كتابات فكرية

ما بعد يافا ابشروا بالفتح المبين

ما بعد يافا ابشروا بالفتح المبين

ما بعد يافا ابشروا بالفتح المبين

بقلم / لطف لطف قشاشة

منعطفات الأحداث التي يصنعها اليمنيون في المنطقة والعالم تشير أن هناك تغيرا في العقلية اليمنية التي تدير الأحداث قد استفادت كثيرا من تجارب الماضي، ودخلت معركة الإسناد والدعم اليمني للشعب الفلسطيني باستراتيجة المتمكن من تجاوز المخاطر التي قد يقدم عليها العدو الأمريكي وإتباعه من دول الغرب وإسرائيل وبعض الأنظمة العربية المتواطية معه خاصة بعد أن صمد لعشر سنوات متوالية في وجه التحالف العربي الذي استهدف بشكل مباشر اليمن أرضا وإنسانا ..

العقلية اليمنية اليوم التي وصلت إلى توسيع دائرة المواجهة مع أعداء الشعب الفلسطيني في غزة وشعوب الأمتين العربية والإسلامية لتشمل المحيط الهندي والبحر المتوسط وبالطبع البحر الأحمر وخليج عدن يعني انه امتلك زمام المبادرة وضيق من فرص مناورة العدو في الداخل اليمني والتي كان يحرك فيها مرتزقته في الداخل لتنفيذ أجندات بالية كإثارة القلاقل الاقتصادية والأمنية وما شابه ..

القيادة اليمنية التي امتلكت زمام المبادرة وذهبت إلى مديات بعيدة في المواجهة والتي كانت إلى وقت قريب خطوطا حمراء يستحيل الاقتراب منها خاصة التصنيع الحربي للصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيرة والتي كانت حكرا على دول بعينها ثم اختراقها كذلك لموانع التحكم أو التدخل في مضيق باب المندب التي كانت إلى ما قبل أحداث الإسناد بيد أمريكا والغرب وما أنتجه ذلك من التحكم في الملاحة البحرية الأهم في العالم وتهديد اقتصاده وابعد منها الوقوف في وجه الغطرسة الأمريكية والضرب المباشر لتواجدها العسكري ولهيبتها في المنطقة والذهاب إلى ما هو ابعد من ذلك وهو قصف ما يسمى عاصمة الكيان الغاصب، كلها أكدت ان الرهان على الأدوات البالية في المنطقة لإعادة هيمنة أمريكا والغرب وإسرائيل على منطقتنا أصبحت أضغاث أحلام ولن تجدي نفعا مطلقا ..

ما بعد يافا يجب على الشعب اليمني وهو يقف مساندا لقيادته وقواته المسلحة بوعي وبصيرة أن يثق ان ما قد يثيره الأعداء من تخوفات وشكوك داخلية كافتعال أزمات المشتقات النفطية مثلا ما هي إلا فرقعات إعلامية قد يلجأ إليها العدو عبر أدواته لخلق بلبلة داخلية لدى الشعب اليمني خاصة ضعفاء النفوس الذين لم يستوعبوا بعد المتغيرات الكبرى وأننا أصبحنا ندا لند للعالم المستكبر وان جميع هذه الفرقعات والمحاولات ستفشل ليس فقط بفضل وعي الشعب اليمني بل لان القيادة اليوم لن تسمح مطلقا لدول العدوان وعملائهم أن يحركوا أدواتهم القذرة في الداخل لان يد اليمن ستطال مباشرة هذه المرة جميع مصالح دول العدوان الأمريكي وعملائه وحينها سيدرك العملاء والمرتزقة في الداخل أنهم أصبحوا خارج التأثير نهائيا اليوم لان من يوجههم سيلحق به الضرر المباشر وان معادلة البنك بالبنك والمطار بالمطار التي أطلقها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي للرياض ستتوسع لتشمل النفط الخليجي ومستقبل العملاء الأغبياء وحينها لن يكون لتوجيهات العدو لمرتزقة الداخل إلا الخزي والعار وسيتم إخراجهم من معادلة التأثير في الداخل بشكل نهائي هذه المرة ..

أخيرا يجب أن يعلم الجميع أن هستيريا القصف الذي طال ميناء الحديدة اليوم ومساعي خلق أزمة داخل المناطق المحررة ما هي الا العاب بهلوانية لن تجدي نفعا فالذي فشل بالأمس وهو في عنفوان قوته حتما سيفشل اليوم وهو لا يمتلك حتى قرار ذهابه إلى … ومن افشلته اليقظة الأمنية والوعي الجماهيري والقوة العسكرية والقيادة الحكيمة لن يستطيع أن يلحق ضررا مهما كانت ضاءلته بالشعب اليمني بالمطلق وان ما بقي للشعب اليمني إلا أن ينتظر الفتح الموعود بجهاده المقدس وان ما بعد يافا ما هو إلا بوابة الولوج الى المرحلة الخامسة من عملية الإسناد اليمني للشعب الفلسطيني ومظلوميته وبالتأكيد أن هذه المرحلة لن تكون نتائجها في صالح رفع المعاناة عن قطاع غزة فحسب بل ستكون بداية الالتفات للخلل الداخلي وتشكل دولة يمنية مقتدرة تحمل مشروعا مغايرا لجميع نكبات المشاريع التي أدارت البلاد بها تلك الأنظمة العميلة الفاسدة ..

فانتظروا إنا منتظرون ..والله من وراء القصد.

اقرأ أيضا:كربلاء تتجدد فعلا ونتيجة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى