بعيداً عن التلفزيون
بعيداً عن التلفزيون
خليل القاهري
•لاحظوا مثلا كيف راج موضوع د. قائد غيلان ،والفنان الكبير أيوب طارش ووصل حد الذيوع اللامحدود ،ولو كان غيلان قال كلامه عبر أي وسيلة إعلام وأشهر برامجها لما حقق شيئا من ذلك الرواج،
•موضوع طفلة “البسة والعصفورات”،كيف صال وجال وراج وصولا حتى إلى “مبادرات جبر خاطر الطفلة بأقفاص من العصافير “وأصناف من الهدايا ،ولو كانت أطلقت نداءها عبر أشهر الفضائيات لما ذاع وانتشر ،
•بعيداً عن التلفزيون،أصبح الناس يديرون حياتهم ويعالجون قضاياهم ويخوضون في كل شيء ،تاركين التلفزيون على الهامش،
•مواضيع لاحصر لها ،وتفاصيل صغيرة وقضايا كبيرة يناقشها الملايين بيسر وسهولة دون الحاجة إلى التلفزيون والإذاعة،
•حتى أخبار العواجل وسباق التغطيات غدت تجوب العالم متجاوزة تعقيدات التلفزيون ونمطية الإعلام التقليدي ،
• البيوت التجارية والشركات والمشاريع العملاقة وحتى تلك الصغيرة رمت التلفزيون خلفها،وبإعلان صغير وبضعة دولارات وبعضها حتى بمنشورات عادية تحقق لها ماتريد بعد أن كانت تضع في خططها ميزانيات مهولة لإعلانات عبر التلفزيون والإذاعة ،
•لا أحد يعرف النهاية التي سيكون عليها التلفزيون،ولكنها للأسف”محزنة”،ونسبة سبعون في المئة من تلك النهاية حاصلة اليوم،
•من منا لايتذكر ذلك الشعور والإحساس الذي كان يملأ جوانحنا ونحن نتحسس ملمس مجلة العربي الكويتية الشهيرة التي دخلت كل بيت،وحتى رائحة أوراقها والغلاف والألوان،والتقسيمات والأبواب ؟،ولم تعد اليوم كذلك ،
•خلال عشر سنوات من الآن -بل ربما أقل-سيصير وضع التلفزيون الى مآل هذه المجلة أو غيرها،
•تتسابق الشركات وحتى القنوات نفسها الآن على توظيف الأشخاص تبعا لعدد متابعيهم عبر وسائل التواصل وليس بناءً على مؤهلاتهم وقدراتهم المعرفية ،
•يُستجدى الآن الناشطون واليوتيوبرس وصناع المحتوى لتنفيذ أي حملة أو تحقيق أي غاية ،ويتوارى دور المذيعين والمقدمين ،
••يفوز رئيس ،ويخسر آخر ،وتدور أحداث مفصلية ،فيتسابق الفائزون والخاسرون ،وصانعو الأحداث على التغريد دون أولوية للتلفزيون ولا للإذاعة ،
•الرغبة فيك والحاجة اليك الآن وفق مبدأ”كم متابعوك؟،ومامستوى إجادتك للإضحاك،والتلاعب بعبارات العامية،واختلاق البهلوانية في لغة الجسد ،ولم تعد مغرية لغتك الأدبية السليمة،ولا في الحسبان عدد القصائد الفصيحة الجاهلية ولا حتى الحديثة التي حفظتها وأنت تطور نطقك ولغتك ومخارج حروفك،،بل لم يعد موضع اهتمام لأحد أنك ربما حفظت القرآن كله أو ماتيسر منه مبكرا وانطلقت من القاعدة والمنطلق الأقوى والأساس المتين للمذيعين “القرآن”،
الرواج الآن لسواك والحظوة لغيرك ،فلم يعد الزمان زمانك ،انه زمن الإعلام الجديد والأكثر جدة ،،إنها نهاية حزينة،وسعيدة في الوقت ذاته “..
أقرأ أيضا للكاتب:خليل القاهري..وداعاً للتلفزيون