تقرير: الإنسانية المزيفة تتعثر على مدارج مطار صنعاء الدولي
أعربت واشنطن والأمم المتحدة عن خيبة أملها إزاء تعثر إعادة تشغيل مطار صنعاء كخطوة أساسية في الهدنة المعلنة، واكتفت بإبداء قلقها أمام استمرار صلف دول تحالف العدوان وإصرارها على مفاقمة معاناة ملايين اليمنيين..
بعد نحو ست سنوات على توقف أعلنت الخطوط الجوية اليمنية أسفها لتأجيل وصول تصاريح تشغيل أول رحلة لها من مطار صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمان، الأمر الذي يحرم ملايين اليمنيين فرصة السفر ويكشف الوجه المزيف للإنسانية التي تتعنى بها دول تحالف العدوان.
تتحدث واشنطن والأمم المتحدة عن خيبة أملها وتكتفي بحث الأطراف على التزامهم بالهدنة، وتنصلت عن واجبها الإنساني بالضغط على تحالف العدوان لوقف عنجهيته التي تسببت بمفاقمة الوضع الإنساني في اليمن عام بعد آخر..
يظهر الطرف الآخر سوء نواياه من خلال إصرار مجلس القيادة الموالي لتحالف العدوان وحكومته على قبول جوازات السفر الصادرة من قبلهم، ويرفضون منح الخطوط الجوية اليمنية تصريح هبوط الرحلة الأولى متناسين أنهم عطلوا الملايين من جوازات السفر الصادرة من صنعاء وتسببوا بأكبر أزمة إنسانية للمسافرين على مستوى العالم..
يعرف ساسة الطرف الآخر أن جوازات جل سكان الشمال صادرة من صنعاء فاتخذوا ذلك ذريعة لعرقلة إطلاق أول رحلة مشترطين الحصول على جواز سفر أهانوا كرامته وسحقوا شرفه بين الدول..
فتح مطار صنعاء لا يخدم الشمال وابناءه فقط، بل عدن وسائر الجنوب الذي يعاني من تكدس بشري مهول معظمه من محافظات الشمال يثقل كاهل المدينة وسائر المناطق المنهكة أصلا والمدمرة ببنيتها التحتية وخدماتها المتهالكة، ويضاعف من تحدياتها الأمنية المستهدفة ويفاقم من مستوى الجرائم وآفة التهريب والمخدرات والاسلحة.
هذه الجهات المعرقلة هي ذاتها التي ظلت تزايد وتتاجر بحقوق اليمنيين طيلة السنوات الماضية وتتدثر بالإنسانية وتندد بالانتهاكات ضد أبناء الشمال مع أن يديها ملطخة بذلك وسجل مخازيها حافل بالعراقيل الصعوبات التي وضعتها أمام تحركات المرضى والعجزة وتسببت بإطالة أمد معاناتهم وادامة إذلالهم لحسابات سياسية مفضوحة.
دول تحالف العدوان التي لم تستجب على مدى سنوات لنداءات الإنسانية المطالبة بإعادة فتح مطار صنعاء وإنهاء الحصار الجائر رأفة بحال ملايين المرضى والمحتاجين للغذاء والدواء في المحافظات الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي، هي نفسها اليوم من تقف حجر عثرة أمام على مدارج مطار صنعاء لتمنع وصول أول رحلة لتجعل من معاناة اليمنيين ورقة للمساومة والتكسب، وتحاول مجددا المقايضة بالملفات الإنسانية..