أبو هادي .. قمر بني هاشم !!
أبو هادي .. قمر بني هاشم !!
كتب: حسين السراجي
لقب ( قمر بني هاشم ) حكر على العباس بن علي (ع) منذ كربلاء الحسين (ع) في محرم من العام 61هـ واليوم ومع كربلاء حارة حريك في ربيع النور من العام 1446هـ يستحق اللقب وبجدارة واستحقاق سيد الشهداء أبو هادي .
قمر بني هاشم الذي رسم كربلاءات وعاش كربلاءات وشهد كربلاءات وختم حياته بكربلاء الشهادة والإيمان .
إنه نبتة الطهر والنقاء فالذي يقرأ عن والده وكفاحه وطهره ثم يُعرّج على تأريخ والدته وطهرها ونقائها وفضلها وزهدها وإيمانها ( يمكن استقراء كل ذلك في خطاب السيد الشهيد سلام الله عليه وعليها بعد وفاتها وهو يصفها بصفات عجيبة ) يعلم أنه نبتة طاهرة من سلالة طاهرة من شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء .
يا نوراً من نور الله نزل في ضيافة الله لم تمت ولن تموت فأنت حي وستبقى حياً .
سيدي شهيد الأمة :
الملايين كانوا يترقبون إطلالتك
ينتظرون وصولك .
يتشوقون سماع صوتك .
يبتسمون بابتسامتك فقد :
كنت تداوي جراحاتهم .
كنت البلسم لكل أوجاعهم .
كنت الطبيب من عِلَّاتهم .
كنت النور لحالك ظلمات قلوبهم .
كنت الأمل من إحباطهم .
كنت الصدق لهم في زمن الكذب .
كنت الروح المعنوية في زمن الهزائم والانكسار .
كنت منهج النبي الأعظم .
كنت القرآن الناطق .
كنت فقار علي .
كنت حسين الثورة .
كنت زيد الخروج على الظالمين .
كنت أشتر الميدان .
كنت مهدي الزمان .
كنت طالوت المواجهة .
كنت الحق واليقين .
كنت الفاروق الأكبر .
وفي ذات الوقت للأعداء والصهاينة والمتصهينين وأنظمة الخيانة والعمالة والتطبيع والمنافقين ونعال الغزاة وخونة الأوطان :
كنت الرعب !!
كنت الكابوس !!
كنت الخوف !!
كنت القلق !!
كنت قامع الباطل !!
كنت البأس الشديد !!
كنت سيف الله البتار !!
كنت هزيمة الفجار !!
كنت هيبة الله !!
كنت سطوة الله !!
كنت الردع
تثير الرعب في نفوس الصهاينة وهم يعيشون الحالة النفسية من كلماتك ويترقبون تهديداتك !!
64 عاماً هي عمر السيد حس بن عبدالكريم نصرلله قضاها مجاهداً منافحاً مقاوماً لم يهنأ بعيش أو يكتسب أو يبني لنفسه شيئاً .
كان كل شيء من الدنيا متاحاً له لو أراد أن يعيش البحبوحة والنعيم .
وكيف يعيش وهو الذي تطلب رأسه كبريات دول الطاغوت وتبحث عنه أعظم أجهزة استخبارات العالم المستكبر ؟!
عاش بعيداً عن الناس والمجتمع قريباً منهم يفرض عليه واقعه الجهادي العيش في الثكنات يخطط ويرتب وينظم ويوجّه .
الرمز والقائد الأممي الذي يحبه المسلم والمسيحي والبوذي ، الشيعي والسني .
جمهوره واسع فحين زرت لبنان في العام 2013م أصابني الذهول من حب المسيحيين له وما يترنمون به من كلامه .
كنت أناقشهم عن شخصه فيرونه مسيحهم فأعجب من هؤلاء الذين هم أقرب مودة من المبغضين الذين يزعمون الإسلام ويتدثرون عباءة الدين فيظهرون عداوتهم لشخص يناوئ استكبار أمريكا ويقاوم احتلال فلسsطين ويرفع راية القدdس ويدعم مقاومة فلسطين بكل الوسائل والإمكانيات فيتأكد لي أنهم والصهاينة من طينة واحدة !!
كيف يعاديه أبناء جلدته ؟!
إلا أنه شيعي ؟! أم لأنه يقاوم الاستكبار والصهيونية وهم متصهينون ؟!
إنه الخيار الثاني بلا شك أو ريب فمن يرضع لبانة الصهيونية يعادي الأولياء !!
والذي نفسي بيده لو سئلت عنه ما قلت إلا كما قال الفرزدق في الإمام زين العابدين علي بن الحسين (ع) :
هَذا الَّذي تَعرِفُ البَطحاءُ وَطأَتَهُ
وَالبَيتُ يَعرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هَذا اِبنُ خَيرِ عِبادِ اللَهِ كُلِّهِمُ
هَذا التَقِيُّ النَقِيُّ الطاهِرُ العَلَمُ
هَذا اِبنُ فاطِمَةٍ إِن كُنتَ جاهِلَهُ
بِجَدِّهِ أَنبِياءُ اللَهِ قَد خُتِموا
وَلَيسَ قَولُكَ مَن هَذا بِضائِرِهِ
العُربُ تَعرِفُ مَن أَنكَرتَ وَالعَجَمُ
كِلتا يَدَيهِ غِياثٌ عَمَّ نَفعُهُما
يُستَوكَفانِ وَلا يَعروهُما عَدَمُ
سَهلُ الخَليقَةِ لا تُخشى بَوادِرُهُ
يَزينُهُ اِثنانِ حُسنُ الخَلقِ وَالشِيَمُ
حَمّالُ أَثقالِ أَقوامٍ إِذا اِفتُدِحوا
حُلوُ الشَمائِلِ تَحلو عِندَهُ نَعَمُ
ما قالَ لا قَطُّ إِلّا في تَشَهُّدِهِ
لَولا التَشَهُّدُ كانَت لاءَهُ نَعَمُ
عَمَّ البَرِيَّةَ بِالإِحسانِ فَاِنقَشَعَت
عَنها الغَياهِبُ وَالإِملاقُ وَالعَدَمُ
إِذا رَأَتهُ قُرَيشٌ قالَ قائِلُها
إِلى مَكارِمِ هَذا يَنتَهي الكَرَمُ
يُغضي حَياءً وَيُغضى مِن مَهابَتِهِ
فَما يُكَلَّمُ إِلّا حينَ يَبتَسِمُ
بِكَفِّهِ خَيزُرانٌ ريحُهُ عَبِقٌ
مِن كَفِّ أَروَعَ في عِرنينِهِ شَمَمُ
يَكادُ يُمسِكُهُ عِرفانُ راحَتِهِ
رُكنُ الحَطيمِ إِذا ما جاءَ يَستَلِمُ
اللَهُ شَرَّفَهُ قِدماً وَعَظَّمَهُ
جَرى بِذاكَ لَهُ في لَوحِهِ القَلَمُ
رحل السيد المبجل شهيداً .. وهل يليق بعظيم مثله إلا اللحاق بالعظماء شهيداً سعيداً على طريق القدس ودروب آبائه ؟!
لم يترك الاستكبار وسيلة للوصول إليه طوال سنوات من السباق يبحثون عنه .
اشتغلت استخباراتهم في الإعداد والترتيب والتخطيط والتنسيق وشراء الذمم ودفع الأموال وحين وصلوا إليه وصلوا بـ 83 طناً من المتفجرات الملقاة على العمارة التي كان يسكنها لأنه جبل الثبات واليقين .
عهداً سيدي بأن نمضي على دربك وأن نتجاوز مصيبة خسارتك وأن نجعل من شshهادتك طtوفاناً يقتلع الصهاينة ويقض مضاجع المسsتكبرين ولله عاقبة الأمور .
السلام عليك سيدي .
السلام عليك يا ولي الله .
السلام عليك يا راحلاً أبكى العيون وأوجع القلوب .
المكلوم / الحسين بن أحمد السراجي شفاه الله .
الثلاثاء 28 ربيع الأول 1446هـ الموافق 1 أكتوبر 2024م .
اقرأ أيضا:رحيل فاتح زوال إسرائيل