كتابات فكرية

ترويض البشر

ترويض البشر

  ترويض البشر

بقلم / أحمد سليم الوزير

تأخذ الأسود كأشبال ،يتم وضعها في غرفة ، يقوم المروض بتجويعها، وثم يأتي بعد فترة ويعطيها لحمه مطبوخة، بعدها يقوم بتعليمها حركات وعندما تقوم بالحركة يتم أعطاها قطعة لحم مطبوخة.

تنشأ الأسود وقد تعودت على اللحم المطبوخ وتنسى غريزتها الأساسية وهي الصيد و أكل الدم مع اللحم.

لا يمكن ترويض الأسد الذي تعود على الصيد أبدا ، بالنسبة للبشر فالأمر أكثر سهوله ، ما لم تكون العقيدة راسخة ، فقليل من الطعام أو الشهوات يكفي لتغيير الإنسان ، وجعله عبداً، وعندها يسهل التحكم به .

بالنسبة للأطفال فالأمر أكثر سهوله، لأن الطفل بطبيعته يبحث عن القدوة،وهو بيئة خصبه لزرع الأفكار، فلا يحتاج طعام لجعله يصبح خاضع ، فقط يكفي فلم لدزني أو درس في مدرسة غربيه عن حقوق الشواذ، ليصبح طفل متعصب لتلك الأفكار.

مالم يهتم الآباء بأشبالهم سيأتي من يروضهم على هواه، و مالم يكن الآباء قد تعودوا على الصيد بعقيدة راسخة، سيأكلوا هم اللحم المطبوخ وهي الأفكار المسمومة.

الهوية الإيمانية هي سبيل النجاة

لكل مجتمع هوية ثقافية و منظومة أعراف وتقاليد تحافظ على تميز المجتمع، إن اليمن الذي غرقت فيه الكثير من الدول ولم تستطيع تغيير عاداته هو اليوم محل استهداف مباشر  .

لقد شاهد الجميع اعترافات خلية التجسس وكيف يتم استهداف الشعب ثقافيا، وبعد أن وعى الشعب خطورة هذه الحرب، عليهم أن يدركوا الوسائل المستخدمة في هذه الحرب .

اليوم وفي عصر الإنترنت أصبحت المعلومات على بعد كبست زر ،

بل حتى وإن لم تبحث عنها فإنها أحيانا تبحث عنك هي، من الجدير ذكر فضيحة شركة كامبريدج أناليتيكا الذي كانت تعمل على غزو الشعوب ثقافيا وتغيير قناعاتهم من خلال المعلومات الذي يتم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

أصبح من الجلي أن هناك حرب ثقافية تستهدف المجتمع اليمني عبر الإنترنت، بل إن الذكاء البشري والاصطناعي يتنافسان على تغيير الثقافة الإيمانية اليمنية، وذلك من خلال نشر عادات فاسدة وتصديرها عبر الإنترنت،  هذا بالإضافة للناشطين اليمنيين والعرب الفاسدين أخلاقيا.

قد يرى بعض المتشددين أن قطع الإنترنت والاتصال بالعالم الخارجي والعزلة هي الحل، وفي ذلك خطأ كبير فالإسلام العالمي الذي حمله اليمنيين إلى أصقاع الأرض هو نموذج ثقافي غازي لا مغزو، والحل في تطبيقه في المعاملات و إنشاء الناس على حبه والعمل به وفتح المجال له لكي يتصادم مع الثقافات الأخرى وحتما سيغلبها.

للأسف ما يزال البعض يعاني من عقدة نقص سببها الهزائم المتكرر الذي تجرعها العرب بسبب الاحتلال، فكما يقول أبن خلدون بأن المنهزم يميل دوما لتقليد المنتصر، وبعد الانتصارات السابقة والقادمة بإذن الله، ستبدأ الشعوب العربية أولا بالتأثر بالثقافة الإيمانية اليمنية ومن ثم الإسلامية وبعد ذلك العالم .

فالإيمان يمان والحكمة يمانية،  وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ، هذا والوعد الإلهي سيأتي حتما و ستسود الأرض الثقافة الإيمانية لكن أولا يجب أن نكون صالحون وفقا للمعاير القرآنية.

#أحمد_سليم_الوزير

أقرأ أيضا للكاتب:النظام السعودي بين فكي كماشة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى