تحقيق سلام مستدام في اليمن يستلزم تجفيف الفساد
*عبدالرحمن الزبيب
تحقيق سلام مستدام في اليمن يستلزم تجفيف الفساد
بوادر انتهاء الحرب في اليمن وتحقيق السلام تلوح في الأفق ولكن ؟
هل سيكون سلام مستدام ام فقط توقف مؤقت لتشتعل حرب أخرى ؟
اذا كان هناك رغبة حقيقية لتحقيق لسلام مستدام يستلزم تجفيف أهم أسباب وجذور الحرب والعدوان واستمرارها وهو الفساد..
نعم الفساد هو من أهم أسباب استمرار الحرب في اليمن وتجار الحروب والمصالح الهائلة من الفساد هي من تشعل نيران الحرب وتمانع وترفض توقيفها لأن تحقيق السلام معناه فقدان الفاسدين مصالحهم الشخصية …
وفي هذا الإطار أطلق المجتمع المدني في اليمن مبادرة سلام بلا فساد على هامش فعالية الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي يوافق 9- ديسمبر والذي تؤكد المبادرة وجوبية محاكمة الفاسدين وعدم استخدام السلام مبرر للتغاضي عن الفساد وإفلات الفاسدين من العقاب لأن ذلك السلام لن يتحقق له الاستدامة باستمرار الفاسدين بالعبث بأموال الشعب اليمني ..
وقد تضمنت فعالية احتفاء المجتمع المدني باليوم العالمي لمكافحة الفساد لعامنا هذا 2022م كلمات متعددة كلها أأكدت على وجوبية أن يكون السلام في اليمن سلام بلا فساد لضمان استدامته و تم في الفعالية تكريم شخصيات العام 2022م للنزاهة ومكافحة الفساد من عموم محافظات اليمن ( صنعاء – حضرموت – ريمة – ابين – تعز – عدن – اب ) اليمن كمشروع تحفيزي للناشطين في مكافحة الفساد لمنحهم دفعه معنية لتعزيز نشاطهم والذي يتم تنفيذه سنوياً منذ عام 2013م وتضمنت كلمة المكرمين الذي القتها الأستاذة/ ايمان محسن السواري أهمية تظافر الجهود الإيجابية الرسمية والمجتمعية لمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة والشفافية الشاملة للإيرادات والنفقات العامة والشراكة الإيجابية بين الاعلام والمجتمع المدني لمكافحة الفساد ووجوبيه أن يكون السلام في اليمن بلا فساد ..
وفي نهاية الفعالية تم تكريم شخصيات العام 2022م للنزاهة ومكافحة الفساد وهم :
1-. الأستاذة / إيمان محسن السواري – معدة ومقدمة برامج تلفزيونية واذاعية ومحققة استقصائية عن وقائع الفساد بالمال العام والذي فازت بشخصية العام 2022م للنزاهة ومكافحة الفساد عن فئة الإعلاميين .
2- الأستاذ/ محمد حسن عثمان – رئيس الاتحاد التعاوني لجمعيات منتجي البن اليمني والذي فاز عن فئة النقابيون والموظفون الحكوميون
3- الأستاذ/ أحمد محمد الزكري – رئيس المنظمة اليمنية لتعزيز النزاهة ..
كما تم تكريم الشخصيات المتنافسة على اللقب وهم :
1-. الأستاذة / هاله فؤاد باضاوي – صحفية وباحثه إعلامية في حضرموت
2- وئام عمر خالد – رئيس نقابة المالية في محافظة عدن
3- إلهام الشيبة باشعيب – ناشطة حقوقية ونسوية ورئيسة جمعية البركة النسوية في أبين .
4- د. علي محمد الزنم – عضو مجلس النواب عن محافظة اب
5- منصة VAR وهي منصة تهتم بكشف الاخبار الرياضية المظللة والمزيفة وكشف وقائع الفساد بقطاع الرياضة
6- الأستاذ / وديع السادة مدير وحدة جمع المعلومات في البنك المركزي اليمني
7- د. ياسين الخرساني – باحث واكاديمي وخبير في مكافحة الفساد
8- منصة VAR وهي منصة تهتم بكشف الاخبار الرياضية المظللة والمزيفة والكشف عن وقائع الفساد في قطاع الرياضة .
9- د. علي محمد الزنم – عضو مجلس النواب اليمني والناشط في مكافحة الفساد
وكان مفترض ان يتم في الفعالية ايضاً الإعلان رسميا عن تقرير المجتمع المدني بشأن تنفيذ الفصل الثاني ( التدابير الوقائية ) والفصل الخامس ( استرداد الموجودات ) من اتفاقية مكافحة الفساد والذي قام بإعداده فريق فني ومهني تابع لمنظمة أوتاد لمكافحة الفساد تم في التقرير تقييم شفاف لجهود الأجهزة الرقابية والقضائية في مكافحة الفساد في عموم اليمن الشمال والجنوب وفقا لآليات رصد وتقييم نموذجية ومحايدة تضمن التقرير توصيات تفصيلية بناء على تشخيص دقيق والذي تعتبر خارطة طريق لمكافحة الفساد في اليمن .. تم نشر التقرير مطلع العام 2022م في موقع الأمم المتحدة وكان مفترض الإعلان عن التقرير رسميا وتسليمه للجهات الرقابية الرسمية وفي مقدمتها الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وكافة الأجهزة الرقابية والقضائية والذي تضمن التقرير تقييم امتثال اليمن في اتخاذ التدابير الوقائية للحد من الفساد واسترداد أموال الشعب اليمني الذي ابتلعها الفساد وفق اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد الذي كانت اليمن من أوائل الدول التي صادقت عليها …
وفي اللحظات الأخيرة لإعلان التقرير وتسليمه للجهات ذات العلاقة تم تأجيل ذلك بناء على رغبة وطلب الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد الذي سبق وشكلت فريق وطني لإعداد التقرير الرسمي لامتثال اليمن في اتخاذ الإجراءات الوقائية للحد من الفساد وجهود استرداد الأموال الذي نهبها الفساد ..
وفي لقاء مع أحد المختصين بالهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد أفاد بأن طلب تأجيل إعلان تقرير المجتمع المدني كونه تقرير ظل وتقرير موازي للتقرير الرسمي ويستلزم ان يتم إعلانه واطلاقة عقب نشر التقرير الرسمي وأفاد ان الفريق الرسمي الذي شكلته الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد بصدد استكمال التقرير واعلانه ونشره خلال أسبوع وقبل حلول العام القادم 2023م ومرحبين جدا لإطلاق التقرير الرسمي بالتوازي مع تقرير المجتمع المدني.
جهود المجتمع المدني في اليمن لمكافحة الفساد رغم الصعوبات تعتبر تحدي كبير وتؤكد على حيوية ونشاط المجتمع المدني باستمرار تحريك ملف مكافحة الفساد في ظل طروف صعبة يعيشها اليمن في ظل حرب أيضا مع الفساد ..
نشاط المجتمع المدني لمكافحة الفساد في اليمن في هذا التوقيت مع نهاية العام 2022م مع بوادر البدء بخطوات السلام في اليمن جاءت لتؤكد أهمية ووجوبيه أن يكون السلام خالي من الفساد ..
و اذا كان هناك رغبة حقيقية لسلام مستدام يجب أن يكون سلام بلا فساد ..
سلام مبني على النزاهة والشفافية نابذ للفاسدين والفساد ..
ولا تتوقف مبادرة المجتمع المدني سلام بلا فساد في محاكمة الفاسدين بل استرجاع أموال الشعب الذي ابتلعها الفساد وحاول غسلها في مشاريع تجارية وحسابات بنكية وغيرها والذي رصدها خبراء الأمم المتحدة بشكل دقيق وواضح وتبقى فقط تحريك عجلة مكافحة الفساد و استرداد أمول الشعب المنهوبة بالتزامن مع جهود تحقيق السلام ..
مكافحة الفساد وتحقيق السلام خطان متوازيان في اتجاه واحد مثل خطوط التيار الكهربائي موجب وسالب ولا تشتغل الطاقة الكهربائية الا بهما معاً وبالمثل السلام ومكافحة الفساد كلاهما يحققا هدف واحد سلام وأيضا تنمية تعزز استدامة السلام …
أموال الشعب اليمني الذي نهبها الفساد والذي تؤكد بعض التقارير انها تزيد عن أربعمائة مليار دولار أمريكي إذا لم يتم حجزها واستردادها لإعادة اعمار اليمن ستكون عائق كبير لاستدامة السلام وستكون تلك الأموال محرك خطير لإشعال الحرب مرات أخرى وسيشجع افلات الفاسدين من العقاب و يعزز روح التسامح مع الفساد وهذا يتناقض مع استدامة السلام …
ولا يتوقف سلام بلا فساد في استرداد أموال الشعب المنهوبة أيضا لضمان استدامة السلام يستلزم تعزيز الشفافية الشاملة في كافة الإيرادات والنفقات لعامه وتفعيل الأجهزة الرقابية الرسمية وكذلك الرقابة المجتمعية لمكافحة الفساد وخلق بيئة نابذة وطاردة ومحاربة للفساد ..
يجب أن تتوقف محاولات الفساد ابتزاز وإخضاع الجميع لرغبات الفاسدين ونزواتهم وتركهم أحرار يعبثون بأموال الشعب دون رقيب ولا حسيب ودون شفافية شاملة وانه يستلزم التسامح مع الفساد لكي يعرقلوا جهود السلام وهذا خطأ خطير ولغم سيفجر أي جهود لتحقيق السلام ويجعل الجميع تحت مقصلة الفساد وابتزازهم ليفلتوا من العقاب ويستمروا بالعبث والفساد ولن يتوقفوا …. يجب أن يتم محاكمة الفاسدين واسترداد أموال الشعب المنهوبة وطي ملف الفساد بشفافية وعدالة واسترداد كافة أموال الشعب الذي ابتلعها الفساد وفتح صفحة جديدة مبنيه على الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد صفحة بيضاء خالية من أوساخ وقذارات الفساد تؤسس لدولة مدنية حديثة يعمل الجميع تحت مظلتها بشفافية وبلا فساد ويحول اليمن من مستنقع حرب الى واحه سلام وتنمية ليس لليمن فقط بل للإقليم والعالم والاستفادة من جميع قدرات اليمن كموقع هام في خارطة العالم وموارد طبيعية هائلة من مشتقات نفطية وغاز وغيرها وموارد بشرية قوية ومثابرة للعمل في البناء والتطوير وكل هذا لن يتحقق الا بمكافحة الفساد واسترداد أموال الشعب المنهوبة..
وفي الأخير :
نشيد بنشاط المجتمع المدني في مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة والشفافية في اليمن رغم الصعوبات والمعيقات ونبارك لجميع الناشطين في مكافحة الفساد الذي تم تكريمهم من المجتمع المدني و تعتبر محطة إيجابية حافزة لهم لتفعيل نشاطهم ..
ونؤكد على أهمية أن يكون السلام القادم في اليمن سلام بلا فساد لضمان استدامته ..
ونأمل أن يتم قبل نهاية العام 2022م اطلاق وإعلان التقرير الرسمي لتقييم امتثال اليمن لاتفاقية مكافحة الفساد – الإجراءات الوقائية واسترداد أموال الشعب المنهوبة – ليتم بالتزامن معه الإعلان الرسمي لتقرير المجتمع المدني – تقرير الظل.
مؤمنين بأن السلام المستدام في اليمن بلا فساد..
أقرأ أيضا للكاتب:مبادرة لاسترداد أربعمائة مليار دولار
* عبدالرحمن علي علي الزبيب
ناشط حقوقي اعلامي ومستشار قانوني – اليمن
Law711177723@yahoo.com