كتابات فكرية

ما بين ثورة الحسين وثورة الـ21سبتمبر

ما بين ثورة الحسين وثورة الـ21سبتمبر

 بقلم : أحمد سليم الوزير

 لقد قرأت عن ثورة الإمام الحسين وكيف أسقطت كلماته مئات الطغاة على مر العصور، وقرأت عن ثورة زيد بن علي، وكيف علم الأجيال معنى الحياة بعز وكرامة..

  لقد أدركت أن ذات الثورة قد تنتصر مرات عديدة وعبر أجيال متعاقبة و أماكن مختلفة  .

 لقد تعلمنا من تاريخ الحضارة الإنسانية  ، كيف تنتقل الثورات  عبر الحدود و الأجيال…

 وعرفنا عن الثورة الاشتراكية في روسيا القيصرية،  وكيف انتقلت إلى أمريكا اللاتينية وآسيا و منطقتنا ، و عن الثورة الفرنسية وسجن الباستيل و مائة عام من الدماء كيف انتقلت إلى جمهوريات كثير حول العالم، لقد قرأت عن ثورات أمريكا اللاتينية في وجه الإمبريالية ، وحتى الثورة الأمريكية و آباءها المؤسسين وحروبها الأهلية.

 لقد قرأت عن الثورة المصرية وضباطها الذي أسقطوا الملكية، وعن الثورة الإيرانية وأهدافها ، والثورات العربية على الدولة العثمانية و كيف مزق الغرب أحلامها .

قرأت عن الثورات العربية في وجه الاحتلال الفرنسي والانجليزي والايطالي والاسباني ، لقد عشت ثورات الربيع العربي الأخير في تونس و مصر و ليبيا و اليمن ، وكيف تم استغلالها صهيونياً و حرف مسارها.

لقد تربينا على ثورة أعالي وأعظم ، ثورة أدخلت الناس في دين الله أفواجا،و أخرجتهم من الظلمات إلى نور يقودها رسول الله الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم …

 شاهدت في حياتي أشخاص تسلقوا ثورة ، و آخرين صادقين استشهدوا في سبيلها ، قرأت عن شخصيات خانت ثورة هي من نداء لها ، وآخرين تخلوا عن جاه السلطة وبريقها في سبيل شعبهم .

 عرفت أشخاص أقاموا ثورة ، وعرفت أحفادهم الذي نسوا كل شيء.

اقرأ أيضا للكاتب: لماذا لم يتدخل محور المقاومة؟

 لقد أخذت ثورة واحد وعشرين سبتمبر مني  الكثير ، لقد أخذت العقل والأفكار ،  لا أكاد أحاول التركيز على أي شي آخر ، حتى تعود لي ذكريات الثوار الذين استشهدوا في ميدان تقرير المصير الحقيقي.

 لست أنا الوحيد ، فكل الثورات لها تأثير على من عاش أحداثها ، هناك من أدرك سبب انفجارها و أمن بقدسيتها ،  وهناك من ألقاء اللوم عليها ..

هناك من جعل أهدافها أهم من أهدافه، وهناك من وضع له أهداف تصادمت مع أهدافها و أستغرب لماذا تحطمت…

 لقد استشهد من الأصدقاء والأهل والأحباب الكثير ، لكن ما تزال كلماتهم تتردد على الآذان ، ومازلنا نراهم في الإمكان الذي اعتادوا الجلوس عليها ، لم يموتوا بل هم أحيا في نفوسنا ونفوس أبناءهم وإخوانهم وكل من التقاء بهم .

  من يظن أنه قد يتسلق على دماء هؤلاء ، نبشره بأن بحر التضحيات لا ترى العين له قاع ،نبشره بمصير كل طاغي نسئ معنى هيهات منا الذلة .

  لم تقم الثورات لكي نحتفل بها ، أو نأخذ يوم إجازة ، أو الحصول على مكافئة ماليه لا نستحقها ، أو لكي تقدس لذاتها ، لقد أقيمت الثورات لتغيير مسار المعاناة والإذلال ، فأي انحراف عن مسار الكرامة، ينسي الشعوب الثورة الأولى ويأتي بثورة جديدة …

  لن تضيع واحد وعشرين سبتمبر من أجل متسلق ،ولن نخون من استشهدوا ، وسنبقى أوفياء لعهود الثوار .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى