كتابات فكرية

عن قضية الجواسيس

عن قضية الجواسيس

 عن قضية الجواسيس

كتب: أحمد سليم الوزير

ذكر  هنري كرامبتون وهو قائد العملية السرية في السي اي إي في كتابه فن التجسس .

[في سبيل تجنيد العملاء هناك سلسلة من العوامل التحفيزية الذي تختلف بحسب الأهمية من شخص لآخر .

وهي (ماتا/الأنا  والمال والتورط والايدولوجيا )]  .

إذا توفرت هذه العلامات في شخص فانه سيكون مرشح ليكون عميل يتجسس على الجهة القريب منها، ونحن في اليمن  نخاف فقط من الذي يختلف معنا إيديولوجيا ، ومن جهة أخرى الأشخاص المتورطين في قضايا فساد و الأشخاص الذين يرون ان العالم يتمحور عليهم و الطامعين الذين يبحثوا عن المال والسلطة و أصحاب الشهوات والنزوات ، هذه جميعها صفات يتمتع بها اغلب السياسيين اليوم .

حتى لو اتفق البعض معكم في الايدولوجيا إلا أنهم  أهداف يسهل اختراقها ويجب عدم تقريبها من موقع القرار.

أرى من جهة بأن أمريكا أصبحت شبه عمياء في اليمن لكن ذلك قد لا يدوم طويلا، لأن السعي الأمريكي الدءوب للاستقطاب ، اليوم مليارات يتم دفعها في محاولتهم اختراق اليمن استخبارتيا، وحاجة أمريكا اليوم إلى جواسيس يفوق حاجتها إليهم في أي وقت مضى.

 عندما نقرأ عن الجاسوس الصهيوني إلي كوهين الذي كشفته المخابرات السورية في الستينات، نجد انه استطاع اختراق حزب البعث بعد دراسته للايدولوجيا فاستطاع اختراق الحزب .

أيضا على المستوى اليمني فعبدالرحمن البيضاني رجل المخابرات المصرية الأول في اليمن خلال ثورة ٢٦ سبتمبر، كان موظف  عند الإمام في السلك الدبلوماسي،و كان يتغزل في حب الإمام (وآل البيت) بقصائدة.

أيضا ليست مهام الجواسيس مقتصرة على نقل المعلومات أو التخريب،  من الممكن أن يكون التعطيل هو الوسيلة ، فمثلا يمكن للجاسوس أو العميل أن يقوم بمهامه تعطيل مؤسسة ما لكي يثير ذلك السخط و الاستياء.

وكل ذلك يمكن أن يكون تحت قناع الأفكار أو الايدولوجيا، لهذا يجب أن تدخل معايير أخرى إلى جانب معيار الأفكار مثل معيار الكفاءة والتواضع و أمور أخرى قد تحدث بها السيد في محاضرات عهد الإمام علي لمالك الاشتر.

الأنا هي مسألة خطيرة يمكن استغلالها، فأي شخص يطمع للوصول للسلطة دون أن يمتلك خطة للبناء والتطوير ، بمعنى آخر السلطة من أجل السلطة، هو شخص يعاني من تضخم الأنا ويجب الحذر منه.

وللأسف بسبب الأوضاع المالية المزرية يمكن استغلال حاجة البعض و جذبهم عبر الإغراء المالي للقيام بأعمال تخريبية، اليوم مثلا في بعض الدوائر الحكومية استطاع بعض التجار استقطاب موظفين في الدولة لإنجاز بعض المعاملات الغير قانونية أو تسريب معلومات يستفيدوا منها، بنفس الأسلوب يمكن لأجهزة المخابرات اختراق الدولة من خلال الحاجة المادية للموظفين.

بالإضافة للتوريط فيمكن الإيقاع بالشخص المراد تجنيده عن طريق التوريط في فضائح أخلاقية أو مالية، وثم التحكم به كيف ما أردوا، وكما شاهدنا في اعترافات الجاسوس بسام المردحي، حيث تم تجنيده عبر تهديده بفضيحة جنسية في فرانكفورت.

 في الختام علينا أن نثق بجهاز الأمن والمخابرات و التعاون معهم مسؤولية الجميع، وعلى الدولة العمل على تجفيف الينابيع المسببة للتجسس، فالأمن يمكنه معالجة النتيجة، لكن معالجة الأسباب هو مسؤولية الدولة بمختلف مؤسساتها، هذا بالإضافة للوعي المجتمعي.

اقرأ أيضا للكاتب:أبي القاسم ..قلبي يقطر دما على رحيلك

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى