إبراهيم بن على الوزير

أضواء من كتاب “على مشرف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم الوزير” الحلقة (4)

أضواء من كتاب “على مشرف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم الوزير” الحلقة (4)

الجمعة 3يناير2024_

بقلم الأستاذ / عزيز طارش بن سعدان

تابع السنن الكونية

هذه السنن الكونية مسخرة للإنسان من حيث هو كائن إنساني مستخلف في الأرض، ومسؤول مسؤولية (اختيارية» حرة يتحمل فيها وبها صوابه وخطأه…!

)) وهذه السنن» في خط من خطوطها العديدة السارية في الكون والمبثوثة فيه))

منها ما يجري على الإنسان، رضي أم أبى، ولا يملك من أمرها نفعاً ولا ضراً كالموت والحياة وعلم الغيب. وبلوغ السنن إلى غاياتها المرسومة في طبائع الأشياء ذاتها، ومنها ما يستطيع الاستفادة منها بتسخيرها لما يريد فينتفع منها بقدر ما أتيح له من قدرة على التعلم والتعرف على السنن والكشف عن قوانينها والتقدم الدائم والمستمر في آفاقها ومجالاتها. ومنها ما لا يستفيد منه ومنها ما يتضرر به لغفلته وجهله وتعطيله «لأجهزة العلم» و «المعرفة حيناً من الدهر.. مثل عدم دراسته «القوانين» التي وفقها يستخدم «النور» أو «الجاذبية» أو «قوة الدفع المتحرك» أو طبيعة الأوبئة» وكيفية تجنبها ومعالجتها أو علم «سير الأمم» علواً وانخفاضاً أو علم «تغيير المجتمعات والأفراد أو علم قوانين الهندسة» في مجالاتها المتعددة وأشكالها المختلفة التي يقوم على أسسها التقدم والبناء، أو سنن استخدام واستخراج ما في الأرض من طاقات وأرزاق وأثقال بنتائج استخدام الأجهزة التي زود الله بها من سمع وبصر وفؤاد في نطاق العقل والفهم والعلم والتفكير.. ثم إذا ما أتيح لنفس هذا الإنسان مناخ يستخدم فيه قواه الفكرية ومحصوله العلمي تجنب الضرر وانطلق في ميادين الاستفادة الدائمة التقدم إلى الأمام …. بذلك ترتفع أية أمة في مجال وسائل القوة والفاعلية درجات إلى مدى واسع لا يكاد يحيط به تصور وبنتائج تعطيل هذه الأجهزة واعتماد الخرافة والأساطير والظنون «وما ليس لهم به علم تنزلُ بالإنسان أضرار نتيجة لتعرضه لما لم يعرف أو يكتشف ويذهب عليه أيضاً الانتفاع بما كان يجهله من سنن لو تم له أعمال فقهه وعقله وعلمه لاكتشفها وسخرها وانتفع بها.

الإنسان

كل ذلك سنن كونية متاحة للإنسان من حيث هو إنسان ، سنن كونية لا تتعلق بمعتقد الإنسان آمن أم كفر ، يقول تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}           {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً } ..إن الإنسان له سنن عليه أن يتوقف عندها وفيها من علم الغيب لا يقدر أن يتخطاها وهي قدر محكوم لا يقدر أن يزيدها ولا يقدمها كالموت والرزق وعلم الغيب وكل ما يجري على الإنسان لا يستطيع أن يقدمها أو يؤخرها ، دقائق أو ثواني وفي سنن تجري من الإنسان كالذهاب إلى أعمال الخير أو الشر ذلك متروكا لمشيئة الإنسان لقولة تعالى{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }.

هناك العديد من العلوم الحديثة أن القرآن الكريم ، كشفها لنا منذ 1400 عام ، القرآن الكريم مليء بالعلوم والأسرار التي لم تكتشفها الأمم السابقة ، ونجد ان العلم الحديث كشفها ، وعند تدبرنا للقرآن الكريم نجد أنه تحدث عنها ،مثال ذلك في خلق الكون ولم نعلم كيف خلقها الله -سبحانه وتعالى- وكل ما لدينا أنها خلقت في ستة أيام قد أخبر الله تعالى أنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وذلك في مواضع من القرآن، منها قوله سبحانه.{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}، وقوله: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}، وقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}، وقوله: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}، وقوله: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}.ولو إخذنا في البحث عن ذلك لكتبة في مجلدات وإنما نحن نمشي في تفاصيل بسيطة ذكرها مفكرنا الكريم  إبراهيم بن علي الوزير في هذه الحلقة وكانت نقد من الواجب البحث عنها في نقاط محددة ،أن العلوم التي تمشي عليها الدول المتقدمة ووصلت إلى علوم لم يصلها أحد في كل المجالات ونحن العالم العربي والإسلامي لا زلنا تحت الصفر في العلوم والأبحاث المستقبلية التي تسعى لها الأمم المتقدمة وعلمائنا لا يزالون في خلاف حول ابليس هل هو ذكر أو أنثى، وحول كيفية الوضوء وما ينقضه وصحته ولم يفكروا فيما وصلت إليها الأمم من العلوم والتكنولوجيا، ولو فكر أحدا من أبناء الأمة العربية والإسلامية حول ذلك ، لتم تكفيره وانه خرج عن نطاق الإسلام كمثل ابن رشد وغيرة من علماء الأمة في عصرهم ، ذكر لنا التاريخ كيف تمت معاملتهم وتكفيرهم وأحرقت كتبهم وهم يشاهدوها ، في الوقت الذي كانت الأمة في أمس الحاجة إلى الوصول إلى ما وصلت إليه الدول المتقدمة في مختلف المجلات  العلمية والفكرية، كما قال معلمنا المفكر الإسلامي الكبير إبراهيم بن على الوزير آنفاً ـ ولكن هنالك شي لا بد من التطرق إليه ، وهوا التحرر من أعداء هذه الأمة الذين تجاوزوا كل حدود  الطغيان والاستعلاء والتكبر والتجبر بشكل لا مثيل له، حتى أنهم تدخلوا في الشؤون الداخلية للأمة الإسلامية كمنع زراعة القمح ، حتى يستمروا في التحكم بشعوبنا وأمتنا ،وهذا فقط مثال حي أمامنا وهو نقطة البداية، وقد ذكرنا ذلك في كتابنا ((الاقتصاد الإسلامي الترفيهي))

يتبع في الحلقة القادمة..

اقرأ أيضا :أضواء من كتاب “على مشرف القرن الخامس عشر للمفكر الإسلامي إبراهيم بن علي الوزير” الحلقة (3)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى