الجوع وإغلاق الأفران واسعار الخبز تدفع المواطنين الى الشوارع وتؤجج الغضب ضد التحالف واستقالة هروبية لـ”الشرعية” واعتقالات
متابعة: محمد علي المطاع
بعد صبر وتحمل لم يعد في مستطاع المواطن ان يستمر عليه، يقابله غياب أي دور للمؤسسات الحكومية التابعة لـ”الشرعية” يخفف من المعاناة، وفي ظل تصاعد مستمر على مدار اليوم والساعة في تدهور القيمة الشرائية للعملة التي طبعتها “الشرعية” دون غطاء وضختها للسوق، ومصاحبة لما يمارس من فساد ونهب للثروات واستئثار اشخاص محدودين بعائداتها، مع العجز الكامل لحكومة “الشرعية” في عمل أية اصلاحات أو تلافي للمخاطر، ويضاف الى كل ذلك ما هو أهم من خلال ما يطغى من انفلات أمني في مختلف المحافظات التي تسيطر عليها “الشرعية”.. كان للجوع وعدم الاحساس بالامان دوره هنا..
وبعد مطالبات عديدة للمواطن اليمني سلمية وغاضبة في عدد من المحافظات التي تسيطر عليها “الشرعية” بتوفير الأمن وقرص العيش الذي يسد به رمقه، قوبلت بعدم الانصات وبالتجاهل لهذه المطالب بمزيد من ممارسة الفساد واشاعة الخوف.
كل هذا دفع المواطنين في تلك المحافظات للخروج غضباً وبحثاً عن ما ينقصهم من اهم الضروريات واولها الخبز.. ولمواجهة ذلك وقمعه نشرت مليشيا “الانتقالي الجنوبي” التابعة للإمارات، اليوم السبت، عدد من الآليات والمدرعات العسكرية في شوارع مدينة عدن.
وأفاد شهود عيان أن آليات وأطقم عناصر مليشيا “العاصفة” انتشرت في شوارع منطقة كريتر لمنع وقمع المظاهرات السليمة المنددة بالانهيار الاقتصادي.
وجاء انتشار آليات “الانتقالي” في شوارع كريتر عقب الدعوات لانتفاضة شعبية دعت إليها حركة “ثورة الجياع” تحت شعار “أنا جاوع أنا نازل”.
ونصب عدد من المتظاهرين أولى خيام الاعتصامات في كريتر تلبية لدعوات المواطنين لإقامة اعتصام مفتوح، تنديداً بارتفاع الأسعار نتيجة الانهيار الجنوبي للعملة المحلية ووصول سعر رغيف الخبز لسعر 75 ريالاً.
وكانت جامعة عدن قد أعلنت الإضراب الشامل، بسبب عدم قدرة الأساتذة والطلاب الوصول إلي الجامعة جراء ارتفاع أجور المواصلات.
وتشهد مدينة عدن وعموم مناطق سيطرة “حكومة هادي” ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، بعد أن تجاوز سعر الصرف حاجز 1700 ريال للدولار الواحد.
وقطع المئات من المحتجين اليوم السبت عدد من الشوارع الرئيسية في مدينة عدن، احتجاجاً على تدهور الوضع المعيشي.
وذكرت مصادر مطلعة أن الاحتجاجات امتدت من كريتر إلى الشوارع الرئيسية في منطقة المنصورة.
وبحسب المصادر أن المحتجين اضرموا النار في الإطارات التالفة وسط دعوات إلى عصيان مدني شامل بأرجاء المدينة.
وذكرت مصادر أخرى أن حراسة بنك عدن المركزي قامت بنشر الخرسانات الإسمنتية المرتفعة في محيط البنك تحسباً لأي اعتداءات، بالتزامن مع الدعوة لنقل اعتصام المحتجين إلى ساحة البنك تنديداً بانهيار العملة.
وخرج أبناء عدن خلال الساعات الماضية من اليوم السبت وسط انتشار عسكري كثيف لمليشيا “الانتقالي الجنوبي”، الممولة إماراتياً، تنديداً بانهيار الوضع الاقتصادي، ووصول سعر الدولار الأمريكي لما يقارب 1700 ريال يمني.
وانعكس تدهور الاوضاع المعيشية سلباً على حياة المواطنين في المحافظات الجنوبية وسط أزمة خانقة في الحصول على رغيف الخبز.
وعجز التحالف و”حكومة هادي” عن وضع أي معالجات اقتصادية جراء نهب الثروات النفطية والغازية وإيرادات الموانئ اليمنية وتحويل إيرادات النفط الخام وغيرها إلى بنوك الرياض وأبوظبي وتركيا.
وفرضت “حكومة هادي” جرعات متعددة على المشتقات النفطية في محاولة منها وضع حد لتدهور العملة المحلية، انعكست سلباً على حياة المواطنين واجبرت الطلاب والأكاديميين عدم التنقل إلى الجامعات في عدن وتعز وبقية المحافظات الجنوبية.
وتواصل معظم المحلات التجارية، والافران، في مدينة تعز، اغلاق أبوابها لليوم الثاني على التوالي، جراء انهيار العملة المحلية، والارتفاع المتسارع للأسعار في المناطق والمحافظات اليمنية المحتلة.
وافادت مصادر محلية، في مدينة تعز، أن المواطنين يتنقلون بين شوارع واحياء المدينة، بحثاً عن متطلباتهم بين الأفران والمطاعم ومحلات بيع الأغذية دون جدوى.
وقال ناشطين من أبناء المدينة، أن الأسعار ارتفعت بشكل جنوني في مدينة تعز حيث تجاوز سعر الكيس الدقيق 50 كيلوجرام 55 ألف ريال، وقطمة السكر 10 كيلوجرام 11500 ريال، كما وصل سعر الرغيف الواحد، إلى 75 ريالاً والقارورة الماء 500 ريال.
وأكدت الناشطة خلود العبسي في منشور على موقع “القيسبوك” أمس الجمعة، أنها تناولت وجبة فطور بسيطة جداً بأكثر من ألف ريال كانت عبارة عن علبة زبادي حجم صغير بـ400 ريال وحبة طماطم 400 ريال و3 أرغفة “روتي” 300 ريال وماء 500 ريال.
وأوضحت العبسي، أنها لم تتمكن من توفير وجبة الغداء لأسرتها بعد أن تجاوز سعر الدجاجة الحجم الصغير مبلغ 6 آلاف ريال.
وتشهد مدينة تعز والمناطق اليمنية المحتلة، ثورة شعبية عارمة تحت عنوان “ثورة الجياع” للمطالبة برحيل قوات التحالف وإسقاط “حكومة هادي”.
واختطفت مليشيا “الانتقالي الجنوبي” التابعة للإمارات عصر اليوم السبت عدد من المشاركين في المظاهرات الاحتجاجية بمدينة عدن.
وأكدت مصادر حقوقية أن عناصر من مليشيا “الحزام الأمني” اعتقلت عدد من المحتجين المنددين بتدهور الوضع الاقتصادي وانهيار سعر الريال اليمني أمام العملات الاجنبية في عدن وبقية المحافظات الجنوبية، واقتيادهم إلى جهات مجهولة.
وامتدت الاحتجاجات الشعبية الغاضبة “ثورة الجياع” من كريتر إلى المنصورة وسط ترشيح أن تعم التظاهرات مختلف عدن.
كما أعلنت الهيئة الإدارية لجمعية المخابز والأفران في مدينة عدن، رفع سعر القرص الروتي من 50 ريالاً إلى 75 ريالا.
وقالت الهيئة في بيان لها قررت جمعية المخابز والأفران رفع سعر القرص الروتي من 50 ريالاً إلى 75 ريالاً لكي يحتفظ بجودته وقيمته الغذائية.
وأضاف التعميم “سنضطر لإغلاق المخابز بسبب ارتفاع جميع الأسعار لعدم قدرتها على مواكبة الارتفاعات المتسارعة في الأسعار من دقيق وديزل وخميرة وزيت وعمالة وإيجارات إلى أخره”.
وأفاد التعميم بأن القرار جاء كي تستطيع المخابز والأفران الاستمرار وتفادي الخسائر والافلاس والاستمرار في تأدية الخدمة المناسبة للمواطن تحت قاعدة لا ضرر ولا ضرار.
ولفتت الجمعية إلى أنها ستلتزم بأية حلول توجدها السلطات المحلية على تثبيت التسعيرة للمواد الداخلة في صناعة الروتي وإعادته إلى تسعيرته السابقة.
وفي المقابللجأت حكومة هادي التي يرأسها معين عبدالملك إلى تسريب وثيقة استقالة مزورة لنائب البنك المركزي اليمني شكيب حبيشي, في محاولة لإمتصاص غضب الشارع في المحافظات الجنوبية والذي يتداعى لثورة شعبية ضد هادي والتحالف.
ونفت مصادر مطلعة صحة استقالة شكيب حبيشي, وأكدت ان الوثيقة مزورة وتهدف لالهاء الشارع باخبار كاذبة .
وتتصاعد دعوات لثورة جياع شعبية احتجاجاً على تدهور العملة والانهيار الاقتصادي.
وانتشرت قوات عسكرية بشكل مكثف، السبت، حول مبنى البنك المركزي في عدن.
وأكدت مصادر محلية أن عدد من الآليات والأطقم العسكرية انتشرت بجوار مبنى البنك، موضحة أن قوات أمنية أغلقت مداخل ومخارج الشوارع المؤدية إلى البنك.
وأشارت إلى أنه تم وضع “صبيات خرسانية “، بجانب سور المبنى، خشية من محاولات لمواطنين غاضبين لإقتحام البنك.
في السياق، كشف مصادر مطلعة أن نائب محافظ البنك المركزي بعدن، شكيب الحبيشي، غادر المدينة، عقب مساعي هادي للإطاحة به، وتحميله مسؤولية انهيار العملة المحلية.
وتشهد مدينة عدن توتراً كبيراً، تزامناً مع انتفاضة شعبية غاضبة تطالب برحيل الشرعية والتحالف، تنديداً بالإنهيار الحاد للأوضاع المعيشية والأمنية.
(المصادر “وكالة الصحافة اليمنية” “البوابة الاخبارية اليمنية”)
م.م