أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم الوزير” الحلقة (10)
أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم الوزير” الحلقة (10)
حقائق التاريخ ودروسه
- بقلم:الأستاذ عزيز طارش بن سعدان
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ}
الأؤبعاء2يناير2025_
الدم والعار إلى ما حول فلسطين من بلدان ضالة عن الحق، متخبطة في التيه…! والنوازل مستمرة بهذه الأمة في أكثر من مكان على الأرض! وخلال ذلك جاءت نازلة اضطهاد الحركة الإسلامية الشعبية بشكل لم يسبق له في التاريخ ضريب أو مثيل…! ووسط ظلام المأساة استمر زيف التقدمية اليسارية» المصنوع في معامل أعداء هذه الأمة والذي كان من السهل زراعته في الخواء العام حيث غابت: دعائم التفكير الإسلامي منذ زمن بعيد و «العلم» و «الفهم» و«العقل» ولكن هذه «التقدمية اليسارية» لقيت مصرعها في حرب (۱۳۸۷) هـ – ١٩٦٧ م) بأوضح لغة وبيان!! كما لقيت القومية العربية التي زرعها وتعهدها مسيحيو العرب وبالأخص مسيحيو لبنان – لقيت مصرعها في حرب لبنان حيث لم يقبل المسيحيون العرب في لبنان إلا بسفك دم «القومية التي ابتدعوها وما رعوها حق رعايتها فلم يغن سرابها عن أحد شيئاً.
إن المسيحيين العرب الذين يقتلون إخوانهم المسلمين في لبنان ينسون أن الإسلام حفظهم أحراراً في ظل سلطته المطلقة عشرات القرون وكذلك ينسى فلاسفة القومية سواء كانوا مسيحيين أو مرتدين من الذين رجعوا أعراباً أن الإسلام وحده هو الذي وحد العرب وأن أية وحدة – أن أعناق بعض بعضهم لا تقوم على أساسه ومصيرها الشقاق والتمزق وعلى المسيحيين خاصة أن يتذكروا جيداً أنه يوم فيه عاش المسيحيون في علاقات كان الحكم للإسلام، بر وقسط إخوانهم المسلمين. … و «بالقومية» بين التي – كما سجل التاريخ – أنهم ابتدعوها وسجّل لهم أيضاً أنهم ما رعوها حق رعايتها كتبت الأحداث بخط معمد بالدم عدم صلاحيتها لتكون نظاماً الإنسان وأخيه الإنسان.. إذ تفجرت تحت مظلتها المهترئة الأحقاد والكراهية بشكل لا تعمد إليه الوحوش الضارية بشهادة التاريخ المعاصر.. وبالواقع المسموع والمرئي بين العالمين (انتهى) ان القومية العربية التي ذاع صيتها في القران الربع عشر وانتهى في عام 67م وما تلاها من حروب باسم القومية العربية ولو تحولنا إلى قوميات في الأمة الإسلامية لسرنا أقوام متعددة ولكن أمرنا الله في محكم كتابه قال {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} القومية نتنة وهي فتنة ولإزالة موجود بين المجتمعات العربية والإسلامية وفي قلوبهم حقد على مفكري الإسلام والجماعات الإسلامية ولهم قيادة في كل بلد من دكاترة ومحامين وقانونين لهم لقاءات بينهم وبين العلمانيين الذين رضعوا من ألبان الغرب أو الشرق ولاهم لهم إلا أن يكونوا هم المسيطرون في كل مفاصل الدول التي هي فتافت الاستعمار الذي يتحكم في مصير الشعوب وهم العالون في الكون الذين لهم الغلبة
إننا سوف نظل نحن وهم في وصراع بين حق وباطل ونقول للذي في قلبه شك فيهم أنهم يحملون لنا نوعا من الغزل والتفكير في الحياة والممات، كل ذلك بيد الله -جل شأنه- ومهما قاموا بالتودد لنا ،تودد في ظاهره الحب الحميم والرحمة ولكن في باطنه العذاب والكراهية والعداء لنا أبناء الأمة العربية والإسلامية وذلك الحقد والعداء ليس وليد اليوم ولا وليد الأمس ولكنه عداء عند بزوغ الإسلام في عهد محمد رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وقد حذرنا الله جل شأنه بقوله {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} ولن ينمحي ذلك العداء إلا أن نكون كما وصف الله سبحانه وتعالى لا أن نكون ساذجين ولا عقيدة لنا ولا دين فهم سيرضون عنا عندما نصبح (عائشين ) كالحيوانات لا نفرق عنها في شيء ،وسوف نوضح ما خططه زعماؤهم لأبناء الأمة العربية والإسلامية عندما لم يقدروا على المواجهة عمدوا إلى مختلف الأساليب.
إن الأعداء الذين يملون علينا يريدون نزع الحرية عنا نحن أبناء الأمة العربية والإسلامية ، لقد ذهبت بعض أقوالهم التي يعبرون بها عن أنهم مجد للحرية ذرات في الهواء ولكن عداءهم للمسلمين أشد وأنكى حيث ذهبوا إلى القول ” دمروا المسلمين وخذوا جثة رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم -إلى أحد المتاحف الفرنسية وهذا هو الهدف الذي سعوا لتحقيقه، أما قول العظماء من قادتهم فقد ذهب بعضهم إلى القول بعد أن خاضوا الحروب الصليبية ضد الأمة العربية والإسلامية منهم الملك لويس التاسع ملك فرنسا الذي أسر في دار ابن لقمان ( المنصورة ) في وثيقة محفوظة في دار الوثائق القومية في باريس حيث قال إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسية بإتباع ما يلي :
– إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين وإذا حدثت فهو العمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملاً في إضعاف المسلمين.
– عدم تمكين البلاد الإسلامية من أن يقوم فيها حكم صالح.
– إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء حتى تنفصل القاعدة من القمة.
– الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه يضحى عليه في سبيل مبادئه.
– العمل على الحيلولة دون قيام وحدة إسلامية في المنطقة.
– العمل على قيام دولة غربية في المنطقة العربية “
وقد قال ايوجين روستو رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية الأميركية ومساعد وزير الخارجية الأمريكي ومستشار الرئيس جونسون لشؤون الشرق الأوسط حتى عام 67م: يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بينا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو شعوب بل هي خلافات الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية.. لقد كان الصراع محتدماً ما بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطى وهو مستمر حتى هذه اللحظة بصور مختلفة ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب وخضع التراث الإسلامي للتراث المسيحي …
إن الصراع الذي بيننا وبينهم هو صراع عقائدي ولا يمكن أن يتسامحوا معنا وديننا الإسلامي هو دين الأخوة والتسامح والتعايش لجميع الساكنين في الكرة الأرضية وقد عدل بين اليهود وأمير المؤمنين وتقاضى أمير المؤمنين وذلك اليهودي عند القاضي وحكم الإسلام بين الملوك والرعاة وبين الملك والسوقة وبين الأمراء للجيش الإسلامية وجنودهم وبين الأمير والقبطي وقد قال عمر بن الخطاب أمير المؤمنين -رضي الله عنه -مقولته المشهورة ” متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتكم أحرار ” لا فرق بين القبطي والمسلم واليهودي والمسلم والمسيحي وتعايشوا في خير وسلام ولم تظهر الخلافات إلى عند مجيء القومية والأديان الموجودة على هذا الكون العظيم فكيف تريد أمريكا أن ترسل لنا الديمقراطية مغلفة وتريد أن تتحكم في مسيرتنا وتختار على هوائها .
آن الأوان أن تحترم الدول الغربية حريات الشعوب في الاعتقاد وفي الاختيار لمن يحكمهم و يسير مسيرتهم التي ينشدون إليها وتترك الشعوب لينطلقوا بحريتهم على نهج عقيدتهم وتتعامل مع من تختاره الشعوب وأن تمشي بالعدل والكيل بمكايل واحدة حتى تخفف العداء والحقد والغلو على أبناء العقيدة الإسلامية وتنشر التسامح والحوار البناء بدلاً من الإذلال والكراهية والإهانة لأبناء الشعوب العربية والإسلامية ويكفي الأحداث التي تمر هنا وهناك في داخل الشعوب العربية والإسلامية من قبل أمريكا وحلفائها، أليس في قادة الأمة العربية والإسلامية رجل رشيد يعمل من أجل دينه وكرامته وعزة الأمة الإسلامية ويدعو إلى عدالة الإسلام والتعايش بين المذاهب الإسلامية التي تعمل أمريكا ومن في فلكها لزرع الفتن من خلال هذه المذاهب الفكرية؟! {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.
ولنا لقاء في الحلقة القادمة …
اقرأ أيضا للكاتب :أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم الوزير” الحلقة (8)