كتابات فكرية

باب المندب كمصدر ذاتي من الكهرباء لليمن

باب المندب كمصدر ذاتي من الكهرباء لليمن

بقلم/ عبدالرحمن علي علي الزبيب

الخميس15مايو2025_  

كارثة الكهرباء في اليمن والأزمات في عموم اليمن بسبب ضعف الكهرباء وارتفاع تكاليفه والانقطاعات المتكررة للكهرباء والذي يعيق أي تنمية اقتصادية في اليمن بسبب مشكلة الكهرباء المزمنة في اليمن.

معظم دول العالم أحدثت تحول وتغيير كبير في أوضاعها وقفزت نحو الأمام باستغلال فرص متاحة لها واليمن تعتبر الكهرباء فرصة كبيرة إذا تم توفيرها باستدامة من مصادر نظيفة وبتكاليف منخفضة ستحدث قفزة تنموية كبيرة وسيحدث ذلك تحول عظيم لليمن للقفز بسرعة نحو مستقبل أفضل.

لو تم معالجة مشكلة الكهرباء في اليمن وضمان استدامتها دون انقطاع وبتكلفة بسيطة سيتحقق الاستقرار والتنمية الاقتصادية وتتحرك النهضة الصناعية والزراعية والاقتصادية في اليمن بشكل متسارع وسيكون اليمن أحد النمور الأسيوية الذي سيحقق قفزة اقتصادية واسعة ومستدامة.. كما ستغطي الكهرباء احتياجات الشعب منها.

مشكلة الكهرباء في اليمن سببها الفساد والفشل في إدارتها بشكل حكيم وتعارض المصالح وغياب الإرادة الوطنية لمعالجتها.

نبي الله يوسف عندما تولى ملك مصر حقق نهضة تنموية كبيرة في سنوات قليلة وأخرجها من أزمات الجوع والفقر ليس بالبحث عن مصادر أخرى لتغطية احتياجات الشعب بل بحسن إدارة الموارد المتاحة وضمان تخزين الغذاء لسنوات طويلة لتغطية الاحتياج عند الاحتياج لها.

 وكذلك اليمن لديها موارد طبيعية هائلة لم يتم استغلالها واستثمارها وإدارتها بشكل إيجابي مثل ما أدار نبي الله موسى موارد مصر لتحقيق قفزة تنموية كبيرة في حينه فهناك كميات هائلة من الثروات المعدنية والنفطية والغازية والمعادن النادرة والثمينة وغيرها من الثروات غير المكتشفة حتى الآن وسواحل بحرية كبيرة تحتوي على ثروات بحرية وسمكية كبيرة وأراضي زراعية خصبة ومتنوعة المناخ وغيرها من الثروات الطبيعية الهائلة وكذلك ثروة بشرية كبيرة بالإضافة إلى أن اليمن تملك موقع استراتيجي كبير في قلب العالم، وباب المندب بوابة بحرية هامة تمر منها أكثر من 15% من التجارة البحرية العالمية ،ولم يتم استثمار ذلك لصالح اليمن كما أن باب المندب يحتوي على مصدر هام لتوفير الكهرباء في اليمن كونها  خدمة هامه مفقودة في اليمن وضعيفة، وبالإمكان تغطية احتياج الشعب منها وتوفيرها بأسعار رخيصة وباستدامة ومن الموارد الطبيعية المتاحة غير الملوثة للبيئة إذا تم إدارتها بشكل إيجابي.

مشكلة الكهرباء في اليمن خطيرة جدا وحلها بسيط جدا إذا وجدت الإرادة وتوافق الجميع لحلها وبتكاليف بسيطة جدا .

الحل يكمن في  ؟

مضيق باب المندب وخصوصا التيارات البحرية العنيفة بين جزيرة ميون وحصن مراد اليمنية هذه التيارات المائية القوية جدا التي تأتي من المحيط الهندي والبحر العربي يمكن تركيب توربينات لتوليد الكهرباء من حركة تلك التيارات في التوربينات بقدرة إنتاجية لا تقل عن خمسين ألف ميجاوات من الكهرباء النظيفة غير الملوثة للبيئة والتي ستغطي تلك الطاقة الكهربائية احتياجات اليمن من الكهرباء وتصدير الفائض للخارج والحصول على مبالغ مالية كبيرة جدا من قيمة الكهرباء المصدرة حيث لا يتجاوز احتياج اليمن من الكهرباء ألف وتسعمائة ميجاوات يغطي احتياجات جميع محافظات اليمن وتصدير المتبقي من الكهرباء للخارج وهو فائض كبير جدا لا يقل عن ثمانية وأربعين ألف ميجاوات من الكهرباء.

هذه الفكرة ليست وليدة اللحظة بل هي فكرة لها أكثر من خمسة عشر عام أطلقها مهندسين يمنيين وعملوا دراسة متكاملة لتنفيذها ولكن بسبب الظروف الذي دخلت فيها اليمن منذ ذلك الحين وحتى الآن تم تأجيل تنفيذ الفكرة والذي مازالت متاحة وقابلة للتنفيذ في أي وقت إذا وجدت الإرادة خصوصا وأنها كانت على وشك التنفيذ قبل خمسة عشر عام من محافظ تعز في حينه شوقي هائل سعيد أنعم ولكن توقفت تلك الفكرة بسبب الظروف والحرب الذي تعاني منها اليمن .

والآن مع بوادر السلام التي تلوح في سماء اليمن بالإمكان تفعيل تلك الفكرة والبدء بتطبيقها في اليمن والذي ستعزز من فرص السلام في اليمن وتضمن استدامته.

بتوفير كهرباء رخيصة ونظيفة لا تلوث البيئة وبكميات كبيرة ومستدامة للشعب اليمني سيضمن ذلك استدامة للسلام في اليمن وسيشبع احتياجات اليمن من الكهرباء للحصول على طاقة كهربائية للإضاءة وتشغيل الآلات الكهربائية وكذلك لرفع المياه من الآبار وتوزيعها للمنازل للشرب ولسقي المزارع وتوفير طاقة كهربائية رخيصة للسيارات ووسائل النقل التي تعمل بالكهرباء وكل هذا سينخفض سعره بتوفير طاقة كهربائية رخيصة  كما سيجعل من اليمن قبلة للمستثمرين للاستثمار فيها بتوافر طاقة كهربائية نظيفة ورخيصة والذي تعتبر الكهرباء من أهم ركائز أي مشاريع استثمارية صناعية أو زراعية أو اقتصادية أو زراعية أو سياحية أو أي مشاريع أخرى.

لن يتوقف إنتاج الكهرباء النظيفة من توربينات باب المندب على تغطية احتياج اليمن والمشاريع الاستثمارية فيها بل أيضا ستكون الكهرباء الفائضة استثمار آخر يتم تصديرها للخارج والحصول على مبالغ مالية كبيرة وبالعملة الصعبة لتعزيز الخزينة العامة للدولة والذي سينعكس ذلك إيجابا في رفع مستوى العملة الوطنية في اليمن مقابل العملات الأخرى وفي مقدمتها الدولار وسيحقق استقرار اقتصادي مستدام.

كما سيتم إغلاق أهم الثقوب في الخزينة العامة للدولة التي تتسرب منها معظم الموارد العامة لتغطية تكاليف إنتاج الكهرباء من مولدات بوقود النفط والديزل والمازوت وغيرها من مولدات الكهرباء الملوثة للبيئة.

وستبقى تلك الموارد في الخزينة العامة للدولة لتغطية احتياجات أخرى او صرفها في تطوير البنية التحتية في اليمن.

وفي الأخير :

نؤكد على أهمية المسارعة في تركيب توربينات توليد الكهرباء في باب المندب وربطها بشبكة الكهرباء العمومية وتوزيعها لجميع المحافظات اليمنية بأسعار رمزية ومخفضة دون تمييز ولا استثناء لتغطية الاحتياج الفعلي المحلي للكهرباء وتصدير الفائض بأسعار جيدة و بعقود واتفاقيات واضحة وشفافة ومعلنة للشعب خالية من أي شبهات فساد.

هذه الفكرة إذا تم تنفيذها في اليمن ستكون فرصة كبيرة لإحداث قفزة تنموية كبيرة لليمن وستعزز من استدامة السلام في اليمن.

سلام قائم على تنمية اقتصادية و توفير الخدمات العامة للشعب بسعر رخيص ومستدام خيار هام وفرصة ممتازة  كون الكهرباء خدمة هامه ويرتبط توفيرها لتوفير خدمات أخرى ومنها الماء الذي يعتمد في سحبه من الآبار وتوزيعه للمستهلكين عبر مضخات تعمل بالطاقة الكهربائية وتشغيل وسائل النقل بالكهرباء  وغيرها من الخدمات العامة المرتبط عملها بالكهرباء وأيضا سيكون ذلك فرصة لجذب المشاريع الاستثمارية إلى اليمن.

ونؤكد بأن باب المندب مصدر اكتفاء ذاتي من الكهرباء لليمن وتصدير الفائض بتكاليف بسيطة.

*عبدالرحمن علي علي الزبيب

إعلامي مستقل ومستشار قانوني

law711177723@yahoo.com

اقرأ أيضا للكاتب:خارطة طريق للسلام المستدام في اليمن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى