العلاقة بين النوم والخرف
العلاقة بين النوم والخرف
السبت9 نوفمبر2024_ من المعروف أن الشعب اليمني مدمن بتناول عشبة القات ، رجال وشباب ونساء وبعض الأطفال أيضا ، وللأسف لا توجد حتى الآن أي إحصائية لعدد مدمني تناول القات يوميا ، الأمر الذي يجعل الكثير ممن يتناولون هذه العشبة يسهر الليل وينام ساعات قليلة جدا،فما علاقة ذلك بالخرف؟
بالتأكيد قلة ساعات النوم خاصة في الليل لها علاقة مباشرة بالخرف والزهايمر ؛ حيث توصلت دراسة جديدة إلى أنه إذا شعرت بالنعاس خلال ممارستك لأنشطتك اليومية في سن متقدمة، فلا تنظر إلى الأمر على أنه مجرد إزعاج، لأن التعب قد يشير إلى أنك معرض لخطر أكبر للإصابة بحالة يمكن أن تؤدي إلى الخرف.
وبين المشاركين في الدراسة الذين عانوا من النعاس المفرط خلال النهار ونقص الحماسة لإنجاز المهام، أصيب 35.5٪ بمتلازمة الخطر الإدراكي الحركي (MCR) مقارنة بـ6.7٪ من الأشخاص الذين لم يعانوا من هذه المشاكل، وفق دراسة نُشرت في مجلة Neurology.
تتميز متلازمة الخطر الإدراكي الحركي، بالمشي البطيئ ومشاكل في الذاكرة بين كبار السن الذين لا يعانون حقيقة من الخرف أو إعاقة الحركة. ويزيد خطر الإصابة بالخرف بأكثر من الضعف لدى المصابين بهذه المتلازمة التي تم وصفها لأول مرة، في عام 2013.
وقالت المؤلفة الأولى للدراسة الدكتورة فيكتوار لوروي، وهي الأستاذة المساعدة بطب الشيخوخة في مستشفى جامعة تور بفرنسا، لـCNN، إنّ “الدراسات السابقة أظهرت وجود صلة بين اضطرابات النوم وخطر الإصابة بالخرف”.
لكن، ورد في الدراسة أنّ بعض هذه التقارير العلمية نظرت بهذا الارتباط بالمجمل، في نقطة زمنية واحدة فقط. وكتبت لوروي وفريق البحث أنه لم يُعرف الكثير عن العلاقة بين جوانب معينة من النوم السيئ ومتلازمات ما قبل الخرف أيضًا، لذلك أرادوا توسيع البحث في هذا المجال.
وأوضح المؤلفون أن “إثبات العلاقة بين خلل النوم ومتلازمة الخطر الإدراكي الحركي أمر مهم، لأنّ التدخل المبكر قد يوفر أفضل أمل للوقاية من الخرف”.
تتبّع أنماط النوم
تستند النتائج في دراسة التحكم المركزي بالحركة والشيخوخة إلى بيانات 445 شخصًا يبلغ متوسط أعمارهم 76 عامًا، من مقاطعة ويستشستر في نيويورك. وسار المشاركون على أجهزة المشي من أجل تسجيل مشيتهم الأولية، ثم تم تقييمهم سنويًا بين عامي 2011 و2018.
كما جمع مؤلفو الدراسة بيانات سنوية عن جودة نوم المشاركين وكميته في الأسبوعين السابقين للتقييم، بالإضافة إلى تفاصيل خاصة من سبعة مكونات لمؤشر جودة النوم، وهي:
جودة النوم الذاتية،
الوقت الذي يستغرقه النوم،
مدة النوم،
كفاءة النوم (نسبة إجمالي ساعات النوم إلى إجمالي الساعات في السرير)،
اضطرابات النوم،
استخدام الأدوية المنومة،
خلل النهار، مثل صعوبة البقاء مستيقظًا أثناء الأنشطة أو الشعور بحماس أقل لإنجاز المهام.
وأصيب خلال فترة المتابعة التي استمرّت ثلاث سنوات كمعدل وسطي، 36 مشاركًا بمتلازمة الخطر الإدراكي الحركي. وبالمقارنة مع الأشخاص الذين ينامون “بشكل جيد”، كان الخطر لدى الأشخاص الذين ينامون “بشكل سيئ” أعلى قليلاً للإصابة بمتلازمة الخطر الإدراكي الحركي. لكن عندما نظر المؤلفون في مكونات النوم السبعة بشكل منفصل، ارتبط الخلل الوظيفي خلال النهار فقط بخطر أعلى بمقدار 3.3 مرة للإصابة بمتلازمة الخطر الإدراكي الحركي.
وأوضح الدكتور ريتشارد إيزاكسون، مدير الأبحاث بمعهد الأمراض العصبية التنكسية في فلوريدا، غير المشارك في الدراسة، إن النتائج قد تساعد الأطباء والمرضى على أن يكونوا أكثر انفتاحًا في طرح الأسئلة حول أنماط النوم، والنظر عن كثب إلى سرعة المشي عند إجراء التشخيص المبكر.
ارتباط النوم بتدهور الدماغ
ورأت الدكتورة تارا سبايرز جونز، أستاذة التنكس العصبي ومديرة مركز اكتشاف علوم الدماغ في جامعة إدنبرة باسكتلندا، غير المشاركة في الدراسة، لـCNN، إن الدراسة تشوبها بعض القيود “الخطيرة”.
وقالت سبايرز جونز: “كانت قياسات النوم ذاتية الإبلاغ، ولم يتم قياسها من قبل عالم، وقد تكون هذه التقارير الذاتية متحيزة من قبل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الذاكرة. وكان غالبية المشاركين في الدراسة من البشرة البيضاء، وكانت المجموعة أصغر بكثير من الدراسات المماثلة ذات النقطة الزمنية الواحدة، لذلك ستكون النتائج أقوى إذا تم تأكيدها في الدراسات المستقبلية”.
وأقر المؤلفون بأنه رغم أنّ مدة دراستهم التي تبلغ حوالي ثلاث سنوات، أطول من بعض الأبحاث السابقة، فإن فترة المتابعة لا تزال قصيرة.
ولفت إيزاكسون إلى أنّ متلازمة الخطر الإدراكي الحركي تم التعرف عليها حديثًا، لذلك لا يزال لدى الخبراء الكثير حتى يتعلّموه قبل أن يتمكّنوا من شرح أسبابها بالتفصيل، وكيفية تأثيرها على الجسم.
وأضاف إيزاكسون أن هذا الأمر معقد بسبب عدم وجود “علامات بيولوجية مرضية محددة” لمتلازمة الخطر الإدراكي الحركي حتى الآن.
لكن لوروي لفتت إلى أن هناك “العديد من الآليات التي قد تفسر هذا الارتباط”.
وأوضحت أنّ “النوم يلعب دورًا في ’تنظيف‘ السموم العصبية المتراكمة في الدماغ، خاصة وأن الدراسات السابقة أظهرت تراكمًا أكبر للبروتينات المرتبطة بمرض الزهايمر لدى الأفراد المحرومين من النوم”.
وتابعت لوروي: “تتمثّل إحدى الطرق البديلة أو الإضافية المحتملة، بتنشيط الاستجابة الالتهابية في الدماغ، التي لوحظت في مرض الزهايمر والخرف المرتبط به”.
ولم يكن واضحًا بالنسبة للخبراء السبب بأن الخلل الوظيفي أثناء النهار كان المكون الوحيد المرتبط بشكل كبير بخطر MCR، في حين قد يعتقد المرء أنّ المكوّنات الستة الأخرى التي تشمل جودة النوم وكميته، تلعب دورًا في الخلل الوظيفي أثناء النهار.
وأشارت سبايرز جونز إلى أنه بالنسبة للرابط المحتمل بين الخلل الوظيفي أثناء النهار وMCR، فإن السببية العكسية ممكنة أيضًا، موضحة: “تشير الأدلة العلمية إلى أنه عندما تكون في المراحل المبكرة من الخرف، فإنّ التغيّرات المرضيّة في الدماغ تعطّل النوم”، ما يعني أنه “يرجّح أن يكون المرض المبكر هو الذي يُسبّب اضطراب النوم، وليس الاضطراب الذي يُسبّب المرض”.
وقال إيزاكسون إنه من المعروف أنّ اضطرابات النوم مثل اضطراب سلوك النوم السريع يمكن أن تكون بمثابة مؤشرات مبكرة لحالات من بينها الخرف الناتج عن أجسام ليوي أو مرض باركنسون.
مراقبة جودة النوم في الشيخوخة
قالت لوروي إنّ نتائج الدراسة تظهر مدى أهمية النوم.
وأشار إيزاكسون إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في النوم يجب أن يتحدثوا إلى أطبائهم، ويفكروا باستكمال استبيان النوم، ومناقشة إذا كان اختبار جودة النوم أفضل في المنزل، أو في المستشفى.
وأضاف: “هناك الآن العديد من العلاجات، سواء الدوائية أو غير الدوائية، التي قد تكون قادرة على المساعدة استنادًا إلى المشكلة الدقيقة التي تم العثور عليها. إنّ علاج اضطرابات النوم من شأنه أن يؤتي ثماره لسنوات عديدة، بل وعقود، على صحة الدماغ بشكل عام، والوقاية من الخرف”.
اقرأ ايضا:تنتشر في أوساط الشباب اليمني.. تحذيرات من السجائر الالكترونية