هل تستطيع الرياض استغلال علاقاتها مع موسكو في حلحلة مشاكلها في المنطقة؟
من اللافت أن علاقات موسكو والرياض في تطور وتعزز يوما بعد يوم.وهناك تنسيق تام بينها في الكثير من الملفات خاصة في ملف النفط والغاز وفي غيرها من الملفات.
حيث تناقلت وسائل الإعلام، خلال الأيام الماضية أن روسيا أفرجت منذ أيام، عن أسرى من دول غربية ومواطن مغربي كانوا يقاتلون مع الجيش الأوكراني ،وذلك بوساطة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
كما تحدث بوتين عبر الهاتف الأسبوع الماضي، مع ولي العهد السعودي، وناقشا، من بين قضايا أخرى، “استقرار سوق النفط العالمية”، فضلا عن الوساطة المحتملة للمملكة العربية السعودية في القضية الأوكرانية.
يرى عدد من المحللين أن إطلاق سراح الأسرى الغربيون في أوكرانيا بوساطة سعودية، يؤكد مدى تعزيز العلاقات السعودية الروسية، وأن بوتين ما كان ليسلك ذلك الطريق دون خطوات متبادلة بين موسكو والرياض.
الأمر الذي قد يمكن موسكو من التوسط لحلحلة ملفات أخرى، الرياض في أمس الحاجة لها،منها الخلافات الموجودة في علاقة طهران بالرياض وكذلك إنهاء الحرب السعودية على اليمن دون الأضرار بسمعة الرياض وخسارتها للحرب.
أيضا من الواضح أن دور الأمير محمد بن سلمان في تحرير المرتزقة الغربيين يسمح له بالحصول على مكافآت كبيرة في علاقاته مع الغرب، لا سيما بالنظر إذا تكررت مثل هذه الخطوات مستقبلا، مما يسمح له التوسط بين كييف وموسكو أنها الحرب الروسية الأوكرانية.
ويقول المحللون بأنه إذا ما تم ذلك فأنها ستشكل فرصة للمملكة العربية السعودية ولمحمد بن سلمان شخصيا. لدخول دوري أبطال المشهد السياسي العالمي، وسط السياسيين الرئيسيين على هذا الكوكب، خاصة إذا أستطاع معالجة خلافاته مع إيران وإنهاء ملف الحرب على اليمن.
في المقابل يرى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أنه “لا تزال هناك خلافات مع إيران تمنعه حاليا من لقاء نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان”، لكنه لم يستبعد ذلك في مقابلة مع فرانس 24 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
قائلا: إن بلاده لديها مخاوف بشأن احتمال إحياء اتفاق نووي بين القوى الغربية وإيران، خاصة فيما يتعلق بتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واعتبر الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أنه حتى الصفقة “المعيبة” (الاتفاق النووي الإيراني) أفضل من عدم وجود صفقة.
واستطرد بالقول لكن: “بالتأكيد لدينا النية لبناء علاقة إيجابية مع جيراننا في إيران”.
وأضاف الفرحان: ويخصوص الملف اليمني، هناك هدنة في اليمن، التي تم التفاوض عليها في أبريل ومددت مرتين، ومن غير المرجح أن يتم تمديدها مرة أخرى بعد تاريخ التجديد في 2 أكتوبر، وألقى باللوم على الحوثيين في العودة المحتملة إلى الحرب.
غير أن البعض يرى بأن تصريحات الفرحان تأتي في إطار الضغوط على صنعاء، خاصة بعد العروض العسكرية التي قامت الأخيرة بعرضها خلال الشهر الجاري.
فالمبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، أعرب عن اعتقاده بأن يتم ا لتمديد للهدنة في اليمن لمدة ستة أشهر بعد انتهائها في أكتوبر المقبل.
وقال في حوار مع “الحرة“، إن “هناك دعم دولي ليس فقط لتمديد الهدنة لشهرين، إنما توسيعها وتمديدها لستة أشهر، مما يعطي مساحة للعمل الدبلوماسي”.
وأضاف: “الدعم الدولي لتمديد الهدنة لستة أشهر تمكننا من رؤية الملامح العامة والعمل في اتجاه وقف إطلاق النار والمفاوضات السياسية”.
واستطرد المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن قائلا: “لكن هذا الأمر غير مضمون ويعتمد على قيام الأطراف بتنفيذ التزاماتها”.