مجلة جاكوب الأمريكية: مقتل خاشقجي وفر أفضل فرصة لإنهاء الدعم الأمريكي للحرب الخبيثة التي تقودها السعودية في اليمن
قالت مجلة “جاكوب” الأمريكية إن جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وفرت أفضل فرصة لإنهاء الدعم الأمريكي للسعودية للحرب الخبيثة التي تقودها الأخيرة في اليمن.
واضافت المجلة في تقرير لها: “عندما دخل تحالف تقوده السعودية حرباً أهلية في اليمن لإسقاط الحوثيين من السلطة، سرعان ما تحولت إلى قصف عشوائي للسكان المدنيين في البلاد، وصلت الحرب التي دامت ثلاث سنوات إلى مستويات جديدة من الفساد الأخلاقي مع مرور السنوات”.
وحسب التقرير فقد أدى الحصار السعودي، مقترناً بالاستهداف المتعمد للإمدادات الغذائية، إلى دفع اليمن إلى حافة أسوأ مجاعة خلال مائة عام، مما أدى إلى ظهور صورة قبيحة بعد أن ظهرت صورة سيئة لأطفال يعانون من سوء التغذية، وهم عبارة عن جزء من 13 مليون شخص معرضين الآن لخطر الإصابة بالمجاعة.
وأضاف التقرير لقد قام السعوديون الذين كانوا قد أسقطوا كل الادعاءات بملاحقة أهداف عسكرية في البلاد، بقصف المنازل والمدارس والأسواق والمساجد والمصانع والمستشفيات وحفلات الزفاف وحافلة مدرسية مليئة بالأطفال وغير ذلك الكثير، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص والأطفال يشكلون خمس الوفيات بين المدنيين. كما أدى تدمير القوات السعودية للبنية التحتية المدنية إلى تفشي الكوليرا خلال ثلاث سنوات، مما أثر على أكثر من مليون شخص نصفهم تقريباً من الأطفال.
وتابعت المجلة الأمريكية التي تمثل صوت اليسار الأمريكي: “من الصعب المبالغة في تصنيف الشر البشري المتورط في هذه الحرب، التي تم دعمها في كل خطوة من قبل الحكومات الغربية، بما في ذلك كندا وخاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة”، مضيفة: “للأسف، لم يترجم حتى الآن الاشمئزاز من الأخبار والصور الصادرة من اليمن إلى اشمئزاز واسع النطاق من الدعم الغربي لحرب السعوديين، والتي عندما بدأ متابعتها بشكل كامل من قبل وسائل الإعلام والسياسيين، تم تبريرها صراحةً كأسباب عزل إيران استراتيجياً.
وأشار التقرير إلى أن المسؤولين الغربيين لم يتذكروا فجأة أنهم يساعدون مملكة متحفظة تقوم بمذابح جماعية للأطفال، بل إن تعذيب السعوديين وقتلهم للكاتب الصحفي في واشنطن بوست، جمال خاشقجي، يهدد الآن دعم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للحرب السعودية في اليمن.
ولفت إلى أنه بدون هذا الدعم، لا يمكن للحرب السعودية أن تستمر. وتقدم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حالياً للتحالف الذي تقوده السعودية الأسلحة والمعدات العسكرية والمساعدات الاستخبارية واللوجستية، بالإضافة إلى تزويد الطائرات بالوقود في الجو.
وتضيف: وكما قال مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون بروس ريدل في عام 2016:”إذا أخبرت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة هذه الليلة الملك سلمان أن هذه الحرب يجب أن تنتهي، فإنها ستنتهي غداً، لأن سلاح الطيران الملكي السعودي لا يمكن أن يعمل بدون الدعم الأمريكي والبريطاني”.
وتواصل: “كان هناك بعض التحركات في الكونغرس للحد من إنهاء الدعم الأمريكي للحرب، ففي مارس الماضي قام السناتور بيرني ساندرز والسناتور مايك لي والسناتور كريس مورفي عن بالمطالبة بانسحاب القوات الأمريكية من الصراع) الذي انضم إليها في البداية باراك أوباما عام 2015، والذي لم يعبأ بتفويض من الكونغرس، لكن فشل التفويض عندما انضم عشرة ديمقراطيين إلى تصويت الجمهوريين لصالح تأييد دعم الولايات المتحدة”.
تقول المجلة “لكن مهما كانت الأسباب، فإن قصة خاشقجي كانت تغير قواعد اللعبة، حيث أعرب أعضاء مجلس الشيوخ، بمن فيهم بعض الجمهوريين المؤيدين للحرب، عن انفتاحهم على سحب الدعم الأمريكي باعتباره شكلاً من أشكال العقاب على اغتيال الحكومة السعودية المزعوم للصحفي”.
وأشارت إلى أن عددا من الجمهوريين البارزين “المناهضين لترامب” والذين عارضوا القرار في المرة الأخيرة قاموا بإصدار أصوات خلال الأسبوع الماضي مما يوحي بأنهم قد يقلبوا أصواتهم.
ونقلت عن السناتور جيف فلاك، الذي سيترك الكونغرس في نهاية فترة رئاسته قوله: “إن تورط الولايات المتحدة في اليمن بالتأكيد لن ينجو من هذا النوع من الاتهامات، إذا كان صحيحًا”.
أما عضو مجلس الشيوخ بوب كوركر، الذي اشتكى من غطرسة السعوديين فقد تحدث عن إنهاء مبيعات الأسلحة السعودية، ويقول إنه يعمل على استجابة “قوية جدًا”، وفق المجلة.
وقال عضو مجلس الشيوخ ماركو روبيو أنه: “لا يوجد ما يكفي من المال في العالم لنا لإعادة شراء مصداقيتنا في مجال حقوق الإنسان إذا لم نتحرك للأمام ونتخذ إجراءات سريعة”.
وتعهد عضو مجلس الشيوخ ليندسي غراهام بأنه “لن يعود إلى المملكة العربية السعودية” في حين أن ولي العهد هو المسؤول، وقال أنه سوف” يقبل بالجحيم” للخروج من البلاد.
وتضيف: من المهم أن نلاحظ أن جميع هؤلاء الرجال قد تم إثبات غشهم سياسياً والذين يستخدمون لغة خطابية للتغطية على دعمهم لأجندة ترامب، وبالنظر إلى أن الحكومة السعودية تقوم حالياً بإعداد قصة لإعفاء ولي العهد، الغرض الحقيقي منها هو إعطاء المشرعين الغربيين ذريعة لمواصلة دعم البلاد، ولكن من المؤكد أنه حتى نصف إجراءات مثل العقوبات ستصل لهؤلاء السياسيين.
وخلصت مجلة “جاكوب” في تقريرها إلى أن جريمة مقتل خاشقجي تعد أفضل فرصة حصل عليها منذ سنوات لإنهاء الحرب المروعة في اليمن. وقالت “لا يمكننا أن ندعها تضيع”.