جوزيه كلايتون : سأشجع النسور أمام البرازيل وأرشح تونس وفرنسا لعبور الدور الأول في مونديال قطر
كان البرازيلي جوزيه كلايتون أول لاعب غير تونسي يرتدي قميص منتخب تونس نسور قرطاج، وذلك بعد أسابيع قليلة من حصوله على الجنسية التونسية في ربيع 1998، وقبل أشهر قليلة من مشاركة منتخب نسور قرطاج آنذاك في نهائيات كأس العالم في فرنسا 1998.
ونجح اللاعب، الذي كان حينئذ أحد ركائز النجم الساحلي، سريعا في فرض نفسه في المنتخب التونسي ليخط مسيرة كروية لافتة، رغم اختلاف اللغة والعادات والأصول، ويتحول إلى واحد من أفضل اللاعبين التونسيين وذلك بمشاركته في كأس العالم ومساهمته في تتويج النسور بكأس أمم أفريقيا 2004، وهو اللقب القاري الوحيد في خزائن تونس.
وقبل مباراة ودية مرتقبة بين تونس والبرازيل بعد غد الثلاثاء، استعدادا لكأس العالم 2022 في قطر، كشف كلايتون -في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت- عن أن المباراة تحظى بأهمية بالغة بالنسبة إليه، وأنه سيتابعها بشغف، كما تحدث عن حظوظ منتخبي النسور ونجوم السامبا في المونديال، مضيفا أن قطر تملك كل الإمكانيات لتجعل من نسخة 2022 أفضل نسخة في تاريخ كأس العالم.
وفي ما يلي نص الحوار:
كونك حاملا للجنسيتين البرازيلية والتونسية، ماذا تمثل لك مباراة ملعب حديقة الأمراء بباريس بين تونس والبرازيل الثلاثاء القادم؟
من دون شك، تمثل المواجهة بين نسور قرطاج ونجوم السامبا حدثا مهما بالنسبة لي، سأتابعه بكل اهتمام رغم أنني لن أكون في الملعب، لطالما حلمت طوال مسيرتي مع المنتخب التونسي أن أواجه منتخب بلدي الأم، البرازيل ولكن لم تتح لي الفرصة للأسف.
الآن أتيحت لي الفرصة لأتابع مباراة ليست ككل المباريات بالنسبة لي، ذلك أنها تجمع منتخب البلد الذي ولدت ونشأت فيه ومنتخب البلد الذي احتضنني منذ 1994، ثم حصلت على الجنسية التونسية عام 1998، لقد قضيت في تونس أكثر من نصف عمري حتى الآن. هو إحساس خاص لم أعهده من قبل.
سأهتف لتونس
في أي مدرج ستكون؟ هل ستهتف لبلدك الأم أم ستشجع منتخب تونس الذي حملت قميصه ودافعت عن ألوانه؟
سأشجع المنتخب التونسي، أقول هذا بكل فخر ومن دون خجل، فتونس منحتني كل الحب واحتضنتني وأنا عمري 21 عاما، وعلى امتداد تلك السنوات نشأت بيني وبين تونس والتونسيين علاقة وطيدة زادت متانة بمرور الأعوام.
أشعر حقا أني تونسي أكثر من كوني برازيليا، فبعد اعتزالي الكرة عام 2007 قررت البقاء هنا في تونس، ولم أشعر بأني غريب البتة؛ الجميع يعاملني باحترام، وبالتالي أعتقد أن تونس هي بلدي الأول حاليا ثم تأتي البرازيل.
بعيدا عن العاطفة، ما توقعاتك لمباراة ملعب حديقة الأمراء بين نسور قرطاج والسامبا؟
منتخب البرازيل استعاد عافيته بشكل كبير
الفوارق تبدو كبيرة؛ فنحن نتحدث عن منتخب برازيلي استعاد عافيته بشكل كبير في العامين الماضيين، وجميع نجومه في أفضل حالاتهم، مثل نيمار وجونيور فينيسيوس وكاسيميرو وريشاردسون وغيرهم.
أتوقع أن يقدم زملاء وهبي الخزري مستوى يليق بهم كمنتخب يصنفه العارفون بشؤون كرة القدم بين أفضل منتخبات القارة الأفريقية.
المباراة ستكون صعبة على نسور قرطاج، ولكن الأهم أن يخرج منها الجهاز الفني بفوائد ونقاط إيجابية قبل انطلاق مونديال قطر 2022.
كابتن كلايتون كيف ترى استعدادات المنتخب التونسي قبل شهرين فقط على انطلاق كأس العالم 2022؟
المنتخب التونسي يمر بفترة جيدة حاليا، وأغلب لاعبيه يشاركون بانتظام مع أنديتهم في أوروبا، أو في الدوريات العربية على غرار عيسى العيدوني الذي أعتبره واحدا من أفضل عناصر المنتخب، وإلياس السخيري وحنبعل المجبري ومنتصر الطالبي ووهبي الخزري ويوسف المساكني ونعيم السليتي وفرجاني ساسي.
أرى أنه -بهؤلاء اللاعبين وبمدرب يعرف المجموعة جيدا وهو جلال القادري- يمكن القول إن نسور قرطاج باتوا جاهزين للدفاع عن حظوظهم في النهائيات بشرط أن تتواصل الاستعدادات بنفس الدرجة من الجدية والروح العالية والعزيمة، وخاصة عدم الخوف من المنافسين، لأن اللعب تحت وطأة الضغوط سيكون أكبر عائق على طريق البروز في المونديال.
تونس وفرنسا للدولار الثاني
بمجموعة تونس، ما المنتخبان اللذان تتوقع عبورهما للدور الثاني؟
من دون تردد، أرشح منتخبي فرنسا وتونس للمرور معا إلى الدور الثاني؛ فالمنتخب الفرنسي يملك كل الإمكانيات ويتسلح بتشكيلة من أفضل اللاعبين في الدوريات الأوروبية، أما منتخبنا التونسي فسيكون المفاجأة السارة للدور الأول.
هل تعتقد أن احتضان قطر للمونديال كأول بلد عربي ينال هذا الشرف سيعزز فرص الكرة العربية ويدعم حظوظ منتخبات قطر وتونس والمغرب والسعودية للذهاب بعيدا في هذه النسخة؟
أرجو ذلك، ولكن أظن أن هذا لن يغير الكثير حسب رأيي، فباستثناء المنتخب القطري الذي سيخوض المونديال على ملاعبه وسيستفيد من عاملي الأرض والجمهور، ستكون المنتخبات العربية الأخرى في ظروف متساوية مع منافسيها، خاصة أن القرعة وضعتها في مجموعات صعبة على غرار منتخب المغرب.
الكرة القطرية تطورت خلال السنوات الأخيرة
وإجمالا، كيف تنظر إلى مونديال قطر 2022 تنظيميا ورياضيا؟
لعبت في قطر، في نادي السد تحديدا، وأعرف حجم تطور الكرة القطرية خلال السنوات الأخيرة، خاصة من ناحية البنية التحتية والمنشآت الرياضية المتطورة جدا والتجهيزات ذات المواصفات العالمية، أنا واثق من أن مونديال 2022 سيكون واحدا من أفضل الدورات في تاريخ هذه المسابقة تنظيميا ورياضيا، إذ إن قطر تملك كل الإمكانات لتبقى هذه النسخة عالقة بالذاكرة.
حسب رأيك، ما المنتخبات التي ستراهن على التتويج بلقب كأس العالم قطر 2022؟
هناك المنتخب البرازيلي طبعا الذي يشهد فترة جيدة، وسيدافع عن حظوظه للتتويج باللقب، خصوصا أنه لم يحقق نتائج جيدة منذ 2002 حين أحرز آخر تتويج عالمي له، ثم هناك منتخبات فرنسا وإنجلترا وألمانيا التي أرى أنها تملك حظوظا وافرة للعب الأدوار الأولي.
كابتن كلايتون لو نعود إلى سنة 1998 وحصولك على جنسية تونس، ما الظروف التي كانت وراء ذلك؟ ومن شجعك على هذا الاختيار؟
بين عامي 1994 و1998، كنت واحدا من عناصر الجيل الذهبي في النجم الساحلي التونسي، وعام 1998 كانت تونس قد تأهلت لكأس العالم بفرنسا وفقدت واحدا من أفضل اللاعبين في مركز المدافع الأيسر، وهو الراحل الهادي بالرخيصة.
كان المدرب البولندي هنري كاسبارجاك، يمسك آنذاك بمقاليد تدريب نسور قرطاج، شاهدني في بعض مباريات الدوري ثم تحدث معي وعرض علي أن أنضم إلى المنتخب بعد أن أستوفي إجراءات نيل الجنسية وجواز السفر التونسيين.
استحسنت الفكرة وتمت الأمور بسرعة، خصوصا أن المنتخب كان يستعد للمشاركة في المونديال، وخضت في الثاني من مايو/أيار 1998 أمام منتخب جورجيا أول مباراة لي بقميص نسور قرطاج.
حملت ألوان منتخب تونس في 39 مباراة دولية، كيف تقيم هذه المسيرة وما أبرز إنجازاتك؟
أعتبر أن مشواري مع المنتخب التونسي كان ناجحا إلى أبعد حد، كنت أول لاعب غير تونسي يقتحم معسكر المنتخب، الأمر كان يتطلب وقتا طويلا للاندماج بحكم اختلاف اللغة والعادات وغيرها من الأمور، ولكن سريعا فرضت نفسي وشاركت في كأس العالم 1998 بفرنسا، ثم كنت حاضرا أيضا في كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وفي كأس القارات 2005، خضت كامل مراحل تصفيات كأس العالم ألمانيا 2006، وأسهمت في تأهل النسور بهدف حاسم في شباك المغرب، لكن تعرضت في بداية ذلك العام لإصابة حرمتني من مشاركة مونديالية ثالثة.
لا أنسى طبعا أني كنت واحدا من لاعبي منتخب تونس الذي توج بكأس أمم أفريقيا 2004، وهو أفضل إنجاز في مشواري الكروي.
على صعيد الأندية، لعبت في تونس ثم فرنسا وقطر، أي المحطات تعدها الأكثر رسوخا في مشوارك؟
جئت إلى تونس وعمري 20 عاما، ولعبت مع النجم الساحلي 5 سنوات وتوجت معه آنذاك بكل الألقاب تقريبا، الدوري التونسي، الكأس، كأس الكونفدرالية، كأس الكؤوس الأفريقية، وغيرها، ثم انتقلت لنادي باستيا الفرنسي مدة عام واحد، ومنه عدت إلى تونس لأحمل ألوان الملعب التونسي قبل أن أخوض مسيرة ناجحة مع الترجي التونسي أحرزت خلالها لقب الدوري الممتاز في 3 مناسبات.
لعبت أيضا في نادي السد لموسم واحد وفي تركيا، لكن أعتقد أن النجم الساحلي والترجي التونسي هما المحطتان الأبرز في مسيرتي.
من اللاعبون التونسيون الذين تعدهم الأفضل خلال مسيرتك مع منتخب نسور قرطاج؟
كنا جيلا لامعا، ونجحنا في فرض سيطرتنا على الكرة الأفريقية في 2004 و2005، هناك العديد من الأسماء اللامعة لكن أعتقد أن زبير بية وسيلفا دوس سانتوس، وهو برازيلي أيضا لعب للمنتخب التونسي، أفضل اللاعبين الذين جاورتهم في حياتي الرياضية.
ولو طلبنا منك أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة البرازيلية، حسب رأيك، من هم؟
سيكون من الصعب ذلك، في البرازيل يتنفسون كرة القدم، وهناك عشرات اللاعبين النجوم في العالم، أعتقد أن بيليه ثم رونالدو ورونالدينهو هم الأفضل في بلاد الكرة.
تداولت بعض المصادر أخبارا عن اعتناقك الدين الإسلامي بعد هذه السنوات الطويلة في تونس، ما حقيقة ذلك؟
الحمد لله، هذا من فضل ربي، نعم اعتنقت الإسلام عام 2006، وكان ذلك عن قناعة تامة، فبحكم حياتي اليومية مع أصدقائي وبحكم أني قررت مواصلة حياتي في تونس كان اعتناق الدين الإسلامي نتيجة طبيعية لذلك، بعض أصدقائي استحسنوا الأمر، بل شجعوني على ذلك، والحمد لله.
المصدر : الجزيرة