نفحات من كتاب لكي لا نمضي في الظلام (الحلقة الثانية)
نفحات من كتاب لكي لا نمضي في الظلام (الحلقة الثانية)
بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان …
إننا نصدر هذه الكلمات تحت ذلك العنوان ونستشف من كتاب الأستاذ المفكر الكبير المرحوم إبراهيم بن علي الوزير الذي وهب حياته في إنارة الأمة بما كتب وقدم من تضحيات وهذا الكتاب الذي يحمل عنوان ” لكي لا نمضي في الظلام” نقتبس من ذلك ” ثورة يمننا حقيقة تاريخية ” ثم جاء في ذلك ” الإسلام يحمل النور ويقدس الفكر ويحطم الوثنية وينثر على العالم الأمن والسلام ويوقد في العقل شعلة التفكير في الأرض والسماء وما بينهما وما فيهما ” انتهى الاقتباس.
إن تلك الكلمات توحي إلى إحياء الضمير لدى الإنسان الذي هو محور هذه الكلمات التي أضاءت بنورها لكل كائن حي، وتلك المخلوقات جاءت من أجل خدمة الإنسان في هذا الكون وأُنزلت الرسل رحمة للبشرية لقوله تعالي (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107)) ومن اجل العدل لقوله تعالى (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)) والسلام في الأرض وإقامة العبادات لقوله تعالي (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) وجعل الله عقاب لمن يخالف في العبادات وغيرها لقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56)) ولعل المفكر الكريم قد أوضح للأمة في تلك الكلمات التي أختصرها من أجل الأخوة والمساواة والعدل والإحسان بين البشر، ولعله يشير إلى ما قدمه اليمنيين قائلاً في ذلك الاقتباس ” كان اليمنيين بشهادة التاريخ هم مادة الجيوش الإسلامية الأولى التي أطاحت بالديكتاتورية المتألهه التي أغرقت العالم بالأشلاء والدماء في حروب مستعرة أطفأ وقودها الإسلام يوم حطم كسرى وقيصر ورفرفت راية الإسلام من الصين شرقاً إلى أوروبا غرباً، إن دور شعبنا التاريخي يدل دائماً على حقيقة هامة وهي ( ثورية شعبنا وحيويته ونزوعه المطلق نحو التحرر )” انتهى الاقتباس. إن مفكرنا الكبير يشير إلى تلك الفتوحات العظيمة التي ضحى العرب والمسلمين فيها وكان ابناء اليمن في مقدمة تلك الفتوحات وظلت صاعدة حتى يومنا هذا تتحدث عنها صفحات التاريخ. إن العزة لا تكون إلا بتقديم التضحيات بالمال والنفس وهنالك هجمة شرسة ضد الإسلام وحداثته نظراً لتلك الفتوحات التي ظل صداها في كل ربوع هذا الكون الفسيح من عبادة الأوثان وغيرها إلى عبادة رب الكون ان هناك ترابط وتشابك للذين يستقرون بالخارج الذين يريدون أن يعيدوا الظلم والاستبداد كما كان وفصل القمة عن القاعدة وهذا ما يخطط له الاستعمار وأعداء الأمة العربية والإسلامية. إن العداوة التي تُشن ضد الأمة العربية والإسلامية هي منذُ نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وعلى آلة وسلم وعلى مدى أربعة عشر قرناً ولا زالت مستمرة حتى قيام الساعة ونسال الله سبحانه وتعالى أن يعز الأمة العربية والإسلامية وينقذها مما تعانيه وعلي ان اذّكر القارئ الكريم بما قاله قادة الأعداء الذين يريدون نزع الحرية عنا نحن أبناء الأمة العربية والإسلامية والتي تحدث عنها وكتب عنها مفكرنا الكريم الذي نحن نكتب اقتباسات من كلماته المعبرة بنور الحرية والأمن والسلام حيث ذهبت بعض أقوالهم التي يعبرون بها عن أنهم مجد للحرية ولكن عدائهم للمسلمين اشد وأنكى حيث ذهبوا إلى القول ” دمروا المسلمين وخذوا جثة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى احد المتاحف الفرنسية” وهذا هو الهدف الذي لهم أما قول العظماء من قادتهم فقد ذهب بعضهم إلى القول بعد أن خاضوا الحروب الصليبية ضد الأمة العربية والإسلامية منهم الملك لويس التاسع ملك فرنسا الذي اسر في دار ابن لقمان في المنصورة في وثيقة محفوظة في دار الوثائق القومية في باريس حيث قال أنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة. وما نبهنا به مفكرنا المجاهد في كلمات حرة لأجل الأمة ومجدها وعزتها، وقد حضرنا الله سبحانه وتعالى منهم بقوله تعالى (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120))
shababunity@gmail.com
بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد