ثقافة وسياحةكتابات فكرية

تحليل نقدي لقصيدة “سأغني” للشاعرة البروفيسور آمنة يوسف الحشيبري

 تحليل نقدي لقصيدة “سأغني” للشاعرة البروفيسور آمنة يوسف الحشيبري

قراءة وتحليل : حسن الدولة

الثلاثاء10يونيو2025_

الإهداء:

للصديق الدكتور الموسيقار المبدع الفنان احمد فتحي

متمنيا له مديد العمر ومزيدا من التفوق والإبداع.

سبق لكاتب هذه السطور أن شارك ببحث عن إبداع البروفيسور آمنة في مجال النقد الأدبي أقيمت في المركز الثقافي بصنعاء، شارك في الندوة أدباء وأكاديميون كبار،  ويسرني في هذه التناولة أن أقوم بقراءة وتحليل هذه القصيدة التي تدور حول فكرة التحدي والصمود في وجه الألم من خلال قوة الفن والغناء باعتبارهما وسيلة للتحرر والانتصار على الذكريات المؤلمة، حيث تبرز البروفيسورة الشاعرة آمنة يوسف تناقضًا بين الألم الداخلي المتمثل في العبارات مثل “رغم آلامي” و”رغم إحساسي الذي بين الضلوع” وبين الإصرار على الغناء كفعل مقاومة يتجلى في تكرار “سأغني” و”سأمحو ذكريات الأمس”. هذه الفكرة تعكس دور الفن كعلاجٍ نفسي، حيث يتحول اللحن إلى أداةٍ لتجاوز المعاناة وإهداء المشاعر لمن يُحب، كما في العبارة “للذي يهواه لحني”. 

تمتاز القصيدة بلغة بسيطة وشفيفة، مع استخدام تكرار لفظي يعزز الإحساس بالإصرار، مثل تكرار “سأغني” و”رغم”، مما يعطي النص إيقاعًا موسيقيًا يجعله مناسبًا للغناء. تظهر الصور الشعرية براعة الشاعرة في التعبير، فـ”الصبحُ مني” رمزٌ للأمل والبدايات الجديدة، و”حكايات الليالي والخيال” توحي بالحنين والأشواق، بينما “بين الضلوع” صورة جسدية تعبر عن عمق الألم وكتمانه. 

عاطفياً، تعكس القصيدة صراعًا داخليًا بين الألم المتمثل في “أحلامي وحزني” و”الأوجاع”، وبين الإرادة القوية التي تظهر في “سأغني” و”سأمحو ذكريات الأمس”. هناك إحساس بالوحدة في عبارة “ليس تنأى قطُّ عني”، لكنه يقابله انتماءٌ قوي للفن كما في “في جوقة فني”، مما يعطي إيحاءً بأن الفن ملاذٌ من الوحدة والألم. 

بالنسبة للعلاقة بين الكلمة واللحن المتوقع، فإن طبيعة القصيدة القصيرة والمتكررة تجعلها مناسبة للتلحين، خاصة إذا قدمها موسيقار مثل د. أحمد فتحي، الذي يمكن أن يوظف العود لإبراز العاطفة. الجزء الأول من اللحن قد يكون حزينًا وبطيئًا ليعكس “الأحزان”، ثم يتصاعد تدريجيًا مع عبارات مثل “الصبحُ مني” ليعبر عن الأمل، بينما يمكن أن تنتهي الأغنية بلحنٍ حلزوني منتصر عند “وأجتاز التجني وأغني”. 

من إيجابيات القصيدة وحدتها الموضوعية وتركيزها على فكرة واحدة، بالإضافة إلى لغتها الموسيقية التي تتناسب مع الغناء. لكن من الممكن أن تبدو بعض العبارات مباشرةً، مثل “رغم هذا الحال والأحوال”، وكان بإمكان الصور الشعرية أن تكون أكثر تعقيدًا. كذلك، فإن القافية المتكررة على حرف “ـني” قد تسبب مللاً إذا لم يُحسن المغني أو الملحن تنويع الإلقاء واللحن. 

ختامًا، تعتبر “سأغني” نصًا فنيًا مقاومًا يحوِّل المعاناة إلى إبداع، وهي مناسبة جدًا للغناء لما فيها من حزنٍ يتحرك نحو الأمل. إذا أضاف د. أحمد فتحي لحنًا شرقيًا عميقًا يمزج بين عبقرية العود والإيقاعات اليمنية أو المصرية، فستصبح أغنيةً تلامس الروح وتترك أثرًا عميقًا في المستمع.

واليكم القصيدة ( سأغني ) بألحان وغناء ملك العود الدكتور أحمد فتحي.

وهذه كلمات قصيدتي :

قصيدة : سأغني

رغم آلامي

وأحلامي

وحزني

سأغني

وأقول : الصبحُ مني

وحكايات الليالي

والخيال

ليس تنأى

قطُّ،  عني

رغم هذا الحال

والأحوال

والموال

سأمحو

ذكريات الأمس

من نفسي

ومني

وأغني

رغم إحساسي الذي

بين الضلوع

وخضوعي

للتمني

سأغني

للذي يهواه لحني

من مدى الإبداع

والأوجاع

في جوقة فني

وسأجتاز التجني

وأغني

من هي الدكتورة آمنة يوسف

وُلدت الدكتورة آمنة يوسف في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، وهي من قرية بني عبد في بلدة المنيرة – محافظة الحُديدة.

أكاديمية وباحثة متخصصة في النقد القصصي والروائي، درست في المملكة العربية السعودية حتى حصلت على شهادة الليسانس في اللغة العربية من جامعة عبدالعزيز سنة 1990، ثم التحقت بالدراسات العليا في جامعة صنعاء، فحصلت على درجة الماجستير في الرواية اليمنية عام 1996، فدرجة الدكتوراه حول القصة القصيرة سنة 1999.

عملت مدرّسة في بعض المدراس الثانوية حتى عام 1992، ثم عملت معيدة في كلية اللغات في جامعة صنعاء، ثم مدرّسة مساعِدة في الكلية نفسها، وبعد حصولها على درجة الدكتوراه عملت أستاذة مساعدة لمادة الأدب الحديث والنقد.

اقرأ أيضا:الشاعر محمد عبدالسلام منصور يكتب عن  المفكر الشاعر القاسم بن على الوزير .. وكتابه “حرث في حقول المعرفة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى