الدكتور عبدالله المجاهد.. سيرةُ بَانٍ وإرثُ مُلهِم

الدكتور عبدالله المجاهد.. سيرةُ بَانٍ وإرثُ مُلهِم
- الدكتور أمين الجبر
الثلاثاء3يونيو2025_
الدكتور عبدالله المجاهد، لم يكن مجرَّد اسمٍ عابرٍ في سجلّ الجامعة، بل كان نبراسًا يُضيء، وعزمًا يُشيد، وصبرًا يُبتني. حمل لقب “المجاهد” فكان له منه نصيب الروح قبل اللسان، فجاهد في بناء المعرفة كما يجاهد الأبطال في ساحات العزّ، بيدٍ تُمسك القلم والرؤيا، وقلبٍ يُنبتُ العلم والإيمان.
في البدء كان التأسيس.. معجزةُ الإرادة، أراد لـ جامعة ذمار أن تكون شاهدةً على أن العظمة تُخلَق من عرق الجبين، لا ذهب الدنيا، فحوَّل أحلامَها إلى حجارة وحروف، وطموحَها إلى مناهج وقاعات. بنى بلا مالٍ وفيرٍ، لكن بقلبٍ وَقَّاد، وعقلٍ مبتكر، وإرادةٍ لا تعرف المستحيل. كانت اللبنةُ الأولى منه، والرعيل الأول به، حتى أضحت الجامعة صرحًا يُشار إليه بالبنان، يحمل في كل زاويةٍ منها همسةً من روحه، وذكرى من عطائه.
عرفوه أستاذًا جليلًا، وإداريًّا حكيمًا، لم تملأ المناصب رأسه كبرياء، بل زادته تواضع العظماء. تعامل مع الجميع بعدل النبيّ، وحزم القائد، فلم يُحاب صديقًا، ولم يظلمْ خصمًا. كانت صرامتُه من ضوء المبدأ، لا من ظلّ السلطة، وحنكته من بحر التجربة، لا من زبد الكتب. ترك في قلوب منْ عرفوه إجلال المعلِّم، واحترام الأب، حتى غدا اسمه كالعطر، كلما ذُكرت الجامعةُ انتشر.
رحل الجسد.. وبقيت الأخلاق شاهدةً.
اقرأ أيضا للكاتب:الدكتور أمين الجبر يتساءل .. متى يكون العلم ضرب من العبث
