أهمية التقارير والتحقيقات الاستقصائية في تنمية المجمع

أهمية التقارير والتحقيقات الاستقصائية في تنمية المجمع

بقلم/ عبدالرحمن علي علي الزبيب
الجمعة11أبريل2025_
الصحافة مستقلة تمارس رسالتها بحرية في خدمة المجتمع وتكوين الرأي العام والتعبير عن اتجاهاته بمختلف وسائل التعبير.
ما ورد أعلاه هو نص المادة (4) من قانون الصحافة والمطبوعات اليمني رقم 25 لسنة 1990م والذي يؤكد على أهمية الصحافة المستقلة وحريتها في تكوين الرأي العام والتعبير عن اتجاهات المجتمع لخدمته، والتي تعتبر وفقا لذلك سلطة رابعة مستقلة يكمن دورها في كشف وقائع الفساد والاختلالات وتكوين رأي عام للمجتمع ونشره بوسائل الإعلام المختلفة للضغط للحد من الفساد والاختلالات .
ومن أهم أقسام الصحافة لتحقيق ذلك هي الصحافة الاستقصائية والتي تقوم على الإبلاغ من خلال مبادرة الفرد ونتيجة عمله عن أمور مهمة للقراء و المشاهدين والمستمعين والذي تقوم على اختيار الصحفي موضوع خلل أو فساد أو قصور أو تجاوز أو انتهاك وما إلى ذلك ،ويتقصى عن ملابسات وتفاصيل هذا الموضوع أوهذه القضية.
حيث تطور عمل الصحفي بشكل كبير ومتسارع فلم يعد عمل الصحفي محصور في نقل ونشر الأخبار والفعاليات والحوادث ، فيها بل أصبح العمل الصحفي أكثر عمقاً وتفصيلاً حيث يتلمس الصحفي احتياجات المجتمع والاختلالات التي تعيق إيصال الخدمات للمجتمع وتحرم بعض المناطق من الخدمات العامة وكذلك الفساد الذي يعبث ويبدد الموارد العامة ويحرم الشعب من موارده و يختار الصحفي موضوع محدد وفكرة محددة ثم يضع فرضيه لذلك الموضوع ،ويبدأ في جمع الأدلة اللازمة من تقارير رسمية ووثائق وشهود وغيرها لإثبات تلك الفرضية ويبلورها في تحقيق صحفي متكامل يسهل ويساعد ذلك الأجهزة الرقابية الرسمية في كشف وقائع الفساد بالتفصيل وبالوثائق، ويعتبر نشر هذا التحقيق الصحفي بلاغ رسمي للأجهزة الرقابية المختصة للتحرك وضبط وقائع الفساد والتحقيق فيهان والذي يعتبر القانون اليمني ما ينشر في وسائل الإعلام من وقائع فساد واختلالات بلاغ رسمي يستلزم التحقيق فيها .
غالبا يبحث الصحفي الاستقصائي في وقائع فساد واختلالات مخفيه لينبش فيها ليكشف حقيقتها ويضعها على السطح وينشرها للرأي العام وهنا كما أوضحنا يعتبر عمله مساعد ومساند للأجهزة الرقابية الرسمية .
وتعتبر الصحافة الاستقصائية تخصص هام جدا تخدم المجتمع كونها تكشف الحقائق وفقا لمنهج شفاف وواضح ورغم أن الصحافة الاستقصائية ظهرت في العالم قبل عقود من الزمن ولكن في العالم العربي ظهر بشكل منهجي عبر مؤسسات إعلامية مستقلة ومنها شبكة أريج للصحافة الاستقصائية الذي عقدت دورات تدريبية للصحفيين العرب وأصدرت دليل الصحافة الاستقصائية وقامت بتعريب المناهج الحديثة ومستجدات الصحافة الاستقصائية العالمية وإتاحتها للصحفيين العرب وباللغة العربية ليكتسب الصحفيين المعارف والمهارات اللازمة في الصحافة الاستقصائية لتنفيذ تحقيقات استقصائية معمقة ومواكبة لتطورات الصحافة في العالم وبما يخدم المجتمع ويحقق المصلحة العامة.
ويواجه الصحفي في العالم العربي بشكل عام وفي اليمن بشكل عام العديد من العراقيل والصعوبات ، وذلك لجهل بالقوانين المنظمة للعمل الصحفي لدى قطاع واسع من المجتمع حتى من الصحفي نفسه في بعض الأحيان ، أما الصحفي الاستقصائي فالصعوبات والعراقيل التي يواجهها أثناء عمله الاستقصائي فهي أكبر ، خاصة عند بحثه عن وثائق وأدله مخفيه، وقد يتعرض في كثير من الأحيان للخطر، كون الكشف عن وقائع الفساد والاختلالات يتضرر من كشفها المتورطين في تلك الوقائع الذين يسعون لإخفائها وعدم كشفها .
ورغم تلك الصعاب فان الصحفي الاستقصائي المستقل هو صاحب رسالة وهو صوت ونبض الشعب، وبالتالي في الغالب لا توقفه تلك المصاعب و يواجهها بتحدي وإصرار لتحقيق مصالح المجتمع والمصلحة العامة.
لذلك ولأهمية ذلك التحدي والإصرار للصحفي الاستقصائي الذي يواصل جهوده وعمله دون توقف فإن شبكة أريج للصحافة الاستقصائية وضعت عنوان ملتقى هذا العام 2025م للصحافة الاستقصائية الذي سيتم عقده في شهر ديسمبر 2025م العنوان في كلمة واحدة تعبر عن صمود وإصرار الصحفي الاستقصائي كلمة واحد اختزلت كل ذلك فيها وهي “نتحدى”
بمعنى أن الصحفي الاستقصائي مستمر في عمله الصحفي وفي انجاز تحقيقه الصحفي ،رغم الصعوبات التي تواجه ، فالدافع لكل ذلك هي حبه لعمله وروح التحدي والإصرار على العمل الإيجابي لتحقيق المصلحة العامة وتحسين أوضاع المجتمع بكشف وقائع الفساد والاختلالات للحد منها وتوقيفها قبل تفاقمها بعمل مستقل وحيادي وغير مسيس وليس مصحلة جهة معنية ، وإنما الصالح المجتمعي العام هو الهدف من هذا التحقيق الاستقصائي، وأي تسييس يخرج التحقيق الصحفي الاستقصائي من هذا النطاق ويحولها لمصالح شخصية وسياسية وتكون محل اختلاف.
لذلك العمل الصحفي الاستقصائي مجمع ومتوافق عليه الجميع كونه يسعى لتحقيق مصلحة عامة، و مهما واجه الصحفي الاستقصائي من صعوبات فكلها متوقعة وهي فقط تصقله ليكون أكثر شجاعة وأكثر إصرار لتحقيق رسالته السامية لخدمة المجتمع.
والذي نطمح في اليمن أن يتم تعزيز ونشر مبادئ وعناصر الصحافة الاستقصائية وتفعيل دور الصحفيين لتنفيذ تقارير وتحقيقات استقصائية معمقة لمواضيع هامه تخدم الاستقرار والاقتصاد والتمنية المجتمعية وفق لمنهج إيجابي.
وفي هذه الدراسة الموجزة نعرض أهم الأفكار والمعلومات المتاحة عن الصحافة الاستقصائية الذي تضمنها دليل أريج للصحافة الاستقصائية ودوراتها التدريبية عنها في المحاور التالية :
أولاً: أهداف الصحافة الاستقصائية :
تهدف الصحافة الاستقصائية إلى :
1-. إصلاح الأوضاع.
2-. طرح المشاكل من أجل حلها وليس للتشهير والتشويه.
3-. التغيير الإيجابي للمجتمع.
4-. تحقيق مصلحة عامة.
ثانيا : أسس عمل الصحفي الاستقصائي :
يقوم الصحفي الاستقصائي عند تنفيذه تقارير أو تحقيقات استقصائية بالمهام التالية :
1-. جمع معلومات عن الموضوع ليتم تنظيمها ورفعها ونشرها وكشفها.
2-. لا يقتصر عمل الصحفي في سرد المعلومات فقط بل يستلزم أن تكون هناك جهود كبيرة وعميقه توضح العلاقة بين الأطراف دون تسييس وبحياد تام مع جميع الأطراف كون الصحافة الاستقصائية ليست صحافة معارضة للأنظمة.
3-. البحث عن الجوانب القانونية والاجتماعية للموضوع محل التحقيق.
ثالثاً : فكرة التحقيق الاستقصائي
تأتي فكرة التحقيق الاستقصائي من العوامل التالية :
1-. الملاحظة الشخصية وحدس للصحفي.
2-. الأخبار والتقارير غير المكتملة.
3-. مواقع التواصل الاجتماعي.
4-. المصادر الحكومية المفتوحة والتقارير الرسمية.
5-. تحقيقات مشابهة غير مكتملة.
6-. التقارير الدولية.
7-. مصادر شخصية للصحفي من المجتمع ،حيث أن الصحفي كلما كان قريب من الناس يلجئوا إليه الناس لعرض مشاكلهم عليه ويختار الصحفي الاستقصائي من تلك المشاكل عناوين لتحقيقات جديدة.
8-. تحقيق استقصائي قد يؤدي إلى تحقيق استقصائي آخر.
9-. التسريبات
رابعاً : تساؤلات الصحفي الاستقصائي عند إعداده لتحقيق استقصائي
1-. ما تأثير المشكلة محل التحقيق وما هو أثر التحقيق عليها؟
2-. هل نشر التحقيق الاستقصائي سيؤدي إلى تغيير في السياسات أو القوانين أو سيوقف الضرر مستقبلاً؟
3-. ما حجم الضرر؟
4-. هل سيؤثر التحقيق إيجاباً على الناس وهل هناك زاوية جديدة وواضحة ؟
خامساً : خارطة طريق لتنفيذ التحقيق الاستقصائي
في بداية عمل الصحفي الاستقصائي لإعداد تحقيق يجب أن يقوم برسم خارطة طريق بجمل محدده تتضمن:
1-. إجابات محتملة لأسئلة مبنية على حقائق وافتراضات قابلة للتأكيد والنفي والتعديل وتكشف أسباب وكيفية حدوث مشكلة معينة.
2-. توضيح أهمية التحقيق للناس وهل تؤثر على حياتهم اليومية وحقوقهم الطبيعية في الصحة والتعليم والعدالة والمسكن والعمل وغيرها.
3-. تحديد زاوية جديدة وواضحة لتناول الموضوع في التحقيق الاستقصائي.
4-. تحديد الأدوات والمهارات اللازمة لتنفيذ التحقيق الاستقصائي.
5-. تحديد المخاطر والفرص.
6-. توضيح الهدف من التحقيق الاستقصائي هو كشف الخلل أو الفساد ورفع الضرر عن المجتمع بشكل كامل وتحقيق المصلحة العامة ومسار التحقيق سيكون في هذا النطاق.
7-. تغطية كافة شرائح المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية في التحقيقات الاستقصائية.
سادساً : الفرضية
تعتبر الفرضية في التحقيق الاستقصائي هامه جدا بل أهم عناصر التحقيق الاستقصائي ،وتعتبر العمود الفقري له ولا تعتبر هدف في حد ذاتها بل هي وسيلة للوصول إلى الحقيقة أو إلى نتيجة التحقيق،لذلك قد تتغير الفرضية فهي ليست جامدة ، فأثناء إعداد التحقيق قد تتغير الفرضية والذي يسعى الصحفي الاستقصائي لإثباتها.
ويجب أن تشمل الفرضية على العناصر التالية :
1-. الفعل ( الانتهاك ).
2-. مفعول به ( متضرر ).
3-. الفاعل – المتسبب ( من يمارس الفعل – الانتهاك ).
بالإضافة إلى معرفة الحقائق اللازمة لإثبات الفرضية وتحديد المنهج اللازم لإثباتها ويجعل الصحفي من نفسه قاضي يكشف ويجمع الأدلة لإثبات الفرضية واختيار المصادر والمعلومات المناسبة من الجهات ذات العلاقة وموقعها واختصاصها وتاريخها وهل قدم أحد شكاوى وهل تم تجاهلها وما هي القوانين المحلية ذات العلاقة بالتحقيق الاستقصائي وهل عدم تطبيق تلك القوانين ساهم في تفاقم المشكلة وما الحقائق المتوافرة والمصادر وأهمية تسويق الفكرة لمنصات النشر والمتعاونين.
سابعاً : خطوات التحقيق الاستقصائي
بشمل التحقيق الاستقصائي الخطوات التالية :
1-. الفكرة
2-. البحث الأولي
3-. الحقائق
4-. الافتراضات
5-. تقييم الفرضية
6-. وضع الأسئلة ( يجيب عليها الشهود والحقائق والتقارير وغيرها )
ثامناً : مصادر التحقيق الاستقصائي
تنقسم مصادر التحقيقات الاستقصائية إلى قسمين رئيسيين :
القسم الأول : مصادر بشرية
تشمل لقاءات و مقابلات مع شهود وضحايا وأشخاص ذوي علاقة بموضوع التحقيق الاستقصائي.
القسم الثاني : مصادر ماديه
تشمل عقود ومناقصات واتفاقيات وسجلات تجارية وحسابات بنكية ومراسلات ومحاضر اجتماعات وقرارات وأحكام المحاكم وشكاوى وقد تكون مصادر رقمية ومواقع الكترونية وغيرها.
والمهم في المصادر لتكون صالحه للنشر واستناد الصحفي الاستقصائي عليها في التحقيق الاستقصائي:
1-. أن لا تكون المصادر مزورة وأن يستعين الصحفي الاستقصائي بالمختصين للتحقق من صحتها و تفسيرها .
2-. محافظة الصحفي الاستقصائي على مصادره وبناء علاقة وثيقة وإيجابية معهم ومعرفة ظروفهم
3-. التحضير المسبق للقاء بالمصدر ليكون لقاء مثمر و المعلومات المأخوذة منه واضحة.
4-. التعامل الإيجابي مع مصادر المعلومات ومراعاة تخوفاتهم والمخاطر الذي قد يتعرضون لها إذا ذكرت أسماؤهم كمصادر للتحقيق الاستقصائي فالبعض يطرح دون تخوف والبعض يطلب أن لا يتم نشر اسمه أو أي إشارات توضح من هو لأن الهدف هو المعلومة المأخوذة منه وليس المصدر نفسه ويسمى في هذه الحالة مصدر مجهول أو مصدر رض الإدلاء باسمه ، ويستلزم التركيز عليه وعلى المعلومات المأخوذة منه وفق السيناريوهات المحتملة التالية :
أ-.المصدر يريد أن يكون مجهلاً.
ب-. المصدر لا يريد التسجيل معه.
ج-. المصدر يختار هو الحديث.
د-. المصدر معرض للخطر.
هـ-. المصدر له مصالح شخصية.
و-. المصدر متورط في انتهاكات.
ز-. المصدر خطير.
ح-. المصدر مهم جداً.
ط-. المصدر قد يكون ضحية ،وأهمية معرفة التعامل الخاص مع هذه الفئة.
ي-. المصدر قد يكون طفل أو قاصر يستلزم مراعاة التعامل معه وفقاً للمحددات القانونية.
ك-. أهمية إيجاد أرضية مشتركة بين الصحفي الاستقصائي والمصدر لتعزيز الثقة وتشجيعه لطرح كل ما لديه من معلومات وتوثيقها والتعامل مع المصدر كبطل واحترام وقته وقصته وعدم تكذيبهم أثناء المقابلة معهم.
ل-. يجب أن تدرس المقابلة مع الضحايا وأن لا تكون مثل المحقق.
م-. أن تراعي مشاعر المصدر وتجنب الكلام الجانبي مع الضحايا لأنه قد يخرج المعلومات الهامة والمشاعر قبل التسجيل معه ومن الصعوبة إعادتها.
ف-. يجب أن لا تكون المقابلة مع المصدر سؤال وجواب.
ق-. تأكيد أن المصلحة العامة قبل كل شيء.
ن-. إرسال المحاور الرئيسية للمصدر قبل مقابلته إذا طلب المصدر ذلك وعدم إرسال التفاصيل.
تاسعاً : تدقيق المعلومات
خطورة و أهمية المعلومات في الصحافة الاستقصائية توجب على الصحفي إخضاعها للتدقيق والمراجعة قبل ذكرها والاستناد عليها في التحقيق الاستقصائي ويتم تدقيق ومراجعة كافة المعلومات والوثائق ومصادرها عبر مرحلتين :
المرحلة الأولى : ما قبل التدقيق
يستلزم حصر كافة المعلومات والوثائق دون استثناء وإخضاع جميعها للتدقيق و يقوم الصحفي الاستقصائي بالتدقيق الأولي فيها ثم يستوجب عليه إحالتها إلى شخص آخر متخصص في تدقيق المعلومات لتدقيقها بشكل تفصيلي ومهني والتحقق من صحتها وسلامة الاستناد عليها في التحقيق.
المرحلة الثانية : التدقيق
يتم في هذه المرحلة تدقيق مصادر المعلومات وتقييمها وهل هي مصادر أولية أم ثانوية ثم تدقيق المعلومات عبر شخص آخر متخصص في تدقيق المعلومات وهنا نوضح الفرق بين المحرر ومدقق المعلومات نوجزها في النقاط التالية :
1-.مدقق المعلومات لا يتدخل في اختيار موضوع التحقيق الاستقصائي.
2-. مدقق المعلومات لا يجمع المعلومات وينحصر دوره في تدقيق المعلومات الذي قام الصحفي الاستقصائي بتجميعها.
3-. مدقق المعلومات لا ينتقي المعلومات.
4-. مدقق المعلومات لا يتدخل في سير التحقيق الاستقصائي.
و يتم تدقيق المعلومات عبر فرز المعلومات كالتالي :
1-.تدقيق المقابلات والتصريحات المسجلة والمصورة والمكتوبة ( فيديو – صوت – ايميل – رسائل ) بالاستماع إلى تلك المقابلات والتصريحات كاملة دون اجتزاء والاطلاع على جميع الايميلات والرسائل.
2-. تدقيق الوثائق وهل هي صادرة من جهة رسمية أم غير رسمية وهل هي محلية أم إقليمية أم دولية وهل تحمل الوثيقة ختم الجهة وإذا كانت لا تحمل الختم مطابقة للوثائق التي تصدر من تلك الجهة.
3-. الاطلاع على جميع الوثائق في التحقيق الاستقصائي.
4-. فحص مدى اتساق المعلومات في الوثائق.
5-. تدقيق محتوى الوثائق المستخدمة ومطابقتها لما جاء في التحقيق.
6-. في حالة القضايا يتم التأكد بأن الحكم القضائي هو الحكم النهائي فيها وليس فقط حكم ابتدائي لأنه قد يتغير ذلك .
7-. المقارنة بين المعلومات المتخصصة المذكورة في الأبحاث والمعلومات التي نشرتها مؤسسات رسمية ومؤسسات دولية والتأكد من ضبط المصطلحات ضبطاً دقيقاً كما هو مستخدم.
8-. معرفة مصدر المعلومات هل هو أولي أو ثانوي ومراجعة بيانات تاريخ إعداد المحتوى.
9-. تدقيق عملية جمع وإدخال البيانات ومقارنتها بمصدر البيانات.
10-. تدقيق عملية تنظيف البيانات.
11-. تدقيق العمليات الحسابية المستخدمة وهل تتوافق المعادلات المستخدمة مع الغرض من تحليل البيانات والسؤال الذي تجيب عنه البيانات.
12-. التأكد من أن الصياغة تعبر بدقة عن خلاصة البيانات.
13-. فحص الصور والفيديوهات المستخدمة في التحقيق ومصدرها وتاريخ ووقت التقاطها ومضمونها.
عاشراً : الكتابة الرشيقة للتحقيق الاستقصائي
لكي يكون التحقيق الاستقصائي واضح ويوصل الرسالة والمعلومة بشكل دقيق وواضح ودون أي لبس يجب أن تكون الكتابة رشيقة بتفصيل دون إسهاب وبإيجاز دون إخلال كالتالي :
1-.نص محكم ذو فكرة واضحة ومتماسكة أحداثه محكية بسلاسة ليست مباشرة ولا معقدة.
2-. جمل قصيرة فقراتها مترابطة ليست بالطويلة مابين فقراتها سبب ونتيجة.
3-. لغة التحقيق الاستقصائي عربية صحيحة في أوصافها.
4-. يكون كتابة التحقيق الاستقصائي بصيغة قصة لإثبات الفرضية.
5-. التكلف غير المرغوب والابتعاد عن الركاكة وعدم المبالغة أو الاستعراض بالمفردات اللغوية.
6-. الفقرة الأولى تمهد للفكرة.
7-. يجب أن يكون الصحفي الاستقصائي ملم بقواعد اللغة العربية وينمي مهاراته في اللغة العربية.
8-. يجب أن تكون لغة الصحفي الاستقصائي سهله وبسيطة.
9-. ضمان وضوح الرسالة الإعلامية لجذب القارئ لقراءة النص كامل وكلما كان النص محكم يزيد ذلك من ثقة المتلقي للنص وكاتبه.
الحادي عشر: نصائح الكتابة الرشيقة في التحقيقات الاستقصائية
هناك نصائح إيجابية لكتابة رشيقة للتحقيقات الاستقصائية وتكون من البداية حتى عند كتابة المسودة وحتى النهاية وتسليم النسخة النهائية للتحقيق الاستقصائي وبذلك تكون النصائح شاملة لجميع مراحل كتابة التحقيق الاستقصائي يشمل ما قبل الكتابة وعند الكتابة وما بعد الكتابة نوجز تلك النصائح في النقاط التالية :
1-.التأكد من وضوح الفكرة وفهمها بحيث تكون الفكرة واضحة جدا وسياقها وخلفياتها واضحة جداً.
2-. الصحفي الاستقصائي يجب أن يكون أول من يقرأ التحقيق قبل نشره في نسخته النهائية لمراجعته بعين القارئ.
3-. تحديد عناصر القصة الرئيسية ( الشخصيات – الأماكن – الأحداث ).
4-. عدم التكرار.
5-. حق الرد لأي اتهام بشكل دبلوماسي حيث يتم توضيح الرد وتوضيح ما قدمه الضحية ووثائق إثباتها.
6-. التشبع بالتفاصيل( حكايات إنسانية – أحداث جانبية – ما لاتراه مهماً فهو مهم ).
7-. عين الصحفي الاستقصائي كاميرا تبحث عن كل ما يهم موضوع التحقيق من تفاصيل ولغة الجسد
8-. عنصر الجذب للقراء هام وان يتم وصف الشخصية الذي يقابلها الصحفي الاستقصائي ومشاعره وتعابير جسده ووجهه ( المصدر يدخن بشراهة أثناء اللقاء به – تأخر عن الموعد المحدد للمقابلة – يتحدث كثيراً لكن بعيداً عن إجابة السؤال – تناول بعض الأدوية أثناء المقابلة – تبدو عليه علامات توتر ).
9-. دراسة الشخصيات جيداً وقد يكون بطل التحقيق المتضرر وقد يكون البطل المتسبب .
10-. استخلاص النتائج.
11-. تحديد الشخصيات الرئيسية والثانوية.
12-. فهم طبيعة الشخصيات ودوافعها وتحديد علاقتها بالفكرة الرئيسية.
13-. رسم إطار زمني للأحداث وا يجاد القواسم المشتركة بين العناصر.
14-. لا تبحث عن المقدمات التقليدية خلال السطور الأولى للتحقيق قم بسرد الفكرة الرئيسية مع الحفاظ على متلازمة السبب و النتيجة.
15-. المحافظة على إيقاع السرد ووضع الصحفي الاستقصائي نفسه مكان القارئ.
16-. الكتابة ترجمة للأفكار يجب الحفاظ على ترابطها والكلمات قارب الأفكار يستوجب انتقاؤها بدقه.
17-. قد يتم تحويل الفرضية إلى أسئلة حتى عندما يتم الإجابة على الأسئلة تكون توضيح للفرضية.
18-. أهمية شرح الألفاظ والمصطلحات.
19-. فرضية التحقيق الاستقصائي مثبته من خلال النتائج الذي توضح المتسبب في الضرر واثبات الفرضية.
20-. الابتعاد عن المبالغات في وصف الأحداث والشخصيات والابتعاد عن التقعر في اللغة وهجر الركاكة واجعل تسلسل الأفكار ترابطاً بين الفقرات.
21-. كتابة فقرة كاملة ثم معاودة قراءتها لإعادة صياغتها وتحسينها لتوضيح ما يقصده الصحفي الاستقصائي.
22-. يجب أن تكون مقدمة التحقيق الاستقصائي معبرة بوضوح عن الفكرة الأساسية كون المقدمة خير سفير للتحقيق.
23-. عدم الخلط بين المقدمات الصحفية والأدبية
24-. يجب أن تكون المقدمة شيقة وواضحة.
25-. إذا كان التحقيق الاستقصائي فيديو يستلزم الاهتمام بأول ثلاثين ثانية كونها هامة جداً لجذب المشاهد.
26-. لإثبات فرضية التحقيق الاستقصائي ضرورة مقابلة خبراء في عدة تخصصات وتوضيح تقاطع شهاداتهم.
27-. البداية الإنسانية ليست جيدة الاقتباسات الإنسانية مهمة لكنها ليست البداية المثلى طوال الوقت.
28-. إضفاء الطابع الإنساني على القصة لا يعني بالضرورة الانطلاق من مأساة شخصية للضحية أو المتضرر.
29-. دائماً توجد بدائل وخيارات متعددة للمقدمة ( مشهد وصفي – إحصائية أو أرقام – فكرة صادمة – تفاصيل الموضوع مباشرة ).
الثاني عشر: مرحلة مابعد كتابة التحقيق الاستقصائي
بعد الانتهاء من مرحلة كتابة التحقيق الاستقصائي بشكل نهائي يستلزم إخضاعه لمراجعه عامه وتفصيلية كالتالي :
1-.يجب أن يتخلى الصحفي الاستقصائي عن دوره ككاتب ويقرأ التحقيق بعين القارئ ( مرحلة الانتقاد الذاتي )
2-. التأكد من وضوح الفكرة الرئيسية وترابط الفقرات وتوازن عناصر القصة تحريرياً وفنياً.
3-. الاختصار غير المخل والتأكد من سلامة النص لغوياً ( القواعد الأساسية – الأسلوب الصحيح).
4-. في نهاية كتابة التحقيق الاستقصائي يتم كتابة عنوان التحقيق ولابد أن يعبر العنوان عن مضمون النص ( دقيق – مختصر لا يزيد عن سبع كلمات والأفضل ثلاث كلمات – مباشر أو غير مباشر – تشبيه أو إسقاط – واقعي – قد يؤخذ العنوان من تصريح لافت).
5-. التحقيق الاستقصائي يشتمل على مقدمة ووسط وخاتمه ويجيب عن ( متى ؟ وكيف ؟ وأين ؟ ولماذا ؟ومن؟
وفي الأخير :
نؤكد على أهمية إيلاء التحقيقات الاستقصائية أهمية كبيرة في العمل الصحفي ونشر معارف ومهارات الصحافة الاستقصائية بشكل واسع باعتباره مجال وتخصص هام في العمل الصحفي يطور من أداؤه وينتج مواد كاملة يحقق التغيير الإيجابي في المجتمع ويهدف للمصلحة العامة.
التحقيقات الاستقصائية الجيدة تعتبر من أهم وسائل مكافحة الفساد وخير عون مساند للجهات الرقابية الرسمية لكشف الاختلالات ووقائع الفساد وفق منهجيه شفافة وواضحة تشمل الأدلة عليها والذي قد تكون مواضيع تلك التحقيقات مخفيه عن الأجهزة الرقابية الرسمية تعتبر ما ينشر في وسائل الإعلام بلاغ رسمي لها ووفقا للقانون.
لذا من المهم تطوير مهارات وأداء الصحفيين في بلادنا والاهتمام بهم معيشيا فالاستقرار النفسي والمعيشي للصحفي من أهم عوامل النجاح في العمل ، وإيلاء الصحافة الاستقصائية الاهتمام الكبير من مختلف الجهات ذات العلاقة، خاصة المؤسسات الإعلامية ، والأجهزة الحكومية والأمنية ،ومواكبة مستجدات العمل الصحفي في العالم وترجمة المعارف والمهارات في الصحافة الاستقصائية للغة العربية تحافظ على حيوية ونشاط وإيجابية الصحفي كشخص إيجابي في المجتمع يصنع التغيير ويحسن أوضاع المجتمع ويعزز ثقة المجتمع في الصحفي كونه متلمس لاحتياجاتهم ولسان حالهم.
بالمعارف ومهارات الصحافة الاستقصائية يواجه الصحفي الاستقصائي الصعوبات والتحديات ويتجاوزها بإصرار وصمود تشكل دافع قوي للاستمرار في العمل الصحفي دون توقف كون روح التحدي هي المحرك له ومصلحة المجتمع هو الهدف.
ما أوردناه في هذه الدراسة الموجزة هي خلاصة لجلسات تدريبية عقدتها شبكة أريج للتحقيقات الاستقصائية لتطوير أداء الصحفيين العرب في الصحافة الاستقصائية لمواجهة التحديات والصعوبات بإصرار وعزيمة لا تلين باعتبار الصحفي صاحب رسالة ساميه ومحور هام للتغيير الإيجابي في المجتمع ولتعزيز الدور الإيجابي للصحافة الاستقصائية المستقلة في كشف الاختلالات والفساد لمكافحتها.
*عبدالرحمن علي علي الزبيب
إعلامي مستقل ومستشار قانوني
اقرأ أيضا للكاتب:أبرز مشاكل التعليم الأساسي وكيفية تجاوزها لبناء اليمن الحديث
