اخبار محليةالكل

تقرير : تدمير الآثار والمعالم التاريخية أظهر حقد عدوان التحالف على مهد الحضارة الإنسانية

هناك شبه إجماع عالمي على أن كل ما هو أثري حضاري تاريخي ملك للإنسانية جمعاء.. ولذلك جاء الإجماع على وجوب الحفاظ على كل ما هو أثري حضاري تاريخي، بل واعتبرت المواثيق الدولية حمايتها واجب على الإنسانية بأجمعها.. ولذلك خصصت الدول والحكومات الميزانيات الضخمة من أجل البحث والتنقيب في تاريخ الإنسان القديم وحضاراته في شتى بقاع العالم، وأوفدت الخبراء والباحثين لمساعدة الدول والشعوب للبحث والتنقيب عن تاريخها وحضاراتها القديمة.

إلا أنه في المقابل يوجد هناك من لا حضارة ولا تاريخ له ولا يبدي أي اهتمام بهذا الجانب.. ليس ذلك فحسب، بل يمول ويتبنى الأفكار التي تطالب بالتخلص من كل ما هو حضاري وتاريخي للإنسان، بدءاً من نبش القبور والأضرحة وهدم وتخريب التماثيل والآثار وتهديم المعالم التاريخية الحضارية التي وجودها يشير إلى حقب من تاريخ الشعوب والأمم التي توجد فيها تلك المعالم.

ولذلك ليس غريباً على كيان ليس له من الحضارة والتاريخ إلا “سروال الملك المؤسس” أن يتبنى ويمول فكر وجماعات ليس لها من هدف غير تشويه كل ما هو جميل، وذلك من خلال السعي إلى هدم الأضرحة والقبور والمعالم الدينية والآثار والتماثيل كسلوك فكري يعتنقونه وينظرون إليه كبدعة في الدين والتدين وشرك بالله.. وصلت إلى حد القول بوجوب هدم المقام الشريف للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بحجة أن الناس يتبركون به وهو ما يعد في فكرهم واعتقادهم شرك والعياذ بالله.. ليس ذلك وحسب، بل وصل الأمر للدعوة إلى هدم الكعبة بيت الله الحرام من خلال تقولهم إنه بناء يتجه إليه الناس للتبرك به وهذا في فكرهم وعقيدتهم واعتقادهم يعد كذلك شركاً بالله.

ومن هنا يأتي العمل الممنهج الذي يشنه عدوان التحالف السعودي من أجل استهداف كل معلم حضاري تاريخي إنساني في بلادنا.. حيث دمر العدوان سواءً من خلال القصف الجوي على المعالم الحضارية والتاريخية الإنسانية أو من خلال استخدام عملائه لحرق وتدمير الأضرحة والقبور والمزارات الدينية والتي وصل تعدادها إلى أكثر من 300 معلم وموقع أثري تاريخي في اليمن، والتي يجمع العالم على أنها مهد الحضارات وأصل العرب وفيها أُقيمت حضارة مملكة سبأ وحضرموت ومعين وحمير وغيرها من الممالك القديمة التي يمتد تاريخها إلى ما قبل الألف الأول (ق.م) وفق الدراسات الأثرية لتنقيب البعثات في كثير من المواقع الممتدة على الساحة اليمنية من عمان شرقاً إلى البحر الأحمر غرباً، ومن نجد والحجاز شمالاً إلى خليج عدن وبحر العرب جنوباً.

ويعبر هذا العدوان على كل ما هو حضاري وتاريخي إنساني عن حقد من يقوده على تاريخ بلادنا وآثارها ومعالمها الحضارية والتاريخية التي تعد شواهد على حضارة تاريخية إنسانية سواءً كانت ثابتة أو منقولة.

وفي هذا التقرير محاولة لرصد أبرز ما استهدفه عدوان آل سعود ومن تحالف معهم من الآثار والمتاحف والحصون والقلاع والمساجد والقبور ذات البعد الحضاري والتاريخي الإنساني اليمني..

فقد دمر العدوان السعودي والمتحالفين معه بواسطة القصف بالطيران في حاضرة مملكة سبأ محافظة مأرب أبرز المعالم الاقتصادية والثقافية والسياسية والزراعية لحضارة مملكة سبأ وهو سد مأرب القديم ممثلاً بالمصرف الجنوبي تحديداً للسد والذي يعود تاريخ بناءه إلى القرن الثامن قبل الميلاد.. والذي بني من أجل التحكم في مياه السيول المنحدرة من المرتفعات الجبلية الغربية ومن ثم التحكم في تصريفها عبر شبكة متطورة من قنوات الري.. أضف إلى ذلك تدمير “معبد بران” و”حصن الأشرف” و”قلعة حريب الأثرية” وغيرها من المعالم في المحافظة.. إضافة إلى تدمير “معبد المقه” المسمى “أوعال” صرواح.. وكذلك نقش النصر للمملك السبئي “كرب أيل وتر” (القرن السابع قبل الميلاد) المكونة من 28 سطراً.. ونقش آخر للملك “يثع أمر وتر” والمدروس من قبل المرحوم أ.د.محمد علي السلامي عضو البعثة الألمانية التي نقبت في الموقع وأثبت أنه يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد.

أما في محافظة الجوف فقد دمر العدوان السعودي والمتحالفين معه بواسطة قصف الطائرات مدينة “يثل براقش” العاصمة الدينية لمملكة معين.

وفي محافظة تعز دمر العدوان المتحالف على بلادنا “قلعة القاهرة التاريخية” والتي يعود بناءها إلى عهد الدولة الصليحية (1045-1138م) وتحوي داخلها متحف أعتبر المتحف الثالث في مدينة تعز.. إضافة إلى قصر ومتحف “صالة” والمتحف الوطني بالمدينة.. إضافة إلى تدمير أجزاء من المدينة القديمة ومدينة “ثعبات” ومدرسة “الأشرفية” التي كان قد أعيد ترميمها في وقت قريب.

أما في محافظة عدن العاصمة الثانية للجمهورية اليمنية فقد دمر طيران العدوان السعودي والمتحالفين معه بغاراته متحف “قلعة صيرة” والتي بنيت في القرن الحادي عشر الهجري، وكذلك متحف عدن الوطني الذي يعود بناءه إلى عهد السلطان فضل بن علي العبدلي عام 1912م ويحتوي على أكثر من (5000) خمسة آلاف قطعة أثرية البعض منها عملات ذهبية.

وفي محافظة صنعاء دمر تحالف العدوان السعودي في أمانة العاصمة مجموعة من النقوش والرسوم الصخرية ومستوطنات عصور ما قبل التاريخ في كل من منطقة “حدة” و”قرية حدة القديمة” ورأسي جبلي “عيبان ونقم” و”قلعة القشلة” في أعلى “جبل نقم” ومنطقة “عطان” و”حصن فج عطان” و”حصن بيت بوس” إضافة إلى مجاميع كثيرة من مواقع الرسوم والنقوش الصخرية في “عصر” و”بني مطر”.. واستهدف العدوان كذلك بغارات طائراته ضريح الإمام عبد الرزاق الصنعاني، شيخ الإمام أحمد بن حنبل، والمتوفى سنة 211هـ.. إضافة إلى قصر السلاح، كما تعرض المتحف الوطني لتدمير جزئي، إضافة إلى متحف الموروث الشعبي وغيرها من المواقع والأماكن الكثيرة مثل “مجمع الدفاع” (العرضي)، وقبة المهدي وغيرها.

وفي محافظة صعدة دمر العدوان التحالفي بطائراته وصواريخه مدينة صعدة القديمة تدميراً كلياً إضافة إلى “حصن القشلة” الذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث الهجري، وكذلك جامع الإمام الهادي و”حصن أم ليلى”.. ولا ننسى أن مدينة صعدة بكاملها قد تعرض لتدمير شبه كامل.. وشمل التدمير في محافظة صعدة جميع مديرياتها ولم يوفر العدوان أي منطقة.

وفي محافظة الحديدة أقدم العدوان السعودي والمتحالفين معه على تدمير “مدينة زبيد” التاريخية وقلعتها المعروفة بـ”قلعة الناصري” والتي أنشئت عام 828هـ، و”قلعة باجل” التاريخية، و”قلعة جبل الشريف” وغيرها.

وفي محافظة حجة اعتدى العدوان السعودي وتحالفه على الحصون والقلاع والمواقع الأثرية كـ”حصون: الظفير والنعمان والشرف والخبر والحماد وكحلان”، إضافة إلى “حصن المنصورة” وقلعتها وغيرها من المعالم التاريخية الأثرية.

في محافظة الضالع شنت طائرات العدوان التحالفي غاراتها على العديد من المناطق ودمرت “دار الحسن الأثري” و”حصن ذي أشرع”.

أما في محافظة ذمار فقد نفث العدوان السعودي ومن تحالف معه حقده على التاريخ من خلال قصف متحف المدينة ما أدى إلى تحطيم أكثر من عشرة آلاف قطعة أثرية كانت بداخله، إضافة إلى موقع “هران”، أضف إلى ذلك معالم أثرية أخرى متفرقة.

وفي محافظة إب استهدف طيران العدوان التحالفي مناطق ومعالم كثيرة منها “جرف أسعد الكامل” في ظفار عاصمة حمير (ملوك سبأ وذي ريدان)، ومواقع أخرى في مدينة يريم التاريخية.

وفي محافظة عمران استهدف المعتدون بطائراتهم مسجد “عويدين” ومجموعة مواقع “جبل ظين” الأثرية.

وفي محافظة شبوة دمر العدوان “حصن نجد الميزر” الأثري في بيحان، وكذا “حصن الترب” (القشوع)، ومتحف مدينة عتق.

وفي محافظة المحويت أقدم المعتدون بطائراتهم على تدمير “مدينة وحصن كوكبان – شبام” و”قلعة حصن المخبر” التاريخي في مدينة الطويلة.

وفي محافظة أبين نفث العدوان التحالفي حقده على التاريخ اليمني من خلال استهداف “حصن شداد” ومتحف مدينة أبين في زنجبار والذي كان يحوي العديد من القطع الأثرية الهامة والكثير منها استخرج من حفريات موقع “الحصمة”.

وفي محافظة حضرموت استهدف المعتدون والموالين لهم قبة ولي الله الصالح “يعقوب” وضريح “المحجوب” في مدينة المكلا.

هذا جزء يسير من المواقع التي دمرها قصف طائرات تحالف العدوان بقيادة السعودية.. يضاف إلى ذلك ما تم تدميره على أيادي عملاء العدوان من التكفيريين الذين اعتدوا على العديد من القبور للأولياء والصالحين في عديد مناطق يمنية يتواجدون فيها.

ومع ذلك نؤكد أن عدوان السعودية ومن تحالف معها لن يستطيع أن يدمر كل ما يتواجد من آثار في اليمن، لأن كل ما هو موجود في كل المناطق يعد تاريخاً في حد ذاته.. وليمت الحاقدون على التاريخ الحضاري الإنساني اليمني بغيظهم.

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى