من هو مقتدى الصدر؟
صوت الشورى/متابعات
أستطاع رجل الدين والزعيم السياسي الشيعي مقتدى الصدر من جذب ملايين العراقيين خلال مسيرته السياسية التي أعلن الإثنين عن نهايتها.
ومقتدى الصدر الذي يتزعم “التيار الصدري”، مولود بالكوفة في مدينة النجف جنوب بغداد في 1973 لأسرة شيعية محافظة. وهو الابن الرابع للزعيم الشيعي محمد الصادق الصدر الذي اغتيل في عام 1999 بعد انتقاده الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وورث مقتدى شعبية والده حيث أصبح زعيما بارزا في عراق ما بعد صدام حسين .
وأظهر الصدر رجل الدين المعروف بعمامته السوداء، من جديد لخصومه السياسيين أنه ما زال يتمتع بقاعدة شعبية واسعة وقادر على حشد مناصريه وخلط الأوراق في المشهد السياسي.
وفي بيان مقتضب له الإثنين الماضي، قال الصدر: “إنني الآن أعلن الاعتزال النهائي”. كما أعلن إغلاق كافة المؤسسات المرتبطة بالتيار الصدري “باستثناء المرقد الشريف (لوالده محمد الصدر المتوفى عام 1999)، والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر”.
لقد قرر الصدر مجددا قلب الطاولة مع تأكيد سعيه لإخراج العراق من أزمة سياسية عميقة يعيشها منذ انتخابات تشرين الأول/أكتوبر 2021. فالبلد الغني بالنفط والغارق في أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، يتوقف مصيره على توصل الأطراف السياسية إلى اتفاق يسمح في النهاية بتعيين رئيس وزراء جديد ورئيس جديد.
إلا أن مقتدى الصدر يريد انتخابات جديدة في حين يطالب خصومه الشيعة في الإطار التنسيقي والمؤيدون لإيران، تشكيل حكومة ثم انتخابات تشريعية بشروط. وهو لا يتردد في فتح جبهات مع الفصائل الشيعية بالدعوة بانتظام إلى حل “الميليشيات” بعد أن دعا إلى التصدي للغزو الأمريكي عام 2003 عبر تشكيل جيش المهدي.
“قادر على احتلال الشارع”
ويعتمد الصدر على دعم جمهور لا يستهان به من الطائفة الشيعية، أكبر المكونات في العراق. ويرى الباحث في مركز “واشنطن إنستيتوت” حمدي مالك أن الصدر “قادر على احتلال الشارع، وليس لأحد القدرة على منافسته في هذا الميدان”. ويضيف أن الصدر “هو الشخصية المحورية” في تياره.
وخلال الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر/تشرين الأول 2019، أرسل الصدر الآلاف من مناصريه إلى الشارع لدعم المتظاهرين المطالبين بتغيير الطبقة السياسية الفاسدة. لكنه سرعان ما دعا مناصريه لمغادرة الشارع… ليدعو بعد ذلك إلى “تجديد الثورة الإصلاحية السلمية”.
ويشير الخبير في التيارات الشيعية في جامعة “أرهوس” في الدانمارك بن روبن دكروز إلى أن الصدر “يحاول أن يموضع نفسه في مركز النظام السياسي، مع أخذ مسافة منه في الوقت نفسه. موقعه كرجل دين يتيح له أن يوهم بأنه أكبر من السياسة”.
وشكلت ملفات مكافحة الفساد وإعمار العراق مواضيع حملته للانتخابات التشريعية الأخيرة، فيما لعب أيضاً على الوتر الوطني. وهو يقدّم نفسه على أنه معارض للنظام ومكافح للفساد، علماً أن الكثير من المنتمين لتياره يتولون مناصب مهمة في الوزارات. فرانس24/ أ ف ب