كتابات فكرية

ترامب .. مهرّج في ساحة حرب

ترامب .. مهرّج في ساحة حرب

ترامب .. مهرّج في ساحة حرب

بقلم :الدكتور عبدالرحمن المؤلف

السبت21يونيو2025_

إيران لن تمتلك سلاحًا نوويًا أبدًا، ويجب تفكيك البرنامج النووي يقول ترامب، قبل أن يُضيف بعد لحظات: “ربما أمنحه لهم إذا تفاوضوا!”

بهذا التناقض الصارخ، يرسم الرئيس الأمريكي المثير للجدل، ملامح سياسة عبثية تتخبط بين تهديدات نارية، ودعوات سلام مرتعشة، في مشهد يعكس أزمة القيادة الأمريكية أكثر مما يعكس واقعية في إدارة حرب محتملة ضد دولة بحجم إيران.

منذ تصاعد التوتر بين الاحتلال الصهيوني والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بدأ ترامب متصدرًا للمشهد بتصريحات متلاحقة، تتراوح بين:

التلويح بالحرب: “سندمرهم بأقسى مما يتخيلون”، “صبرنا ينفد”، “نحن نعرف مخبأ المرشد”، و”استعدوا ليوم الخميس”.

ثم نكوص وتردد: “ربما لا نحسم شيئًا”، “لن نهاجم إيران”، “لا نريد خسارة جنودنا”، “دعونا نفاوض”.

وفي ذات الوقت، يرسل حاملات طائرات، قاذفات B‑52، وأنظمة دفاعية إلى الشرق الأوسط، ويطلب من الإيرانيين مغادرة طهران فورًا “لحماية الأبرياء”، كما يزعم.

هذا ليس مجرد تناقض، بل نموذج لفكر سياسي لا يمكن الوثوق به، لا من حلفاء واشنطن ولا من خصومها.

الغموض الاستراتيجي أم ارتباك في القرار؟

ترامب يقول إن “الغموض جزء من القوة”، لكن الوقائع تشير إلى أن ما يجري ليس تكتيكًا بل تخبطًا حقيقيًا. هو عالق بين ضغط القاعدة الشعبية “ماغا” الرافضة لأي تدخل عسكري، وضغط اللوبي الصهيوني الذي يدفعه نحو شنّ الحرب بأي ثمن.

لكن ما لا يفهمه ترامب – أو يتجاهله – هو أن محور المقاومة اليوم لم يعد محاصرًا أو مرتهنًا، بل بات يمتلك قدرة الردع والمفاجأة، من غزة وبيروت إلى بغداد وصنعاء، والأهم: القدرة على ضرب القواعد الأمريكية في الخليج، واستهداف المصالح الاقتصادية الحيوية، حيث لا تتوقع واشنطن الضربات.

ترامب والتهديدات الفارغة… حتى إشعار آخر

“كل الخيارات على الطاولة”، يقول ترامب، ثم يتراجع: “نمدّ يد السلام”.

“سأقرر خلال أسبوعين” إن كنت سأهاجم أو لا.

بهذا الأسلوب المسرحي، يريد ترامب أن يُبقي الجميع على حافة الانتظار، لكنه نسي أن المنطقة لم تعد تتعامل بسياسة الانتظار. فكل تصعيد، مهما بدا رمزيًا، سيقابله رد مباشر، ليس من إيران وحدها، بل من جبهة إقليمية متماسكة ترى في هذه الحرب مسألة كرامة ووجود.

الخلاصة:

ترامب ليس رئيس حرب، بل مهرّج في ساحة نار. وكلما طال صمته أو زاد صراخه، فإن الشعوب وحركات المقاومة تدرك أن الخطر الحقيقي ليس في تصريحاته، بل في صمت من حوله.

أما الرد، فسيأتي… من حيث لا يتوقع.

 اقرأ أيضا:سباق الأموات على حكم المقابر!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى