الزنجبيل.. الجذر الذي حير الأطباء!

الزنجبيل.. الجذر الذي حير الأطباء!
الخميس 11 ديسمبر 2025-
من جذور جنوب شرق آسيا، حيث كان الزنجبيل نكهةً أساسية في مطابخ الصين والهند منذ آلاف السنين، انطلق هذا النبات الطبي ليصبح اليوم أحد أكثر المكونات حضوراً في قوائم الطعام والطب العشبي حول العالم. فما بين سحر الطعم المميز وفوائده الصحية التي لا تُحصى، يقف الأطباء محذرين من أن الإفراط في تناوله قد يحوّل “الدواء الطبيعي” إلى مصدر إزعاج وربما خطر.
فالزنجبيل لم يكن مجرد بهار؛ بل ذُكر في النصوص الطبية الصينية منذ القرن الأول قبل الميلاد كعلاج فعّال لمشاكل المعدة والدورة الدموية. ومع مرور الزمن، أثبت العلم الحديث أن هذا الجذر يحتوي على أكثر من 400 مركب نشط، بينها 40 مضاداً للأكسدة مثل الجينجيرول والشوغول، تمنحه قدرة مثبتة علمياً على تهدئة الغثيان، تحسين الهضم، وتنظيم مستويات السكر في الدم.
الطبيبة تريسي راندل تؤكد أن الزنجبيل الطازج هو الأكثر فعالية بفضل زيوته الطيّارة المركزة، ولا يعني ذلك ان الزنجبيل الجاف غير مفيد.
وتضيف قائلة في الوقت نفسه قد يسبب الزنجبيل مشاكل إذا أُسيء استخدامه. الدكتور نيكيتا خارلوف يوضح أن تناول جرعات كبيرة قد يؤدي إلى الإسهال وآلام البطن، بل ويزيد من التهاب البنكرياس، محذراً من أن الزنجبيل يمتلك قدرة على تميع الدم، ما يستدعي الحذر خصوصاً لدى مرضى القلب والسكري.
رغم فوائده في تخفيف الغثيان، ينصح الأطباء النساء في الثلث الثاني من الحمل وبعده بتجنبه، خاصة اللواتي يعانين من خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة، إذ قد يؤدي الاستخدام غير المنضبط إلى مضاعفات غير مرغوبة.
إذن الزنجبيل جذر يجمع بين الطعم الساحر والفوائد الطبية المذهلة، لكنه يذكّرنا أن الاعتدال هو مفتاح الاستفادة منه. فما كان دواءً عبر التاريخ قد يتحول إلى عبء إذا أسيء استخدامه، ليبقى السؤال مفتوحاً: هل نعرف حقاً كيف نستخدم الزنجبيل بحكمة؟




