمرأة مثل الرجل ( خليفة الله في أرضه ) ..
ما سبق قواعد أولية يجب أن ننطلق منها لننظر في موضوع حق المرأة وحق الرجل وجميعها تفاصيل يجب أن نتناولها بحذر شديد لأن الشيطان يكمن في التفاصيل هكذا أظن انه يجب أن ننطلق ..
السؤال الذي يطرح نفسه هل نحن معنيون بماذا نريده من المرأة؟ أم
أننا يجب أن نعرف عن ماذا تريد المرأة منا ؟ أم أن ما نريده من المرأة لا ينفصل عن ما تريده منا هي بنفسها ؟؟؟
الأصل في مسيرة الحياة التكامل في الأدوار بين ما نريده وما تريد هي، ولا يمكن مطلقا الاستغناء بين هذا وذاك.
من هنا نعرف حقيقة الالتصاق الوجودي في هذه الحياة بين حياة الذكر والأنثى فلا يعقل أن يعيش احدهم بعيدا عن الآخر ولكل دور يكمل الآخر ..
بالعودة إلى بداية الاستخلاف التي أكدنا فيها أن المرأة مستخلفة فهذا يعني في عموم الاستخلاف قيامها بأي دور مهما كان لتحقيق الاستخلاف في الأرض وقد أثبتت مسيرة الإنسان أن المرأة قد عملت في البناء والتشييد وفي الإعمال الشاقة والحروب وما شابه وكانت الى جانب الرجل في البناء والتشييد وعمارة الأرض لكن هذه الحالة كانت وفق ضوابط وضعها أحيانا المشرع الكريم وأحيانا أخرى القوانين البشرية حسب رؤية المجتمع حينها لهذا الشأن وكلا في حينه كان يصب في تحميل وإشراك المرأة في الأعمار والبناء دون النظر غالى الفوارق التكوينية والفسيولوجية بينهما غير أن ما يميز ضوابط المشرع الكريم إلى اليوم كانت في عدم الانزلاق بالمرأة في شراك الاستغلال المتوحش للمرأة بينما رأينا في انحراف المشرع البشري استغلالا رخيصا في جعل المرأة سلعة للرغبات من هنا ظهر الصراع وتعددت الاجتهادات وكل طرف من أطراف الصراع يستند إلى مبررات تعضد وتقوي موقفه ومشروعه ..
حركة الصراع التي حدثت ممتدة منذ زمن بعيد لذلك كلما طال الزمن اشتد الصراع وتعددت الاجتهادات وتنوعت الأدوات ..
من هنا يجب أن نعود رويدا رويدا لأساسيات الاستخلاف والتكريم وننطلق من خلالهما لمعرفة الضوابط الشرعية ومدى لائمتها لأساس الاستخلاف والتكريم كوننا لا نستبعد أن تكون قد حدثت اجتهادات خالفت الأساسيات الأولى في خضم الصراع المحموم الذي قد يقود لاستخدام قواعد ( الغاية تبرر الوسيلة ) فتنحرف عن المقصد الشرعي كما أننا يجب أن نرفض تشريعات الاستغلال المتوحش للمرأة بالطلق وهنا نستطيع أن نعيد فاعلية ودور المرأة في الاستخلاف والأعمار ولكن هذا يتطلب أن توجد قيادات متجردة من أزمة الصراعات العميقة لتعيد وضع العربة على الطريق وتنطلق بالرجل والمرأة على السواء في مركب واحد يحفظ للإنسانية كرامتها ويحقق الفائدة المتوخاة من المرأة في البناء والتشييد وعمارة الأرض ..
والى ذلك الوقت فسيظل صراع انتزاع الحقوق محتدما ويخلق ضحايا جدد، تضاف إلى من سبق وتفقد للإنسانية جهودا عظيمة أثمرتها مشاركة النساء في الحياة بجميع تفاصيلها ..
مع خالص تقديري لنون النسوة ..
*لطف لطف قشاشة