يوم الطفل الفلسطيني وحصاد القتل والتجويع في غـزة

يوم الطفل الفلسطيني وحصاد القتل والتجويع في غـزة

- عبدالله علي صبري
الاربعاء9أبريل2025_
◇ربما لم يعد هناك كلام جديد يمكن قوله عن غزة وصمودها في وجه الإبادة الجماعية، عن غزة وأهلها ومقاومتها، عن ثباتهم وصمودهم وعظيم إيمانهم وتضحياتهم.. عن الخذلان العربي غير المسبوق، وعن العجز الدولي حكومات ومؤسسات أممية وإقليمية، ولم تعد هناك عبارات كافية لتوصيف الجرائم المتوحشة ومسلسل المجازر الفظيعة التي يواصل العدو الصهيوني ارتكابها في غزة بدعم أمريكي وغربي كان كافيا لإزاحة الستار عن حقيقة ما يسمى بالنظام العالمي والمجتمع الدولي، وكشف القناع عن شعارات حقوق الإنسان التي غدت كورق التوت في مهب الريح.
غير أن الواجب الديني والأخلاقي يقتضي من كل الشرفاء والأحرار أن يستمروا في مواكبة تداعيات العدوان الكوني على غزة، وكشف الجرائم الصهيونية التي لم تتوقف على مدى أكثر من 535 يوما، كانت كفيلة بتحويل حياة الناس إلى جحيم حقيقي لا يستثني أحدا، وفي المقدمة الأطفال، الذين قتل منهم الآلاف دون رحمة، ويعيش مئات الآلاف منهم تحت الحصار والجوع، وقد صودرت كل حقوقهم المشروعة والأساسية كالحق في التعليم والصحة والأمن والحرية، وقبل وبعد كل ذلك الحق في الحياة.
بلغة الأرقام الصادرة عن المؤسسات الفلسطينية في غزة، فإن 274 رضيعا ولدوا واستشهدوا تحت القصف. وقد تابعنا عشرات الحالات من استهداف الأطفال حديثي الولادة – الخدج وهم في المستشفيات، إما بالقتل المباشر، أو من خلال قطع أنابيب الأكسجين عنهم.. وما يزال 7700 طفلا رضيعا مهددون بالقتل أو الموت نتيجة تراجع مستوى الرعاية والخدمات الصحية. ولأن قتلة الطفولة لا يرحمون حتى الخدج وهم في المهد، فإنهم لم يوفروا بقية الأطفال دون عمر السنة الواحدة، حيث استشهد منهم نحو 876 طفلا.
كان حلول يوم الطفل الفلسطيني الموافق 5 إبريل من كل عام، فرصة للإعلان عن حجم الانتهاكات التي تتعرض لها الطفولة في غزة، إلا أن الأرقام المعلنة كانت صادمة بكل المقاييس، فحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن العدوان قد قتل 17954 طفلا، منهم 17 طفلا ماتوا جراء البرد في خيام النازحين، و52 طفلا قضوا بسبب الجوع وسوء التغذية الممنهج.
وجاء في بيان الجهاز أن 39000 طفلا في غزة صاروا في عداد اليتامى، إذ فقدوا أحد والديهم أو كليهما بسبب العدوان الإجرامي على غزة، فيما يعيش غالبية أطفال غزة في الخيام الممزقة أو المنازل المهدمة في ظل غياب تام لكل أنواع الرعاية. وبسبب الحرب العدوانية على غزة، فإن 15 طفلا يوميا يصاب بإعاقات دائمة، وقد تعرض 7056 طفلا لإصابات خطيرة منها 846 حالة بتر.
لا تتوقف الكارثة الإنسانية في غزة عند حد معين، فالأطفال الناجون مهددون بتفشي الأمراض، حيث انخفض التطعيم ضد شلل الأطفال من 99% إلى 86%. كما يعاني 60000 طفلا من سوء تغذية حاد. كذلك يندرج الآلاف من أطفال غزة تحت عداد المفقودين، فيما لم تتوافر إحصائية عن الأطفال المعتقلين لدى العدو من أبناء غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
النسبة الكبيرة من الأطفال في غزة أصبحت خارج التعليم، ويقضي الآلاف منهم ساعات طويلة في جلب الماء والطعام لهم ولعائلاتهم، فقد دمر العدوان 111 مدرسة حكومية تدميرا كليا، وتضررت 241 مدرسة حكومية و89 مدرسة تتبع الأونروا. وذكر بيان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن وضع التعليم معطل في غزة منذ عامين دراسيين، ما ينذر بفجوة تعليمية تهدد مستقبل جيل بأكمله.
اقرأ أيضا للكاتب :السفير عبدالله صبري يكتب عن العصابة العالمية
