كتابات فكرية

هذه هي النتيجة فلا تعجبوا!

هذه هي النتيجة فلا تعجبوا!

 يوميات البحث عن الحرية .. هذه هي النتيجة فلا تعجبوا!

  • عبد العزيز البغدادي

الاثنين 15 ديسمبر 2025-

الاهداء الى الأخوين الاستاذين حسن حمود الدولة وعبد الناصر المودع.

بح صوت أستاذ الرياضيات لكثرة ترديده للطلبة قاعدة: المقدمات الخاطئة تؤدي دائما الى نتائج خاطئة لكن دون جدوى، فمازالوا حتى اللحظة يفصلوا بين المقدمات والنتائج!.

نعم إن من يتأمل الحال الذي وصل اليه اليمن اليوم بقدر من المسؤولية يتملكه الحزن والأسى والغضب، فاذا لم يعرف كيف يسوس هذه المشاعر مع نفسه فانه بالتأكيد سيسلمها للإحباط والياس وهذا ما لا يجب ان يكون!

فماذا علينا ان نفعل وقد وصلنا ببلادنا الى ما وصلت اليه اليوم؟

للأسف أطراف النزاع المسلح في اليمن هي من اوصلت هذا الوطن العزيز الى هذا الحال مهما كانت مبررات المتورطين ومهما كان حجم المؤامرات الدولية، والاقليمية واشكالها والوانها!

واذا اردنا ان نعرف كيف ذلك فلا بد اولا ان نكون جادين في بحث جذور المشكلة قبل البحث عن حلها لأن تشخيص المرض كما يقول الاطباء نصف العلاج!.

ولمعرفة اي مشكلة بغرض وضع تصور لحلها او الاسهام العملي في هذا الحل لابد من البحث عن المستفيد من ايجاد المشكلة، ومن المهندس لإدارتها والمخطط لاستمرارها كي تكون المبرر لاستمرار التدخل!

إن أخطر المشكلات المتعلقة بأوضاع الدول العسكرية والامنية والسياسية تلك المشكلات التي تؤدي الى تمزق الجبهة الداخلية لان وقعها أشد من وقع العدوان الخارجي، فأي عدوان خارجي في ظل وجود جبهة داخلية قوية يصعب عليه بل يستحيل أن يحقق أهدافه!

ولحل أي مشكلة لأي بلد لابد أن يكون حاضرا في ذهن من يبحث عن الحل الرؤية السياسية والمرجعية الدستورية والقانونية والبعد الانساني والاخلاقي للمشكلة!.

وما يخلق المشكلات هو النزاع على المصالح وهي إما أن تكون مصالح مشروعة أو غير مشروعة.

ومن المؤسف أن تدخل السعودية المستمر في الشأن اليمني تحركه من الجانب السعودي المصالح غير المشروعة التي تجاوزت كل الحدود القانونية والدينية والإنسانية والاخلاقية!.

وهو ما لا يمكن أن يؤدي الى سلام مُرضٍ للجانبين في ظل الاطماع السعودية المتوحشة المدعومة من بريطانيا منذ بداياتها.

 ومن الواضح أن الاطماع البريطانية في ثروات اليمن والربع الخالي بوجه خاص هي المحرك الاساس غير المباشر لما يداعب احلام السعودية اللامحدودة!.

ومن يراقب سلوك اليمنيين تجاه هذه الاطماع يجد أن اليمنيين مازالوا يبادلون الإساءة بالإحسان وحسن النية مع أن السياسة إنما تدار بمراعاة المصالح المتبادلة لأطراف العلاقات الدولية أو الداخلية وليس بحسن النوايا، مع التمسك بمعيار المصالح المشروعة التي تحكم علاقات الدول المحترمة!.

ونحن هنا لا نحاول اعطاء السعودية أو غيرها درساً في الأخلاق لأن هذه الدول ترى أن السياسة عديمة الصلة بالأخلاق طالما وجد طرف من أطراف العلاقة لا يحافظ على سيادة وطنه وحقوقه!

هذه ليست نظرة مثالية ولكنها قواعد ومبادئ نصت عليها الشرعية الوطنية في الدستور اليمني والشرعية الدولية في ميثاق الأمم المتحدة! .

ومن المفترض أن واجبات السياسة والسياسيين التمسك بهذه الحقوق وإلا فإن من يفرط في هذه المبادئ وهو في موقع المسؤولية يعد مرتكباُ لجريمة الخيانة العظمى سواء وصل الى السلطة بصورة شرعية أو غير شرعية!

وبالمناسبة فإن جميع أطراف النزاع التي وضعت يدها على أجزاء من اليمن الجريح اليوم ليست سوى سلطات لا شرعية لها بل ويعد وصولها إلى السلطة والبقاء فيها لاكثر من عشر سنوات دون اجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة يعد جريمة جسيمة لا تنتهي بالتقادم!

ويتحمل المسؤولية الكاملة عن جميع الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بالشعب اليمني جراء استمرار هذه الجريمة طوال هذه الفترة!.

ولا يحق لأي من هذه السلطات أن تتهم سلطة أخرى داخلية أو خارجية بأي من هذه المعاناة لأنها أطراف في هذا النزاع التافه الذي مكن السعودية والامارات من ممارسة ماتقوم به من عبث واستهتار بالشعب اليمني ولا يحق لأي من هذه الاطراف أن يكون خصما وحكما في آن!.

إن السعودية والامارات وغيرهما ممن ساهم في كل هذه المعاناة لابد أن يتحملا مسؤوليتهما عن دعم الانقسام وتمويل الصراعات التي قامت بها وأدت الى مئات الآلاف من الضحايا!.

ومن الغريب أنهما يضعا كلما تقوما به إعلاميا وواقعيا وبكل وقاحة تحت عنوان دعم الشرعية؛

والاغرب أنهما لازالا يسميا من وضعاهما تحت الاقامة الجبرية (السلطة الشرعية) ، وهي السلطة التي أعطت لنفسها الحق في الاستعانة بالسعودية حسب خطة مدروسة وفلسفة معتمدة على قاعدة الاستعانة بالشيطان على أمل أن يتحول الشيطان السعودي الإماراتي الى ملائكة هبوا لنجدة وإنقاذ الجمهورية والديمقراطية والوحدة ، فهل لازال هناك من يأمل في تحويل المستحيل الى ممكن ؟!!!.

 دعوهم يجوبوا ديار الشياطين

سيبكوا كثيرا على حلم

اطاحت به مكرمات المفدى

حين حلت مبادرة البوم

 محل الشروق

وحل الظلام 

حين تصحوا الجبال

وتنفض بلقيس ما خلفوا

من غبار السنين العجاف

ستسحق طغيانهم  

كل وهم له آية لا يراها الطغاة

اقرأ أيضا: ابن رشد: «الشارح الذي ملأ الدنيا»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى